حماس تهاجم مؤتمر شرم الشيخ تقوية لسلطة عباس على حساب الضحايا كلينتون في مؤتمر غزة محيط: شنت حركة حماس هجوما عنيفا ضد مؤتمر المانحين الذي عقد أمس في منتجع شرم الشيخ المصري لإعادة إعمار قطاع غزة، مؤكدة ان المؤتمر وظف إلى حد كبير جداً حاجة قطاع غزة إلى إعادة الإعمار توظيفًا سياسيًا للضغط على حركة حماس وابتزاز المواقف منها، وذلك من قبل بعض المشاركين وعلى رأسهم الإدارة الأمريكية. وأشارت الحركة إلى أنه بالإضافة لذلك تقوية سلطة عباس في رام الله و"الذي يعني تدخل في الشأن الداخلي الفلسطيني لفرض شروط سيئة على حوارات القاهرة والتي لطالما حذرنا من هذا التسييس وهذه التدخلات. وترى حركة حماس وعلى لسان الناطق باسمها فوزي برهوم في تصريح صحفي، أن مؤتمر شرم الشيخ يفتقر إلى القرارات العملية والفعلية لإنهاء معاناة قطاع غزة بفك الحصار وفتح المعابر "رغم إجماع المشاركين على أن إعادة إعمار غزة التي لا يمكن أن تتحقق إلا بفتح المعابر وفك الحصار". وقالت الحركة: "لم نرى في المؤتمر أية آليات محددة أو سقف زمني لإعادة إعمار غزة، وترك المجال لمزيد من الابتزاز لأبناء شعبنا وأهالي غزة". وأضاف: "إن هذا المؤتمر لم يدين العدوان الصهيوني المجرم على غزة ولم يحمله تبعات إعادة الإعمار ومسئولية الدمار مما يجعله يستصيغ العودة إلى مثل هذه الجرائم، ويبدو له أن هناك من يغطي عليها ويعيد الإعمار". من جانبه، وصف يحيى موسى، عضو المجلس التشريعي الفلسطيني والقيادي في حركة حماس، مؤتمرَ شرم الشيخ بأنه مؤتمرٌ سياسيٌّ بامتياز، مشككًا في وصول الأموال التي جرى الحديث عنها وتحويلها إلى مشاريع إعمار للمتضررين الحقيقيين؛ لفساد الجهات التي يُراد استخدامها لإدارة هذه الأموال، ولاستمرار تحكم الاحتلال في المعابر. وأكد موسى في تصريحٍ صحفي الاثنين، أن "مؤتمر شرم الشيخ مؤتمرٌ سياسيٌّ بامتياز؛ يأتي تتويجًا للعدوان الصهيوني والهجمة الشرسة على غزة؛ لمحاولة تحقيق ما عجز عنه الاحتلال بالعدوان والقوة". وشدد على أن الاحتلال فشل من خلال عدوانه في إقصاء حركة حماس وكسر إرادة المقاومة، ويحاول الآن تحقيق هذه الأهداف من خلال ابتزاز المقاومة سياسيًّا. وحول المواقف الأوروبية التي عبَّر عنها "خافيير سولانا" المفوض الأعلى للسياسات الخارجية للاتحاد الأوروبي، من ضرورة تحويل الأموال إلى "حكومة سلام فياض"، أكد القيادي البرلماني أن هذا التدخل الأوروبي يضع حجرًا أمام عربة انطلاق الحوار الوطني ليعوقه، لافتًا إلى أنهم يسعَون إلى تقوية طرفٍ على حساب آخر. وأكد أن هذا الأمر يمثِّل تدخلاً سافرًا لإبقاء حالة الانقسام، على الرغم من الدعوات الكاذبة التي يوجِّهونها لتوحيد الشعب، قائلاً: "هم يعمِّقون الانقسام ويزيدون من حدته، وينادون في الإعلام بالوحدة". وتساءل: "لماذا يَقبل العرب أن يضعوا أنفسهم وأموالهم لتتحكَّم فيها الإدارة الأمريكية والاتحاد الأوروبي بحيث يوجِّهون هذه الأموال إلى الجهات التي ثبت فسادها وإهدارها المالَ العام؟!". وأكد أن سلطة المقاطعة في رام الله وحكومة سلام فياض، غيرُ مؤتمنةٍ على هذه الأموال؛ فالذي يحرم الموظفين من رواتبهم لا يمكن أن يكون مؤتمنًا على أموال الإعمار، على حد تعبيره. وأوضح أن "هناك عدة عوامل تجعل سلطة رام الله غير مخوَّلة بتلقِّي أموال إعادة الإعمار أو التصرف فيها؛ لكونها لا تمثِّل أحدًا ولزوال شرعيتها بعد انتهاء ولاية رئيس السلطة محمود عباس، مشددًا على أن ذلك شكلٌ من أشكال الفساد المالي". وشدد على أن كل المحاولات من خلال تقديم الرشاوى مقابل التفريط في الدم والحق الفلسطينيَّين وكغطاءٍ لتمرير المفاوضات والتنازل عن الحقوق والثوابت؛ لن يكتب لها النجاح؛ لأن الدم الفلسطيني مقدس، والحق الفلسطيني لا مجال للتنازل عنه أو التفريط فيه مهما كانت التضحيات، على حد قوله. محمد نزال من جانبه، قال عضو المكتب السياسي للحركة محمد نزال في مقابلة مع قناة "الجزيرة"، إنه من غير الجائز تسييس قضية إعادة إعمار قطاع غزة وربطها باعتراف حماس بشروط اللجنة الرباعية الدولية. واعتبر نزال أنه لا توجد علاقة بين شروط الرباعية وإعادة الإعمار، داعيا إلى عدم "ابتزاز" حماس بهذا الصدد. ووصف مؤتمر شرم الشيخ بأنه "مسرحية"، وشدد على أن معيار نجاحه لا يقاس بمشاركة 87 دولة، ولكن بكيفية إيصال المساعدات إلى غزة. كما اعتبر أنه "لا يمكن لأحد إجراء أي عملية لإعادة الإعمار إلا بالتوافق مع الحكومة الفلسطينية في قطاع غزة برئاسة إسماعيل هنية". وقال إن القفز على تلك الحقيقة سيترك آثارا سلبية. ورأى نزال أن المشكلة تكمن في الحصار وإغلاق المعابر، وعبر في هذا الصدد عن دهشته لمناشدة إسرائيل فتح المعابر، وقال إن مصر لديها معبر رفح وعليها أن تفتحه، واعتبر أيضا أن بإمكان الولاياتالمتحدة أن تأمر إسرائيل بفتح المعابر. ومن جهة ثانية شدد النائب الفلسطيني جمال الخضري رئيس اللجنة الشعبية لمواجهة الحصار على مطلب فتح المعابر ورفع الحصار الإسرائيلي لنجاح المساعي الدولي لإعادة إعمار غزة. واعتبر أنه "لا إعمار في الواقع مهما كانت الأموال التي يجري التعهد بها دون رفع الحصار وفتح المعابر". وأشاد الخضري بالمبالغ التي رصدتها الدول المانحة لإعمار القطاع قائلا إن "هذه الأموال تعبر عن نتائج جيدة جدا وهي كافية لإعادة بناء ما دمره الاحتلال وتأهيل البنية التحتية بشكل كاف ومؤكد".