"الجمال" قيمة إسلامية و"الفن الملتزم" وسيلة دعوية للإصلاح متابعة - سمية على عليوة
فلسفة الجمال بين الاسلام والفكر الوضعي أكد أحمد كسرى أبو جبل الباحث بقسم الأديان والمذاهب بكلية الدعوة جامعة الأزهر أن موضوع الجمال علي عكس ما يعتقد الكثيرون يرتبط بالإسلام -عقيدة وشريعة وأخلاقا.
وأن هذه النتيجة هي التي خرج بها من رسالته لنيل درجة الماجستير وتثبت خطأ من يقول بأن الجمال من الثانويات والتحسينيان التى لاينبغى أن تضيع فيها أوقات المسلمين وجهودهم".
وأضاف بأن موضوع الجمال يرتبط كذلك من جوانب أخري بواقع المسلمين المعاصر والحاجة الماسة إلى بيان حكم الشريعة فى مسائله ؛ مثل الحاجة لمعرفة حكم الإسلام فى التصوير والغناء والموسيقى والنحت وجراحات التجميل وما إلى ذلك .
كما أن موضوع الرسالة محاولة لتصحيح الخلط الذى يقع فيه بعض من تناول الجمال فى الإسلام وتجنب خطأ اختزال مفهوم الجمال وقصره على بعض الفنون مثل النحت والرسم وغيرها فقط".
وشدد علي ان هناك علاقة وثيقة بين الجمال وبين الدعوة إلى الله تعالى ، إذ أن إظهار جماليات الإسلام عقيدة وشريعة وأخلاقا، وبيان جمال القرآن والسنة من حيث الاعجاز اللغوي والتشريعي والعلمي هو دعوة عملية لغير المسلمين للتعرف على الإسلام أو اعتناقه".
وأشار إلى أن رسالته تسعي لعلاج النقص الواضح المتمثل في قلة الدراسات التى تناولت فلسفة الجمال فى الإسلام؛ مع كثرة الدراسات المتعلقة بالجمال من وجهة نظر الفكر الوضعي.
وأضاف بأن الرسالة تحاول الرد علي دعاة الخلاعة والمجون والإباحية والإسفاف فى الإعلام المسموع والمقروء والمرئي ، والترويج لباطلهم وتفنيد هذا الباطل الذي يزعم أن الإسلام لايحرم الاستمتاع بالجمال".
مؤكد أن هذا الزعم هو كلمة حق يراد بها باطل فما كان العري والخلاعة والإباحية جمالا يقره الإسلام بل هي من الامور المحرمة لانها المدخل لفساد المجنمعات وانهيارها ..
ومن جانبه أشاد الدكتور "صابر عبد السميع" الأستاذ المساعد بقسم الأديان بالكلية والمشرف على الرسالة بفكرتها الجديدة ؛ معربا عن أمله فى أن يحذو طلاب الدراسات العليا حذو هذا الباحث فى اختيار موضوعات هامة وواقعية ولم يتطرق إليها البحث العلمي كثيرا .
وأكد على أن مقارنة الرسالة بين الجمال بكل صوره ومعانيه فى الفكر الإسلامى وفى الفكر الوضعي أعطانا بعدا دعويا هاما.
لافتا إلى أن إبراز مثل هذه الجوانب الرائعة فى أدبيات الإسلام يعد نوعا من إبراز الحقيقة والدفاع عنه فى وجه الهجمة الإعلامية "الصهيوغربية" والتى تسعى بكافة الوسائل إلى تشويه صورة هذا الدين الحنيف والتحريض ضد المسلمين وتلفيق التهم الجاهزة لهم.
لاسيما تهمة العصر- الأمريكية الصنع- التى ُيتهم بها المسلمون دائما؛بالرغم من كونها ُتمارس ضدهم فى كل مكان؛ ألا وهى تهمة :"الإرهاب".
وفي تعقيبه اعترض الدكتور محمد أبوزيد الفقى أستاذ الدعوة والثقافة بكلية أصول الدين جامعة الأزهر فرع طنطا على تعريف الباحث لمفهوم "الإسلام" بأنه "إسلام النفس لله" .
لافتا إلي أن هذا التعريف يوحي بالاستسلام أو العبادة تحت الضغط وهو الأمر الذى لايصح به إسلام المرء بأى حال من الأحوال .
مشيرا إلي أن " أفضل تعريف للإسلام هو "الإسلام" لأنه التعريف الذى يضفى روحا من الثقة والاعتزاز والتسليم لله عن طواعية واقتناع ورضى كامل ويقين وتوكل على مالك الملك".
كما إعترض على تعريف الباحث لمصطلح "السنة"؛ ودعى إلى تعريف السنة بأنها :"كلام أعلم إنسان بالقرآن الكريم ألا وهو رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم.
ونبه إلى خطأ من يتبني مفهوم "الواقعية" عند بعض الفنانين وكتاب الأعمال التمثيلية الذين يدافعون عن تجسيدهم لفواحش الواقع فى أعمالهم بقولهم "نسعى من خلال الفن إلى تجسيد الواقع".
مؤكد ان هذا المفهوم هو اداة هدم لأن الفن لابد أن يكون ملتزما بالقيم الاخلاقية التي جاء بها الاسلام وأن يسمو بالواقع من الفواحش إلى المعالي ؛ لأنه وسيلة فعالة من وسائل تهذيب النفس وتقويم السلوك وترسيخ القناعات إذا أراد له منتجوه ذلك.
وأضاف الدكتور "أبوزيد" بأن أهل الفن الحاليين والمحسوبون عليهم لو ارادو إصلاح الأمة بأسرها لاستطاعوا ، ولنجحوا فى ذلك أكثر من الخطباء والوعاظ والدعاة والمشايخ والعلماء والسياسيين أنفسهم".
ومن جانبه أكد الدكتورمصطفى مراد صبحي أستاذ الأديان والمذاهب بالكلية وأحد أعضاء لجنة الحكم على الرسالة على أهمية موضوع الرسالة ؛ مشيرا إلى أن "الجمال" كموضوع لم يأخذ حقه فى البحث العلمي.
وأضاف قائلا:"الجمال دعوة" لأنه يخدم الدعوة إلى الله تعالى بطريقة غير تقليدية وفعالة ؛ موجها الدعوة للباحثين إلى التطرق إلى مثل هذه الموضوعات الهامة والمهملة فى أروقة البحث العلمي.
يذكر ان الباحث حصل في نهاية المناقشة علي درجة الماجستير بتقدير "جيد جدا" عن رسالته :"فلسفة الجمال بين الفكر الإسلامي والفكر الوضعي"، وسط زغاريد الأهل وتهانى الحضور.
وتضمنت لجنة الحكم على الرسالة كلا من الدكتور "صابر عبد السميع" الأستاذ المساعد بقسم الأديان بالكلية -"مشرفا" على الرسالة، والدكتور "محمد أبوزيد الفقى" أستاذ الدعوة والثقافة بكلية أصول الدين جامعة الأزهر فرع طنطا "مناقشا" والدكتورمصطفى مراد صبحى أستاذ الأديان والمذاهب بالكلية "مناقشا"."