لندن: تستمع لجنة التحقيق البريطانية في حرب العراق اليوم الأربعاء الى شهادة مسؤول كبير سابق في وزارة الخارجية عن مزاعم امتلاك نظام صدام حسين لاسلحة الدمار الشامل. ويمثل أمام اللجنة السير جون سكارليت الرئيس السابق لجهاز الاستخبارات ام أي 6 والذي صاغ بوصفه رئيسا للجنة الاستخبارات المشتركة ( JIC ) في الفترة بين عام 2001 حتى عام 2004، ملف الحكومة المثير للجدل عن اسلحة الدمار الشامل العراقية. وكان مسئولون بريطانيون أكدوا أمس الثلاثاء أن اسقاط نظام الرئيس العراقي الراحل صدام حسين لم يكن هدف بريطانيا من خوض الحرب بالتعاون مع الولاياتالمتحدة عام 2003 . ونقلت هيئة الإذاعة البريطانية"بي بي سي" عن السير بيتر ريكتس، المسئول الاستخباري البارز آنذاك، والسير وليام باتي المسئول السابق في وزارة الخارجية قولهما إن السياسة البريطانية لم تركز ابدا على تغيير النظام الحاكم في العراق. وكان ريكتس وويليام أول مسئوليّن يدليان بشهادتهما أمام لجنة التحقيق التي سيمثل امامها لاحقا عدد من كبار المسؤولين من أبرزهم رئيس الوزراء السابق توني بلير ورئيس الوزراء الحالي جوردن براون. وقال رئيس اللجنة السير جون شيلكوت انه على الرغم من ان مهمة لجنته لا تعد بمثابة تحقيق يستهدف تحديد المذنب والبرئ، فإنه لن يحجم عن توجيه انتقادات إلى مؤسسات او افراد متى ما كان ذلك ضروريا. وكانت أولى جلسات الاستماع العلنية للجنة التحقيق في الدور البريطاني في الحرب على العراق قد بدأت أمس الثلاثاء في لندن. ومن المرتقب أن يمثل أمام لجنة التحقيق عدد من كبار المسؤولين البريطانيين في مختلف الميادين العسكرية والدبلوماسية والسياسية، ومن بينهم رئيس الوزراء البريطاني السابق توني بلير والذي يتوقع ظهوره امام اللجنة مطلع العام المقبل. ويركز التحقيق على فترة سنتين قبيل غزو العراق عام 2003 ليغطي مجمل الفترة من عام 2001 حتى عام 2009 الذي شهد انسحاب القوات البريطانية من العراق. ومن المتوقع ان يستمر التحقيق لأشهر ولن يظهر تقريره النهائي حتى موعد الانتخابات العامة القادمة في بريطانيا او بعدها. وكان اختيار اعضاء لجنة التحقيق من قبل رئاسة مجلس الوزراء قد اثار بعض الانتقادات حول استقلالية اللجنة عن الحكومة ، الا أن رئيس لجنة التحقيق السير جون شيلكوت قد وعد بأن التحقيق لن يحابي احدا على حساب الحقيقة. وتسببت الحرب في مقتل 179 من عديد القوات البريطانية في العراق. وسبق هذا التحقيق تحقيقان رسميان اخران في حرب العراق، اذ كان تحقيق بتلر قد نظر في الفشل الاستخباري قبل الحرب، بينما فحص تحقيق هتن الظروف التي قادت الى موت الخبير السابق في وزارة الدفاع البريطانية ديفيد كيلي. وقال السير جون شيلكوت بأنه يامل في اكمال تقريره النهائي قبل نهاية العام القادم على الرغم من تحذيره من التحقيق قد يتأخر الى عام 2011.