لندن: نشرت صحيفة "الجارديان" البريطانية أدلة تدحض ما جاء بتقرير إسرائيل الأخير الذي قدمته للأمم المتحدة للرد على اتهامات القاضي ريتشارد جولدستون حول ارتكاب جرائم حرب خلال عدوانها الأخير على قطاع غزة. وتحت عنوان "اكتشاف للأمم المتحدة يدحض الرواية الإسرائيلية للهجوم على مبنى للمدنيين في غزة" قالت الصحيفة: "إن فريق المنظمة الدولية عثر على بقايا قنابل كانت الطائرات الإسرائيلية قد ألقتها على غزة". ونقلت هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي" عن تقرير الجارديان أن أعضاء فريق الأممالمتحدة المختص بمتابعة ومعالجة الجوانب المتعلقة بالألغام، والذين يعالجون بقايا الذخائر والعتاد في غزة، أخبروا الصحيفة أنهم عثروا على حطام قنبلة زنتها 500 رطلا، وكانت قد ألقتها طائرة على مطحنة البدر شمالي غزة خلال تلك الحرب. ويضيف التحقيق أن الصحيفة حصلت على صور تظهر النصف الأمامي من القنبلة التي كانت قد أُلقيت على المطحنة المذكورة وأوقعت بها أضرارا بالغة. ويقول التقرير: "إن هذا الدليل يتناقض تماما مع ما جاء في نتائج التقرير الإسرائيلي الذي نفى المزاعم التي تحدثت عن استهداف المبنى بشكل متعمد، وقال إنه ليس هنالك من دليل على وقوع غارة جوية عليه أصلا" . وقد استخدم التقرير الذي كان القاضي ريتشارد جولدستون قد رفعه إلى منظمة الأممالمتحدة ، الهجوم الجوي على المطحنة المذكورة كمؤشر على أن الجيش الإسرائيلي استهدف عن عمد المطحنة وبدقة، وأن ذلك قد يشكل "جريمة حرب" . وكان الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون تسلم قبل أيام تقريرا من إسرائيل تزعم فيه أن جيشها لم يقتل المدنيين عمدا. وقال وزير الحرب الإسرائيلي إيهود باراك في بيان صادر عن مكتبه بشأن الرسالة، إن هذا التقرير يثبت مرة أخرى حقيقة أن الجيش الإسرائيلي هو أكثر الجيوش مسئولية وجدية ويعمل بأكثر الطرق أخلاقية. واتهم تقرير لجنة الأممالمتحدة برئاسة القاضي الجنوب إفريقي ريتشارد جولدستون إسرائيل بارتكاب جرائم حرب خلال الحرب التي شنتها على القطاع قبل عام والذي خلفت سقوط أكثر من 1400 شهيدًا فلسطينيًا ودمرت مئات المنازل والمدارس والمؤسسات الحكومية، كما انتقد حركة "حماس" ،بشكل أقل، بسبب إطلاق صواريخ على مناطق مدنية في إسرائيل وطالب الجانبان بإجراء تحقيقات داخلية.