لوحه من العمال الفنان د: سمير سعد الدين افتتح الفنان محسن شعلان رئيس قطاع الفنون التشكيلية الدورة السادسة لصالون التصوير الضوئي الذي أقيم بقصر الفنون بدار الأوبرا المصرية, بحضور الفنان الدكتور صلاح المليجي رئيس الإدارة المركزية للمتاحف والمعارض, والدكتور سمير سعد الدين قوميسير المعرض. محيط رهام محمود يضم المعرض حوالي 160فنانا وفنانة يقدمون 331 عمل, شارك من مصر 155 فنان قدموا 306 عمل, بينما شارك أربعة فنانين من الدول العربية بتسعة أعمال, وكان ضيف شرف الصالون هذا العام هو الفنان الراحل عبد الفتاح رياض, كما كرم الصالون الفنان السيد حسين غانم, والفنان محمد كامل.
تبلغ قيمة جوائز الصالون هذا العام 29 ألف جنيه مصري, وهي ثلاثة جوائز لكل من مسابقة التصوير الضوئي المباشر, ومسابقة التصوير التجريبي, الجائزة الأولى قيمتها 5 آلاف جنيه مصري والجائزة الثانية ثلاثة ألاف جنيه, أما الجائزة الثالثة فقيمتها ألفي جنيه مصري، بالإضافة إلى تسعة جوائز من لجنة التحكيم قيمة كل منها ألف جنيه.
عن هذه الدورة يقول الفنان فاروق حسني وزير الثقافة: " يظل الفنان ومخزونه التراكمي هو المحرك للعملية الإبداعية على اختلاف مجالاتها وتقنياتها، بينما تظل موهبته وملكاته الخاصة هي المحرك لطموحه في التميز والأخلاق والولوج بمدركاته الفنية في آفاق أكثر حداثة وتفاعلا مع معطيات التطور.
ويعد التصوير الضوئي من أبرز المجالات الفنية التي تتواصل وآليات العصر, دفعا نحو تحقيق مساحات إبداعية جديدة تكفل للمشهد التشكيلي إثراءا وتحفيزا لذهن المتلقي, وبما يواكب ما تحقق من إنجاز مذهل على الساحة العالمية في هذا المجال".
بينما يقول الفنان محسن شعلان: " شهد مجال التصوير الضوئي تطورا مذهلا شأنه شأن العديد من فروع الفن التشكيلي ومجالاته، فاتسعت مفاهيم فلسفة "للقطة الواحدة", فما عادت تلك التي ظلت تعبر عن المشهد التسجيلي القابع بين الإطارات الأربعة في حالة أشبه بالرصد الاستاتيكي لمكونات الطبيعة أو المناظر والوجوه الإنسانية.
أصبحت الرؤى أكثر اتساعاً لتعبر جميع الحدود في التقنيات والمكونات التي يبنى عليها مضمون عصري يخترق حالات الثبات المرئي إلى حالات أخرى أكثر تدفقاً ودفئاً وديناميكية، يكسوها وجهات نظر متنافسة سعياً للوصول إلى تفرد إبداعي في هذا المجال".
أما الدكتور سمير سعد الدين قوميسير عام الصالون فيقول " نقدم إلى محبي التصوير الفوتوغرافي هذا الصالون المتفرد، الذي يعبر بأصالة عن المستوى الرفيع والفني الرائع للمصورين المصريين, ولعل سحر آلة التصوير الذي يكمن في تخليد اللحظة وفي القدرة الإبداعية السلسة في إعادة ترتيب عناصر الواقع داخل الصورة,
وأيضاً في الحرية المطلقة الكامنة في اختيار جزء من الواقع ووضعه داخل إطار الصورة, كل هذا في سهولة وحرية محببة إلى النفس المتشوقة إلى الإبداع والفن، أنه تأكيدا الذات الإنسانية عبر التعبير الفني، الذي أصبح سهلاً وممتعاً من خلال التصوير ووسائله العديدة".
يرأس اللجنة الدائمة للصالون الدكتور سمير سعد الدين ويشارك في عضويتها الفنان محسن شعلان, المهندس محمد رضا الدنف, الدكتور عادل جزارين, الدكتور محمود سامي, المهندس كمال البهنساوي, الفنان كمال جانو, المهندس كمال منير داود, الفنان علي دوابة, الفنانة ميرفت عزمي, المهندس يوسف حمدان، وسكرتير عام اللجنة الفنان محمد حسني توفيق. كما يرأس الدكتور سمير سعد الدين لجنة التحكيم التي شارك في عضويتها المهندس محمد رضا الدنف, المهندس كمال منير, الفنانة ميرفت عزمي, الفنان علي دوابة, الدكتور كمال شريف, الدكتور مصطفى كمال, الفنان عصمت داوستاشي, الدكتورة نجلاء سمير, والقوميسيير التنفيذي وأمين اللجنة الفنان محمد حسني توفيق.
فاز في المجالين المباشر والتجريبي بالجائزة الأولى كل من منى عبد الحميد وعمرو رضا أما الثانية فكانت من نصيب أحمد المغربي وهدى هاشم، كما حصل كل من أسامة إبراهيم وأحمد رومية على الجائزة الثالثة. شارك بالمعرض الفنان الليبي صلاح جمعة غيث بثلاثة أعمال, والتونسية عائشة أحمد حمدي بعملين, والكويتي يوسف المليفي بعملين, والليبي عبد الرحيم عبد الجواد المغربي بعملين.
كما كان على قائمة المشاركين د. سمير سعد الدين الذي صور مشاهد من الطبيعة "كالبحار, والأسواق المصرية" ذات أحجام كبيرة, كان الضوء هو البطل في لوحاته, كما أنه أخذها بلقطه واحدة مثلما يقدم جميع أعماله دون أي تعديل أو تغيير في الصورة "أي كما هي بحالتها", فهو يسجل لقطات سريعة بالصدفة في حالات معينة.
ومن أصول توثيقية قديمة تنتزع د. نجلاء سمير صور أشخاصها لتمنحها بيئة جديدة ملائمة لها ومعالجة بطرق جديدة, كما عالج أيمن لطفي الحاصل على جائزة لجنة التحكيم صور أشخاصه التي تتمثل في بورترية لفتاه لتمنحها تأثيرات بصرية جديدة. بينما جاءت أعمال منى عبد الحميد أبيض وأسود مباشرة لم تلجأ فيها لإإستخدام الكمبيوتر, سواء في لوحتها التي تضمنت صورة لابنتها وهي تلتفت برفق مع ابتسامتها الرقيقة, أو في لوحتها التي فازت بالجائزة الأولى وهي تحوي مشهدا لشخصين يجلسا على صخرة في الإسكندرية أمام البحر مباشرا, والسماء وسحبها المتراكمة هي ثالثهما.
أما إيثار شفيق فقد اهتمت بالبسطاء وتعبيرات وجوههم أبيض وأسود ليوحيا بالأصالة والأشياء القديمة القيمة, فهي تقول "لم استخدم الكمبيوتر في أعمالي لأنني آخذ اللقطة على طبيعتها؛ فالبسطاء يكونوا دائما على طبيعتهم دون تكلف, كما جذبتني وجوه الأطفال التي تحمل ردود أفعال صادقة؛ فالطفل لم يكترث لأي حسابات في تصرفاته". تعتمد الفنانة ميسون قطب في لوحاتها على تناوب الظل والنور، وعلاقة الأشياء ببعضها في تضادها وانسجامها.... ، وخاصةً العلاقة بين الغامق والفاتح أو بين تفاوت الدرجات الظلية, حيث تقول الفنانة " أن الظل والنور يخلق إيقاعاً مهماً وانعكاسات جميلة بين عناصر الموضوع الواحد، ويضيف إلي الصورة الفوتوغرافية الحيوية والواقعية". في النهاية, تنوعت الموضوعات والأساليب التي تناولها الفنانين في أعمالهم, فمنهم من أخذ صورة مباشرة من الطبيعة والتسجيل للقطات ومشاهد مختلفة من الحياة, كالنيل والبحار التي ظهرت في أعمال بعض الفنانين, والأشخاص التي احتلت أعمالا كثيرة بالمعرض ولكن بحسب رؤية كل فنان فبعضها كان مباشرا, والآخر معالج بالكمبيوتر ليعطي تأثيرات بصرية مغايرة للواقع, كما ظهرت لوحات ترصد مشاهد ساخرة لما يحدث حولنا في الأيام العادية, و البعض صور قطاعات مجهريه من أشياء قد يسلط الفنان الضوء عليها ويبرزها لتظهر واضحة بتفاصيلها الدقيقة في شكل جديد.