سمبوزيوم أسوان الدولي يعلن انطلاق دورته الرابعة عشر محيط - رهام محمود أعلن سمبوزيوم أسوان الدولي انطلاق دورته الرابعة عشر في 18 يناير الحالي، والتي سوف تستمر حتى 7 مارس المقبل عام 2009، وقد عقد المؤتمر الصحفي في المجلس الأعلى للثقافة الذي يقام كل عام في بداية الدورة، والذي استضاف الفنان آدم حنين القوميسير العام للسمبوزيوم، الدكتور حسين الجندي مدير صندوق التنمية الثقافية، والفنان صلاح مرعي المخرج السنيمائي وأستاذ الديكور بمعهد السنيما. بدأت فكرة إقامة سمبوزيوم دولي للنحت في محافظة أسوان في منتصف عام 1988 حينما توجه المركز القومي للفنون التشكيلية بعد دراسات واستحداث أنشطة فنية قومية وعالمية عقدت في مصر وكان من بينها سمبوزيوم لفن النحت بمذكرة للفنان فاروق حسني وزير الثقافة، بشأن إقامة أول كوادرينال دولي للنحت يقام كل أربع سنوات في مدينة أسوان، حيث لاقت تلك المذكرة ترحيبا شديدا وتدعيما معنويا وماديا، وقد كتب بالحرف الواحد في تلك المذكرة أنه فتح باب النحت المباشر على صخور الجرانيت لفناني مصر والعالم، على نظام سمبوزيوم في أسوان يفتح المجال عريضا من أجل نهضة حديثة لفن النحت في ربوع الأرض المصرية. وقد حدد مكان وزمان السمبوزيوم بمدينة أسوان في موعد سنوي ثابت في فصل الشتاء، بحيث تتراوح مدة ورشة العمل ستين يوما، بمراعاة اختيار مكانا مكشوفا قريبا من تجمعات السياح والمواطنين، وكانت حديقة فندق بسمة الذي يتعهد باستضافة المثالين المصريين والأجانب الواقعة فوق قمة الربوة المطلة على نهر النيل والقريبة من أحد محاجر الجرانيت التاريخية مكانا مناسبا وملائما لهذا الحدث. اقترحت اللجنة وضع تخطيط علمي لتحديد مواقع التماثيل المنفذة في ضوء ما يتناسب مع جماليات المواقع المختارة، وهذا هو جوهر فلسفة إقامته، على أن يكون المشاركين في السمبوزيوم سابق لهم الخبرة في مجال النحت على الصخور الصلدة، أما بخصوص الموضوع أو النتيجة فيترك للفنان الحرية في اختيار الموضوع الذي يعبر عنه بالشكل الذي يراه. بدأت الدورة الأولى للسمبوزيوم في عام 1996، واستمر إقامته حتى الآن، وقد قرر إنشاء متحفا مفتوحا يضم أعمال الفنانين التي أنتجت خلال السنوات الماضية في السمبوزيوم والتي سوف تنتج لاحقا في الدورات القامة، وحدد موقع هذا المتحف على أن يكون في طريق الشلال مطلا على البحيرة القديمة والمحصورة بين خزان أسوان والسد العالي، حيث يقع هذا المتحف في سينوغرافيا بديعة، فالسماء هي أرضية الأعمال المنحوتة، والتناقض المبدع بين المساحات الخضراء والصحراء القاسية يبدو في خلفية المتحف في تناسق جميل. في هذا المتحف تقف الأعمال التي حصرها السمبوزيوم في الأعوام الماضية إلى جانب الصخور الطبيعية الموجودة بالمتحف والتي لم تمس للتعايش في سلام مع هذه المنحوتات الحديثة، بل وتعمل إلى درجة كبيرة على استيعابها وتوحدها. وفكرة المتحف المفتوح تعد بمثابة نزهة أو جولة في عالم الجرانيت المنحوت سواء بالعوامل الطبيعية كالرياح والحرارة والضغط... إلخ أو المنحوتات القديمة التي نحتها الفراعنة وهي أعمال غير مكتملة، بالإضافة إلى أعمال الفنانين من هذا القرن من مختلف أنحاء الأرض، فهذا المتحف يعد نفسه بنفسه إذ أنه كل عام يستقبل ضيوفا جدد يضعهم صناعهم من فناني السمبوزيوم فيزداد عدد الأعمال في المتحف، ولذلك فإنه سيظل في مرحلة اكتمال عاما بعد عام، ويمكن أن يظهر في صورته المكتملة بعد خمس سنوات. تم اختيار موقع المتحف في شتاء عام 1997، كما تم نقل أعمال السمبوزيوم إلى المتحف في هذا التاريخ، ثم توالى نقل أعمال دورات السمبوزيوم إلى المتحف عام بعد عام. يقع المتحف المفتوح خارج مدينة أسوان على ربوة من بقعة في طريق الشلال أمام حجر قديم يحتوي على تمثال ناقص لرمسيس الثاني، كما تشرف ربوة المتحف على جبهتها الشرقية على وادي أخضر على ضفة النيل، وتحيطها التلال الصخرية البكر من جوانبها الأخرى، وقد امتدت مساحة المتحف نحو الشمال الشرقي منذ الدورة السابعة، حين بدأ الفنان الفرنسي باتريس بيلان نحت مشروعه "الناووس" في صخر الجبل، والذي استغرق العمل به ثلاثة دورات، وهناك مشروع بتوسع آخر في اتجاه الشمال الغربي على جانبي طريق الشلال بدأ في عام 2004 حتى سفوح التلال الصخرية. يقول الفنان آدم حنين: تراكم الدورات والخبرات عاما بعد عام، والأعمال الصريحة التي تصل إلى أكثر من 220 عملا منتشرة بالمتحف المفتوح والمدن المختلفة في الميادين والحدائق العامة، كل هذا يثير خيال كثير أو قليل من الشباب والأطفال والكبار، كل حسب ظروفه وحسه، ولكنه بالتأكيد يترك أثرا ما يظهر الآن أو بعد حين، فهذه رسالة الفن على أي حال تأتي ثمارها بالتراكم والمتابعة ليس بشكل مباشر مثلها مثل القيم العليا كالحق والعدل والجمال، قادتنا التجربة أثناء العمل في المتحف المفتوح والمحجر المهجور المكمل للمتحف، وبعد العمل العظيم للفنان باتريس بلين وآخرين، إلى دعوة معماريين، وبعد مناقشات ولقاءات وعمل على مدى عامين، من تشكيل للطبيعة وتعامل مع الأرض وما عليها، لتأليف أشكال من شأنها التفاعل مع عناصر البيئة، لتشكل تلك العناصر جزءا من العمل ذاته. أضاف: اتضحت الفكرة ونجحت تجربة المعماري أكرم المجدوب، فكانت مشجعة لدعوة اثنين من شباب المعماريين مع المعماري أكرم لعمل شبة جماعي، قابل للحفاظ على شخصية كل منهم، لننتقل بالعمل الفني إلى عالم أرحب تجوب فيه وتحلق إلى أبعاد لا نعرف مداها.. إنه فن الأرض. شكلت اللجنة العليا للسمبوزيوم ثلاثة عشر عضوا هم: الفنان فاروق حسني وزير الثقافة، المثال آدم حنين القوميسير العام للسمبوزيوم، الفنان محسن شعلان رئيس قطاع الفنون التشكيلية، الدكتور حسين الجندي مدير صندوق التنمية الثقافية، الفنان صلاح مرعي المخرج السينمائي وأستاذ الديكور بمعهد السينما، د. طارق والي المهندس الاستشاري، د. أحمد سطوحي الأستاذ بكلية الفنون الجميلة جامعة الإسكندرية، د. مختار عبد الجواد الأستاذ بالمعهد العالي للسينما، المعماري والمهندس الاستشاري أكرم المجدوب، الفنان رضا عبد الرحمن المدير الفني ومسئول الفنون التشكيلية بصندوق التنمية الثقافية، النحات ناجي فريد مساعد القوميسير العام، الدكتور صبري منصور رئيس لجنة الفنون التشكيلية بالمجلس الأعلى للثقافة، والفنان كمال الجويلي رئيس الجمعية المصرية للنقاد. شارك في السمبوزيوم هذا العام إحدى عشر فنانا هم: فريتز باك، وأولريش يوهانز موللر من ألمانيا، راث جيبير أتيلا "المجر"، ليليا بوبورنيكوفا "بلغاريا"، نيكولا فليسيج "فرنسا"، هوانج – سونج- وو – "كوريا الجنوبية"، وأكرم المجدوب، شريف عبد البديع، حسن كامل، هاني فيصل، وجابر حجازب من مصر. أما النحاتين المشاركين في ورشة العمل المصاحبة للسمبوزيوم فهم: أمير الليثي، أحمد عبد الفتاح، أماني كامل، عماد فكر من مصر.