دمشق : اعربت المنظمات الحقوقية السورية عن قلقها العميق إزاء تنامي ظاهرة الاختفاء القسري في الآونة الأخيرة بحق العديد من المواطنين السوريين والتي ترافق في أغلب الأحيان حالات الاعتقال التعسفي خارج إطار القانون بدون إذن أو مذكرات توقيف قضائية وذلك بموجب حالة الطوارئ والأحكام العرفية المعلنة في سوريا منذ عام 1963 . وقالت المنظمات فى بيان موحد " لايزال الناشط الحقوقي السوري إسماعيل عبدي عضو مجلس أمناء لجان الدفاع عن الحريات الديمقراطية وحقوق الإنسان في سوريا ضحية للاختفاء القسري بعد اعتقاله من قبل الأجهزة الأمنية في مطار حلب ، لصالح جهاز أمن الدولة في مدينة القامشلي أثناء وجوده بمطار حلب برفقة زوجته وأبنائه استعدادا للعودة ألمانيا مكان إقامته مع عائلته " . ويذكر ان إسماعيل بن محمد مقيم في المانيا منذ 1997 ويحمل الجنسية الألمانية منذ 2007 ، وقد كان في زيارة عائلية لبلده سوريا ، وهو يعاني من عدة أمرض مزمنة منها الربو والتهاب في المري والصداع النصفي وهو بحاجة إلى رعاية طبية يومية ومستمرة . كما لاتزال المدونة الشابة طل الملوحي ضحية للاختفاء القسري بعد استدعائها إلى أحد الفروع الأمنية ولم يعرف مكان احتجازها أو التهم الموجهة إليها حتى الآن . وادانت المنظمات السورية الموقعة على هذا البيان بشدة ظاهرة الاختفاء القسري للمعتقلين لما تشكله من جريمة ضد الكرامة الإنسانية وهدر للحقوق والحريات الأساسية غير القابلة للتصرف حتى في حالة الطوارئ المعلنة ، وترى في هذا الإجراء انتهاكا للمادة 9 من الإعلان العالمي لحقوق الإنسان وللمادة 9-1 للعهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية وللمادة 17 من الإعلان الدولي الخاص بحماية جميع الأشخاص من الاختفاء القسري . وترى المنظمات أنه يتوجب على الحكومة السورية البدء الفوري باتخاذ التدابير التشريعية والإدارية والقضائية وغيرها من التدابير الفعالة لمنع وإنهاء أعمال الاختفاء القسري ، احتراما للإعلان الصادر عن الأممالمتحدة والخاص بحماية جميع الأشخاص من الاختفاء القسري , و تطالب بالكشف الفوري عن مصير و مكان احتجاز المدونة السورية الشابة طل الملوحي والناشط الحقوقي إسماعيل عبدي أو تقديمهما إلى محكمة علنية مختصة تتوفر فيها معايير المحاكمة العادلة .