محيط – علي عليوة احد المراكز الاسلامية فى واشنطن أصدر مركز سواسية لحقوق الإنسان ومناهضة التمييز تقريرًا عنوانه " حقوق ضائعة وكرامة مهدرة" عن حالة المسلمين في الغرب.
يقع التقرير في أربع وستين صفحة، يعرض لأوضاع المسلمين في الغرب، والانتهاكات التي يتعرضون لها، ودور وسائل الإعلام في نشر التمييز والعنصرية ضد الإسلام والمسلمين، وآراء الخبراء في تلك الظاهرة وكيفية مواجهتها.
والتحديات التي تواجه المسلمين، والمواثيق الدولية التي تؤكد علي ضرورة احترام وصيانة حقوق الأقليات المسلمة وغيرها في المجتمعات الغربية، كما يتضمن التقرير مجموعة من التوصيات التي تعالج الظاهرة وتضع حلولاً عملية لها.
وبيَّن التقرير حقيقة الأوضاع المأساوية التي يحياها المسلمون في الغرب، والتي وصلت لدرجات غير مسبوقة حسب العديد من التقارير الصادرة عن الأممالمتحدة ووزارة الخارجية الأمريكية.
والتي أكدت أن ثلث المسلمون يتعرضون لتمييزً عنصريّ ممنهج في أوربا وأمريكا، وأن نسبة كبيرة ممن يتعرضون للتمييز لا يتقدمون بشكاوي لأجهزة الأمن في البلدان التابعين لها لشكهم في إمكانية تحرك تلك الأجهزة للدفاع عنهم واسترجاع حقوقهم المسلوبة.
وقد حرص التقرير على استطلاع آراء الخبراء والمحللين المهتمين بأوضاع الجاليات المسلمة في أوربا من أجل معرفة حقيقة تلك الممارسات العنصرية.
وبيان الطرق المثلى التي يمكننا إتباعها للقضاء علي تلك الظاهرة، حفاظًا على مكتسبات الجاليات المسلمة في الغرب، وحرصًا على تعميق الحوار والتفاهم فيما بين المسلمين وغيرهم من أبناء الدول الغربية، فضلاً عن تصحيح صورة الإسلام المغلوطة هناك.
كما استعرض التقرير الدور السلبي الذي يقوم به الإعلام الصهيوني في تشويه صورة الإسلام والمسلمين في الغرب، من خلال توجيه اتهامات باطلة تربط ما بين الإسلام وما بين الإرهاب، وتصف المسلمين بأنهم رجعيون ومتطرفون وذوو ميول عدوانية.
فضلاً عن تحريضها لشن هجمات على المسلمين ومنعهم من الحصول على حقوقهم ومستحقاتهم، وهي الحملة التي وصلت لذروتها في أمريكا بعد أن شنّت وسائل الإعلام الصهيو أمريكية حملة شديدة ضد بناء مسجد بالقرب من مركز التجارة العالمي، ودعوتها لمنع بناء مساجد في الولاياتالمتحدة بأكملها .
باعتبار أن ذلك - حسب زعمهم - يساعد في نشر الإرهاب والتطرف، فضلاً عن دعوة كنيسة أمريكية لجعل الحادي عشر من سبتمبر يومًا عالميًّا لحرق القرآن الكريم.
ويبيّن التقرير كذلك أهم التحديات التي تواجه المسلمين في أوربا وأمريكا، والتي يمكن من خلال معرفتها والتعامل معها تجاوز الخلافات والانتهاكات العنصرية التي تمارس ضدهم بشكل شبه مستمر.
فضلاً عن دور تلك التحديات في معرفة مناطق الخلاف مع الآخر، ومن ثم تسهيل الحوار والتعايش معه في جو من الأمن والاستقرار.
ويخلص التقرير إلى أن هناك بالفعل ممارسات عنصرية وتمييزية تمارس من حين لآخر ضد الإسلام والمسلمين في الغرب عمومًا، وأن لتلك الممارسات وقعًا سيئًا على المسلمين في تلك الدول، الأمر الذي قد يتسبب في حدوث انعكاسات سلبية على الوجود الإسلامي وعلى أمن واستقرار تلك المجتمعات .
الأمر الذي يتطلب تكاتف الجهود الإسلامية والغربية من أجل تحقيق الوفاق ونبذ العنصرية والتعصب من المجتمعات الغربية وذلك ما لن يتحقق إلا من خلال تحقيق العديد من الأمور منها ما يلي:
1- مراجعة القواعد السلوكية لمواجهة العنصرية، وتنفيذ العقوبات المشددة ضد مرتكبيها، والتنبيه أو تحذير أصحاب العمل بوقف ممارسات العنصرية ضد المسلمين.
2- ضرورة أن تتحول جميع الدول الأوروبية إلى دول تكفل التعايش معًا في مجتمعات متعددة الثقافات، وبصورة سلمية وآمنة للجميع.
3- جعل الجاليات المسلمة جزءًا مندمجًا في المجتمع الغربي وحمايتهم من كل أنواع التمييز.
4- ضمان حرية ممارسة العبادات وأن يكون تطبيق القوانين الخاصة بالهجرة ومحاربة الإرهاب متماشية مع الاتفاقيات الدولية لحماية حقوق الإنسان. وأن تكف الدول عن التمييز ضد المسلمين وأن تدعو بانتظام إلى التسامح والحوار، سواء كان في تعامل المواطنين أو الهيئات أو الإعلام مع المسلمين.
5- أن تسعى الدول الغربية لفتح حوار بناء الجاليات المسلمة، وأن تمّكن المسلمين من أداء شعائرهم الدينية. 6- تأكيد الحكومات والمؤسسات السياسية والمنظمات غير الحكومية الغربية المستمر على أن المسلمين جزء لا يتجزأ من المجتمع الغربي الحديث وأنهم لن يرحلوا تحت أي سبب من الأسباب.
7-التعريف المستمر بجهود ودور الجالية المسلمة بتحديث وتطوير المجتمعات الغربية، وذلك من خلال التعريف بأهم العلماء والباحثين الذين أسروا الحضارة الغربية ببحوث ودراسات كان لها دور كبير في نهضة ورقي تلك المجتمعات.
8- على المسلمين أن يهتدوا إلى إمكانيات عملية ومبدعة، وأن يوفقوا بين أسلوب حياتهم وبين المجتمعات الأوروبية والمحيط الثقافي.
9- تعزيز ثقة الأقليّات في السّلطات والشرطة، وكذلك ضرورة وضع نظام قانوني يدافع عن ضحايا العنصرية ليس فقط من الناحية النظرية ولكن من الناحية العملية أيضًا.
10- منح المسلمين الحماية نفسها التي تحظى بها مجمل فئات المجتمعات الغربية.