تسع فنانات مصريات تستلهمن الطبيعة في "سيوه" محيط - رهام محمود في ضوء ورشة الفنانات التي نظمتها الهيئة العامة لقصور الثقافة برئاسة الدكتور أحمد مجاهد، والدكتور الفنان عبد الوهاب عبد المحسن رئيس الإدارة المركزية للفنون التشكيلية، والتي أقيمت في واحة "سيوه" لمدة عشرة أيام، استمتعت فيها جميع الفنانات بطبيعة سيوه الساحرة، التي انعكست على أعمالهن جميعا، وبدت ممتزجة بأسلوب وروح كل فنانة على حدى. عبرت الفنانة فاطمة هنداوي عن سعادتها بالمشاركة ، والتي أتاحت لها الإحتكاك بفنانات من مصر وخارجها إلى سعادتها بالمشاركة في هذه الورشة، حيث حضورها القوي واحتكاكها بفنانات مصريات لم تتعرف عليهن من قبل، وزيارتها الأولى لواحة "سيوه" التي كان لها تأثيرا كبيرا ومختلفا على أعمالها، وتمنت أن يزداد عدد الفنانات المشاركات في الورشة والفنانين أيضا كي يكون الاحتكاك بهم على مستوى أكبر، وأن يستمر هذا الحدث سنويا لرغبة الكثير من الفنانين في التواجد والرسم في هذا المكان الموحي والساحر، ولم تطغ شخصية المكان على اعمال الفنانة – كما كانت تخشى – وبدا أسلوبها الخاص في رؤية العالم . هيام عبدالباقي الفنانة مروة الشاذلي رأت أن الورشة ادت دورها على أكمل وجه ، وأشادت باختيار مكان الورشة والذي يحمل خصوصية شديدة ، كما أشادت بأن الفنانات هذا العام كن على درجة عالية من الجودة في الفن . وقالت أن المكان أثر عليها بالفعل ولكن ليس بشكل ساذج وإنما إيجابي ، معتبرة أن الإستفادة من الورشة تتحقق حينما يبدأ الفنان بتجربة جديدة تخرجه من الجو المعتاد والخامات المعتادة وطقوسه كذلك وتتيح له مشاهدة تجارب الآخرين . بينما اعتبرت الفنانة نفين الرفاعي أن الورشة مكسب لها ، حيث تتعرف على فنانين جدد، وأساليب فنية جديدة ، وتعرفهم بنفسها ، قائلة : الورشة أتاحت لي العيش عشرة أيام كفنانة لا يشغلها سوى فنها . وأضافت : أنجزنا أعمالا جيدة جدا، ولم نطلب أي شيء أثناء العمل إلا وتم توفيره ، فأهالي سيوة تعاونوا معنا طول الوقت، وكذلك المسئولين التابعين لوزارة الثقافة. نيفين الرفاعي الفنانة كاريل حمصي قالت : هذه المرة الأولى لي التي انضممت فيها لورشة عمل، فأنا منذ سنوات لم أحتك بالفنانين التشكيليين . في البداية كنت خائفة من وجود تنافسات كثيرة ولكننا انسجمنا جدا مع بعضنا، ولم تتأثر أي فنانة بأعمال الأخرى ، وكنا حريصين على أن نتبادل الرأي في أعمالنا كي تخرج في أفضل صورة . خرجت أعمالي بتلقائية نتيجة تأثري بسيوة وطبيعتها المختلفة ؛ ولذلك ظهرت حالة حالمة بأعمالي مختلفة عما سبقت. فأنا أرى أن الحدث ناجح بكل المقاييس، والمعرض ظهر بشكل جيد جدا. نوهت الفنانة هيام عبد الباقي بأن: ورش العمل شيء إيجابي جدا لأنه يجمع فنانين ويتيح لهم فرصة التعرف على تجربة الآخر، كما أن في هذه الورشة كان التجمع من محافظات مختلفة، لهم ثقافات وأفكار مختلفة، من أجيال قريبة من بعضها. كنا كفنانات نسمع أن بيكاسو وماتيس كانا يجتمعان للرسم معا ، وكذلك فان جوخ وجوجان ، ومنا من تأثر بالمكان ومنا من تأثر بالحيوانات أو بالناس أو بالطبيعة ، واطلب فقط أن تتسع مدة الورشة لأكثر من عشرة أيام لأننا ما إن نبدأ في التفاعل الحقيقي مع المكان وناسه نكون على وشك الرحيل منه . أما الفنانة رانيا الحلو فقالت: فكرة الورشة جيدة جدا لأنها تخلق تفاعل بين الفنانين وأهالي المكان . وواحة سيوة تحديدا فرصة للتعرف على الصحراء وهي ما لا يقترب منه جيلنا بشكل كافي . كما استفدنا بمعرفة أساليب مختلفة ، فإيمان عزت تخلط الرمل بالألوان، وهيام عبد الباقي ترسم بالسكينة، د. عقيلة تجمع بين الرسم كأ رهام محمود داة رفيعة والسكينة كتحضير خلفيات، رهام محمود تعتمد على التدريجات اللونية الشبيهة بالجواش، وكيف ترى نقلات اللون بين الأرض والسماء، والمبنى المصمت الذي رسمته واعتمد على المنظور، فاطمة هنداوي اعتمدت على سيولة ألوان الزيت، نفين الرفاعي ولوحة عين كليوباترا وإيقاعات اللوحة الجميلة، مروة الشاذلي وأعمالها التجريدية الصغيرة ذات المساحات المسطحة والتي اهتمت فيها بتوزيع العناصر واستخدامها للألوان الذهبية والفضية بشكل جيد، كما بهرتني كاريل حمصي بلوحتها المليئة بالتفاصيل التي عبرت عن سيوه بشكل مضغوط من كل جانب، شالي، جبل الدكرور، عين كليوباترا، الحمير، فلوحتها تحمل طابع سيوه بألوانه وروحه. أثنت الفنانة إيمان عزت على معمار مبنى قصر الثقافة ، وبتوفر الإمكانات لنجاح الورشة ، وقالت أن الورشة جعلت الفنانات يرسمن صباحا ويناقشن أعمالهن مساء في جو ود رائع ، وتناقلن الخبرات الفنية .