واشنطن : أكدت صحيفة أمريكية اليوم الجمعة أنه بالرغم من الخطابات التي يلقيها الساعون للترشح لانتخابات الرئاسة الأمريكية عن الحزب الديموقراطي والتي تؤكد على ضرورة سحب القوات الأمريكية من العراق, الا إنهم سيبقون عدداً كبيرا من الجنود الأمريكيين في العراق. فقد تعهد كل من السناتور باراك أوباما والسناتور هيلاري كلينتون مرارا أنهما سوف يبدآن بسحب القوات الأمريكية بعد فترة وجيزة من تولي السلطة في حالة فوز أي منهما في الانتخابات الرئاسية العامة، غير أن كلا منهما يميز بين الجنود القتاليين المفترض سحبهم، والجنود غير القتاليين الذين ينبغي أن يبقوا للتصدي ل"الارهابيين وحماية المدنيين الأمريكيين هناك وتدريب القوات العراقية". ونقلت "وول ستريت جورنال" عن أحد مستشاري أوباما للسياسة الخارجية قوله:" لا أحد يتكلم عن الوصول إلى الصفر في عدد الجنود", لذا فإن الناخبين الذين سيتوجهون إلى صناديق الاقتراع في نوفمبر/تشرين الثاني المقبل لن يستطيعوا أن ينهوا التدخل الأمريكي في العراق في وقت قريب. أما السناتور الجمهوري جون ماكين الساعي للترشح عن حزبه فقد دعم في وقت مبكر خطة الرئيس بوش لزيادة عدد القوات الأمريكية بقدر 30 ألفا العام الماضي كجزء من الإستراتيجية العامة للتصدي للمسلحين، وإذا ما فاز بالرئاسة فهو يقول إنه سوف يواصل هذه الإستراتيجية التي تركز على حماية الشعب العراقي عن طريق تثبيت وحدات صغيرة من الجنود الأميركيين في الأحياء والبلدات العراقية، مما يستلزم إبقاء عدد القوات الأمريكية في العراق على 130 ألفا تقريبا، وهو العدد الذي نشر هناك عند بداية الحرب عام 2003. أما الديموقراطيان أوباما وكلينتون فهما يريدان التخلي عن إستراتيجية مقاومة المسلحين، ويريدان بدء سحب القوات القتالية وتغيير أهداف القوات المتبقية إلى مهام محدودة، ولا يشمل ذلك محاولة التصدي للتدخل الإيراني بالعراق أو مقاومة المليشيات الشيعية المسؤولة عن كثير من الفوضى في ذلك البلد.