محيط: اكد الباحث المختص بشؤون الاسرى عبد الناصر فروانة، ان مئات الأسرى الفلسطينيين والعرب، دخلوا قسراً موسوعة جينتس للأرقام القياسية، وعاصروا تاريخا طويلا وأحداثا فارقة في العالم أجمع وهم قابعون خلف القضبان. وأضاف في بيان صدر امس ان الأسرى اكتفوا خلال هذه المدة الطويلة خلف القضبان بمتابعة هذه الأحداث عبر أجهزة الترانزستور المهربة تارة، وتارة أخرى عبر شاشات التلفاز التي سُمح بها منتصف الثمانينات. وقال "أن هذا يحدث دون أن يلتفت العالم لمعاناتهم، أويقر حريتهم كما يفعلون اليوم حيث يصرخون ويطالبون ويضغطون بإطلاق سراح الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط . وأفاد فروانة ان مجموعة اخرى من المعتقلين انضمت خلال شهر فبراير الماضى لقائمة عمداء الاسرى فالأسير أحمد فريد شحادة من رام الله، دخل عامه الخامس والعشرين، و الأسرى محمد مصباح عاشور من رام الله، وأحمد أبو حصيرة من غزة، ووليد دقة من فلسطينيين أراضي العام 48، قد دخلوا العام الرابع والعشرون في الأسر بشكل متواصل، وأن الأسرى ناصر عبد ربه وجمال أبو صالح وسامر أبو سير من القدس، وروحي مشتهى وأسامة أبو الجديان من قطاع غزة، أنهوا عامهم الواحد والعشرون في الأسر. وتابع أن عددا كبيرا من الأسرى التحقوا قسراً بقائمة عمداء الأسرى والتي تتضمن 91 أسيرا، قضوا أكثر من عشرين عاماً ولازالوا في الأسر كما ان ثلاثة أسرى، انضموا إلى قائمة من أمضوا أكثر من 15 عاماً وأكد فروانة أن هؤلاء الأسرى القدامى وعددهم 335 أسيرا، ليسوا مجرد أرقام عابرة أو أخبار صحفية يتم تناولها هنا وهناك، فهم أمضوا عمرهم خلف القضبان، وأقل واحد منهم مضى على اعتقاله خمسة عشر عاماً وما فوق. وتابع وبينهم العشرات ممن مضى على اعتقالهم أكثر من عشرين عاماً، بل ومنهم الأسيرين نائل صالح البرغوثي وفخري البرغوثي مضى على اعتقالهما أكثر من ثلاثين عاماً. ونوه فروانة ان من بين هؤلاء من سجلوا أسمائهم قسراً بموسوعة جينتس للأرقام العالمية، بشكل فردي أو جماعي، ومنهم من أمضى في السجن أكثر مما أمضى خارجه، ومنهم من ترك أطفاله رضَّعا في أحضان أمهاتهم، فكبروا واعتقلوا واحتضنهم شباناً داخل غرف الأسر، ومنهم من فقد والديه أو أحد أبنائه وأشقائه أو شقيقاته، واستطرد أن هذا يحدث دون أن يُسمح له بالمشاركة في تشييع جثامينهم أو أن يُلقي نظرة الوداع الأخير عليهم قبل دفنهم، وبعضهم محروم من زيارة الأهل منذ سنوات ويروى فروانة ان هؤلاء الأسرى يشكلون بمجموعهم تاريخا عريقا، حافلا بآلاف القصص المريرة والروايات المؤلمة، التي تكشف بشاعة الاحتلال وإجرام مصلحة السجون، ويتضمن بين سطوره تجارب لصمود أسطوري وإرادة لا تقهر وحكايات طويلة لرجال أبت الانكسار وذكر فروانة ما حدث مع الأسير نائل البرغوثي الذي ينتظر بضعة شهور ليتخطى الرقم المسجل باسم سعيد العتبة في موسوعة جينتس بعدما تسلم الراية منه حينما أطلق سراحه في أغسطس من العام الماضي بعد أن أمضى في الأسر واحد وثلاثين عاماً وبضعة أسابيع.