الكويت: أجمع مسئولون في شركات صرافة كويتية اليوم على ضعف حركة سوق العملات الذي تأثر بالأوضاع السياسية الاقليمية غير المستقرة وتذبذب الأسواق العالمية. وقالوا في لقاءات متفرقة مع وكالة الأنباء الكويتية "كونا" إن قلة النشاط في سوق العملات مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي سببه في المقام الاول التبعات التي خلفتها الاوضاع السياسية المتوترة في بعض البلدان العربية على الحركة الاقتصادية في المنطقة. واضافوا ان تذبذب اسعار صرف العملات الرئيسية في الاسواق العالمية لاسيما الدولار الامريكي واليورو والجنيه الاسترليني يلقي بظلاله على سوق صرف العملات المحلي وذلك بسبب ارتباط السوق بالاقتصاد العالمي وتأثيراته. وقال جاسم الصراف ، المدير العام لشركة مركز التداول للصيرفة ان تقلبات سعر صرف الدولار الامريكي بنحو 0.275 دينار تتراوح ما بين ربع ونصف فلس معتبرا ان هذه المعدلات "منخفضة" مقارنة بعملات رئيسية اخرى ذات معدلات اعلى. واوضح الصراف ان التغيرات في سعر صرف العملة الاوروبية "اليورو" والجنيه الاسترليني حاليا "تعتبر جيدة ومناسبة لمن يرغب في الاستثمار عن طريق شراء كميات كبيرة منهما" مشيرا الى ان التغيرات في اسعار صرفهما تراوحت بين خمسة الى عشر فلوس خلال فترة زمنية قصيرة. وذكر ان التذبذبات في الاسعار تصحبها مخاوف لدى المستثمرين في الاقبال على شراء العملات لاسيما انها تشكل نوعا من انواع المخاطرة لذا يسود في سوق العملات حالة من الترقب الشديد وقلة في النشاط. وعزا ضعف السوق في الوقت الحالي الى عدم انتهاء فترة الدراسة بالنسبة للطلاب وانتظار رواتب شهر مايو بالنسبة للموظفين لاسيما المدرسين من الكويتيين والوافدين الذين يتقاضون رواتب اكثر من شهر مقدما. واضاف ان اقبال الكويتيين على شراء اليورو يأتي بغرض السفر ثم الاستثمار حيث يبلغ سعر صرف اليورو حوالي 0.389 دينار بعد ان كان 0.415 دينار في فترة قريبة ماضية. وعن توقعاته حول اكثر العملات طلبا في سوق صرف العملات في الصيف ذكر الصراف ان صرف العملات مرتبط بوجهات سفر الناس بشكل رئيسي متوقعا ان يزيد الاقبال على عملات دول شرق اسيا وعلى الاخص الرنجت الماليزي والبات التايلندي الذي يشهد اقبالا طوال العام اما بغرض السياحة واما بغرض التجارة. واشار الى الطلب "القوي على الدرهم الاماراتي الذي يبلغ حوالي 0.075 دينار بعد ان تجاوز0.080دينار في فترات سابقة متوقعا ان يستحوذ على نسبة كبيرة من اجمالي مبيعات العملات العربية يليه الريال السعودي الذي من المتوقع ان يزيد الاقبال عليه مع قرب موسم العمرة في شهر رمضان بالتزامن مع العطلة الصيفية". وبين الصراف عبدالرضا البلوشي من مؤسسة الارجان للصرافة ان هناك علاقة عكسية بين اليورو والدولار وان سوق العملات العالمي في تغير "مستمر" بسبب تذبذب سعر صرف الدولار الامريكي امام اليورو اضافة الى بعض البيانات الاقتصادية العالمية ومؤشراتها "غير المستقرة". واوضح ان الدولار الامريكي يحقق فائدة قليلة لمن يرغب في استغلال انخفاض قيمته والاستثمار فيه بعكس اليورو الذي حقق قبل اسبوع عائدا يبلغ 15 دينارا كويتيا عن كل 1000 يورو تقريبا. وعن تحديد سعر صرف الدولار الامريكي من قبل شركات الصرافة قال عبدالرضا ان عملية تحديد السعر تتم بعد اصدار البنك المركزي سعر صرف العملات اليومي وتقوم بعدها شركات الصرافة باضافة قيمة تتراوح ما بين نصف فلس الى ثلاثة ارباع الفلس كهامش ربح للشركة موضحا ان عملية تحديد سعر الصرف في ايام العطل تتم بواسطة شاشة اسعار رويترز لسعر صرف الدولار مقابل اليورو. وتوقع البلوشي ان ينشط السوق بعد انتهاء الموسم الدراسي وبدء العطلة الصيفية مبينا ان تزامن شهر رمضان في اغسطس سيزيد من شراء الريال السعودي وذلك بغرض اداء فريضة العمرة في هذا الشهر. كما توقع ان يزيد الطلب على العملات الاوروبية لاسيما الليرة التركية التي تشهد اقبالا من الكويتيين بغرض السياحة في اسطنبول ويبلغ سعر صرفها نحو 0.182 دينار الى جانب الطلب على الجنيه الاسترليني واليورو.