بغداد : تعرضت طائرة من سلاح الجو الأمريكي كانت تقل وفدا من الكونجرس في العراق لهجومم باطلاق النار أثناء مغادرتها مطار بغداد الدولي أمس الخميس. وقال جيش الاحتلال الأمريكي اليوم الجمعة إن طاقم الطائرة اتخذ الإجراءات اللازمة وتمكن من إكمال الرحلة إلى واشنطن وأن أحداً لم يصب بأذى. وقالت فضائية "الحرة" الإخبارية الامريكية إن أربعة مقاتلين من تنظيم "القاعدة" واثنين من شيوخ العشائر المناهضين للقاعدة في العراق قتلوا في اشتباكات دارت في الحقلانية بمحافظة الأنبار. وقد أغارت القوات العراقية والأمريكية المشتركة على منازل في البلدة الواقعة شمال غرب بغداد وأغلقت الجسور التي تربط الحقلانية بمدينة الحديثة المجاورة. وفي بيان آخر، أفاد الجيش الأمريكي بأن قواته قتلت 12 مسلحا يشتبه في أنهم من تنظيم القاعدة ودمرت عربتين تابعتين لهم خلال قتال دار يوم الأربعاء بالقرب من مدينة الفلوجة. وكان الجيش الأمريكي أعلن اليوم الجمعة مقتل جنديان أمريكيان في عمليات قتالية في محافظة الأنبار يوم الأربعاء. من جانب آخر، أعلن مسؤول عسكري في محافظة الأنبار أن قوة عراقية أمريكية مشتركة تمكنت من القبض على محمد عبد الكريم الملقب بمحمد سنت أمير تنظيم "القاعدة" في قضاء هيت وأحد أبرز قياديي التنظيم في المحافظة. على صعيد آخر، قالت الشرطة إن أربعة من مغاوير الشرطة قتلوا وأصيب سبعة آخرون بجروح في هجوم بسيارة ملغومة استهدف دوريتهم في قرية الجلام قرب سامراء شمالي بغداد. وفي كركوك، قالت الشرطة إن مسلحين قتلوا عراقياً حينما أطلقوا عليه النار من سيارة مسرعة في وسط المدينة. تدمير وإصابة اثنتي عشرة مروحية ==================== في غضون ذلك تبنى تنظيم ما يسمى "دولة العراق الإسلامية" تدمير وإصابة 12 مروحية أمريكية في منطقة التاجي شمال غرب العاصمة العراقية بغداد. وقال التنظيم في بيان نشر على شبكة الإنترنت ولم يتسن التأكد من مصداقيته:" مكّنَ اللهُ جنود الدولة الإسلامية يوم الأربعاء 15 / 8 / 2007 من إطلاق خمسة عشر صاروخاً ضد القاعدة الأمريكية في منطقة التاجي شمال الولاية وكانت موزعة على خمسة عشر هدفاً؛ بينها ثمانية مدارج لهبوط المروحيات وسبعة " كرفانات " للسكن تابعة للفرقة ذاتها". وأضاف البيان:" فتمّ تدمير ثمان مروحيات عسكرية تدميراً كاملاً، وإصابة أربع مروحيات أخرى بأضرار بليغة، بالإضافة إلى تدمير أبراج المراقبة والرصد الخاصة بالقاعدة بالكامل". التاجي ======= التاجي تقع على بعد (30 كلم شمال غربي بغداد) التي يطلق عليها البعض اسم "مفتاح الامارة" كونها المدخل الرئيس لمثلث "الإمارة الإسلامية" المجاورة للعاصمة. وبحسب صحيفة "الحياة" اللندنية تشتهر التاجي بأنها كانت تضم أكبر منظومة عسكرية قبل دخول القوات الامريكية وكان يقطن فيها نصف الوية الجيش العراقي السابق وتحولت لاحقاً الى معسكر للقوات الامريكية في المدخل الشمالي الغربي لبغداد. وشهدت المنطقة عمليات مسلحة واسعة ضد الجيش الامريكي منذ أكثر من عامين وتحولت الى مقبرة للمروحيات الامريكية التي اسقطتها عناصر في تنظيم "القاعدة" تقطن المنطقة كان آخرها حادث إسقاط مروحية أمريكية مع طاقمها نهاية التاجي (30 كلم شمال غربي بغداد). كما تعرضت المنطقة لعمليات عسكرية واسعة من قبل القوات الامريكية ضد الجماعات المسلحة وتحديداً "القاعدة" وتم خلالها القبض على عدد من العناصر القيادية في التنظيم ومقتل عدد آخر منهم بينهم محارب عبداللطيف الجبوري وزير الاعلام في دولة العراق الاسلامية الذي قُتل مطلع يونيو / حزيران الماضي بحسب جريدة "الحياة". وتقع التاجي على الضفة الغربية لنهر دجلة كما انها تمثل بداية النفوذ السلفي الذي يمتد إلى الطارمية والمشاهدة والضلوعية بشكل متسلسل وتحدها من الضفة الشرقية لنهر دجلة مناطق زراعية تسكنها غالبية شيعية. وتعيش فيها مجموعة من العشائر الشيعية والسنية منها الدليم والمشاهدة وعشيرة البطة والفحامة، وتصل نسبة السكان السنة إلى 90 في المئة. ويؤكد الشيخ ناظم المشهداني، أحد زعماء عشائر المنطقة، أن التاجي تنقسم إلى قسمين الاول يمتد من معسكر التاجي إلى نهر دجلة غرباً ويتسم بتفاقم العمليات المسلحة ضد القوات الامريكية انطلاقاً من البساتين المحاذية للنهر والثاني يتجه شرقاً ويرتبط بمناطق شيعية تحاذي المنطقة مثل جديدة الشط والحويش الكطرين عن طريق مساحات واسعة من المزارع. صعوبة موقع التاجي ============== ويرى اللواء عبد العزيز محمد جاسم مدير العمليات في وزارة الدفاع ان السيطرة على الوضع الامني في منطقة التاجي تحتاج الى جهود كبيرة والى خطط أمنية وعمليات عسكرية واسعة في المنطقة سيما وان الطبيعة الجغرافية للمنطقة وتداخل تنظيم "القاعدة" في مناطق زراعية مجاورة لها مثل الطارمية والمشاهدة يعيقان جهود القوات الامريكية والقوات الامنية العراقية في السيطرة على المنطقة. والتاجي حلقة وصل بين طريقين رئيسين إلى الشمال وهي تمثل الطرف الغربي لطريق الشمال وترتبط مع مدينة الحسينية ذات الغالبية الشيعية حيث لا يفصلها عن الطريق سوى عشرة كيلومترات. ويرى الجاسم ان الاستعانة بالعشائر الساكنة في المنطقة قد تكون مفتاحاً للامن في المنطقة وتساعد في ايجاد نوع من الاستقرار النسبي فيها.