بغداد : أعلن مسئول عراقي تعليق قرار إزالة العديد من الجدران التي تطوق العاصمة العراقية لحمايتها من الانفجارات بعد مقتل نحو 100 في هجمات في بغداد في الأسبوع الماضي. ونقلت جريدة "الخليج" الإماراتية عن تحسين الشيخلي المتحدث المدني لخطة أمن بغداد: "خطة إزالة جميع الجدران الخرسانية في بغداد بنهاية العام الحالي أو حتى قبل ذلك لن تنفذ كما كان مقرراً". وتابع: "وجود الحواجز الكونكريتية هو جزء من الخطط الأمنية وهو خاضع لاعتبارات كثيرة منها تقدير الموقف وطبيعة المعركة. الآن المعركة بعد أحداث الأربعاء أخذت منحى آخر. تم إعادة النظر في رفع الحواجز من كثير من المناطق ولكن في نفس الوقت ترك القرار لتقديرات القادة الميدانيين". وكان رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي قد أمر بإزالة كل الجدران العازلة من جميع شوارع وطرق مدينة بغداد "بدون استثناء" وخلال مدة أربعين يوما. وبدأت عمليات بناء الجدران العازلة في بغداد والمحافظات الأخرى مع بدايات الاحتلال الأمريكي للعراق حيث عمد الجيش الأمريكي إلى وضع الحواجز حول مقرات وجود وانتشار قواته وحول المقرات الحكومية المهمة وخاصة المنطقة الخضراء التي تضم مقرات معظم سفارات الدول الغربية في العراق وخاصة الأمريكية والبريطانية إضافة إلى مقرات الحكومة والبرلمان العراقيين وتصاعدت عملية وضع هذه الجدران بشكل كبير حول الغالبية العظمى لأحياء وأسواق وشوارع وحتى الأزقة في مدينة بغداد مع تصاعد العنف والقتل الطائفي في العراق والذي تسبب بمقتل عشرات آلاف من العراقيين. ورغم نجاح هذه العملية في التقليل من حدة القتل الطائفي إلا أن الكثير من العراقيين مازالوا ينظرون بكثير من الاشمئزاز إلى هذه الحواجز التي شوهت إلى حد كبير معظم أحياء العاصمة وحولتها إلى ما يشبه الكانتونات حيث بات أمر الدخول والخروج إلى هذه الأحياء فيه الكثير من المشقة إضافة إلى أنها كانت السبب الرئيسي في خلق أزمة مرور خانقة في بغداد ومنذ سنوات.