اهتمت صحيفة "نيويورك تايمز"، بقرار الرئيس المصري المؤقت عدلي منصور بترقيه الفريق عبد الفتاح السيسى إلى رتبة مشير واحتمالية خوضه الانتخابات الرئاسية قائلة، بعد إطاحة الجيش بأول رئيس منتخب محمد مرسي، تعهد الضباط وعلى رأسهم القائد الأعلى للقوات المسلحة ووزير الدفاع عبد الفتاح السيسي بالحفاظ على الجيش بعيدا عن السياسة وإفساح الطريق للديمقراطية المدنية. وقالت الصحيفة الأمريكية، في تقرير لها اليوم الثلاثاء، إن التوقعات العالمية بترشح السيسي تأكدت بعد اجتماع المجلس الأعلى للقوات المسلحة أمس وإعلان تفويضه للسيسي للترشح للانتخابات الرئاسية. وأشارت الصحيفة إلى أن عبد الفتاح السيسي قال إن إطاحته للرئيس السابق محمد مرسي كانت تلبية لرغبة الشعب في تأمين ثورته، ثم جاء بعد ذلك طالبا من الشعب تفويضا لسحق جماعة الإخوان المسلمين. وأضافت الصحيفة أن ترقية السيسي للمشير تعد أول خطوة رسمية ليصبح رئيس مصر القادم، وأن السيسي مُصر على أنه يخضع مرة أخرى إلى "الاختيار الحر للجماهير" و"نداء الواجب". وتقول الصحيفة إنه بهذه الخطوة مهد الطريق للعودة بمصر إلى الحكم العسكري الذي كان من المفترض أنه انتهى بعد ثورة 2011. ولفتت الصحيفة إلى أن المشير السيسي في خلال فترة عمله كوزير دفاع التي استمرت لمدة سنتين ثم بعد ذلك الحاكم الفعلي للبلاد خلال الستة أشهر الماضية نجح في المزج بين المكر مع لمسة سياسية ومحققا مزيج غير عادى من القوة والشعبية التي لم تر منذ عهد الرئيس الراحل عبد الناصر الذي انهى النظام الملكي المدعوم من بريطانيا قبل ستة عقود. ورأت الصحيفة أنه باتخاذ المشير السيسي خطوات رسمية نحو منصب رئيس الدولة، فإنه يواجه تحد كبير وخطير، مضيفة أنه بعد الترويج للسيسى على أنه المنقذ الوطني للبلاد فإذا أصبح رئيسا فسيواجه حل العديد من المشكلات مثل الزيادة السكانية الجامحة، بالإضافة إلى إرضاء الكثير مثل النخبة التي تتوقع استعادة امتيازاتها بالكامل، بالإضافة إلى مواجهه قطاع عريض من الجمهور على الأقل مئات الآلاف من أنصار مرسي الذين يرفضون الحكومة الجديدة، بجانب التمرد "الإرهابي" المصمم لإحباط أي محاولة للاستقرار، على حد قولها. وأوردت الصحيفة ما قاله سامر شحاتة الخبير في السياسة المصرية في جامعة أوكلاهوما حيث أكد "أن الاقتصاد سيكون نهاية أي شخص يتولى هذا الحكم؛ لأن نفس القضايا التي أدت إلى ثورة يناير لا تزال موجودة ومنها البطالة تهميش الشباب من السياسة والخدمة المدنية بشكل مفرط، المواد الغذائية التي لا يمكن تحملها، ودعم الطاقة". وأضاف أن الاستمرار في الاحتجاجات والعنف سحق أى أمل للتعافى السريع وأنه لا أحد لديه الإدارة اللازمة لاتخاذ الخطوات المطلوبة لدفع البلاد إلى الأمام. من جانبه، أكد مؤيدو السيسي أن وضعه كبطل وطني له كاريزما خاصة سوف تمكنه من كسر الجمود، حيث قال أحمد النجار، الخبير الاقتصادي المصري، المثل المصري المشهور"حبيبك يكلك الزلط وعدوك يستنالك الغلط "، مؤكدا أنه "لا يهم مقدار الإصلاح الاقتصادي الذي سوف ينتج إذا جاء من شخص يحبه الناس فسوف يتحملون". في حين رأى خالد صلاح رئيس تحرير اليوم السابع أن الآمال الكبيرة على السيسي هي المشكلة الآن في الشارع المصري، "فالآمال والتوقعات الكبيرة غالبا لا تنجح". وأضافت الصحيفة أن السيسى حتى الآن لم يعط أى دلائل عن السياسة التي سيتبعها ولكن الشيء الأبرز خلال الستة أشهر الماضيين الذي كان فيهم الحاكم الفعلي للبلد على حد قول الصحيفة، هي حملة القمع التي شنها على الإخوان المسلمين والمنشقين الليبراليين على حد سواء.