قالت صحيفة "الجارديان" البريطانية إن مصر تستعد للمزيد من العنف في الذكرى الثالثة لانتفاضة 25 يناير 2011 ذاكرة ما دعا إليه رئيس الوزراء حازم الببلاوي بمسيرة لتأييد الشرطة في حين هاجمت الجماعات الإرهابية الشرطة بأربعة تفجيرات منفصلة لتحذر المصريين بالابتعاد عن الأماكن المفتوحة. أوضحت الصحيفة أن العديد من السياسيين والنشطاء الليبراليين واليساريين الذين كانوا وجوه الأمل الديمقراطي خلال احتجاجات عام 2011 لن يشاركوا في المسيرة وذلك لان تم تهميش العديد منهم من الخطاب السياسي والذي يطرح دولة علمانية استبدادية كبديل وحيد عن التطرف الإسلامي الذي شهدته مصر أمس الجمعة. ذكرت الصحيفة أن محمد البرادعي الحائز على جائزة نوبل للسلام في المنفى الآن، وكذلك وائل غنيم قائد الحملة ضد "بلطجة" الشرطة في 2011 والتي أدت إلى خروج العديد لميدان التحرير، وكذلك النشطاء احمد ماهر واحمد دومة ومحمد عادل وعلاء عبد الفتاح في السجن الآن. ترى الصحيفة انه في حين أثارت هذه الاعتقالات الغضب في البداية إلا أنها لا يبدو الآن أن تحظى باهتمام كبير حيث تم إبعاد نفوذ السياسيين الليبراليين مثل البرادعي بالإضافة إلى تقليص الدعم العام للمناضلين الثوريين. نقلت الصحيفة عن منى سيف الناشطة المعروفة في مجال حقوق الإنسان وشقيقة الناشط عبد الفتاح, أنها بدأت تفهم أنهم الأكثر تهميشا في المجتمع المصري في الأشهر القلية الماضية مشيرة إلى أن من هو ضد الفلول والجيش والإخوان المسلمين مجموعة صغيرة من الشعب حاولت الحفاظ على معارضتها للأنظمة منذ الرئيس الأسبق حسني مبارك ويمكنها التمييز بين دعم ضحايا هذه الأنظمة دون تأييد موقفهم السياسي. قالت الصحيفة إن اليأس الذي يصيب البعض الآن مثل "منى" نابع من تهميش الحركة الثورية من المشاعر السائدة في المجتمع مشيرة إلى إن الثوريين أمثال عبد الفتاح ومنى كانوا دائما طليعة الرأي العام في ربيع 2011 وبالرغم من ثناء العديد للقوات المسلحة آنذاك انتقدت "منى" الجيش للقمع السياسي الطارئ وخصوصا محاكمة المدنيين أمام محاكم عسكرية ولكن يبدو الآن أن مثل هذه المثل الثورية نفذ وقتهم. زعمت الصحيفة انه بعد ثلاث سنوات من الفوضى السياسية والاقتصادية، يبدو أن العديد من المصريين سعداء لتبادل الحريات بوعد الاستقرار وحتى المثقفين مثل الكاتب علاء الأسواني، يدعم بقوة النظام الجديد. ذكرت الصحيفة أن السياسيين اليساريين والليبراليين الذين كان من المتوقع أن يستفيدوا من الإطاحة بمبارك قبل ثلاث سنوات، - بما في ذلك البرادعي - تمسكوا بمبادئهم من خلال انتقاد كل من مرسي وخلفائه. نقلت الصحيفة عن احد الشخصيات البارزة أن انتفاضة 2011 أدت إلى أزمة الليبراليين بدلا من انتصار السياسات التقدمية مشيرا إلى أنهم يتعرضون للتهميش أو عدم التأييد. وأكد خالد داوود الحليف الأول للبرادعي أن الثورة لم تمت بعد مشيرا إلى أنه إذا لم يقم وزير الدفاع عبد الفتاح السيسي بحل المشكلات وخاصة الاقتصادية والأمنية فان الملايين الذي اصطفوا لتأييد الدستور سينقلبوا ضده. يرى داوود انه في ظل الانفجارات اليومية والتظاهرات والاقتصاد غير المستقر فان أي مواطن عادي يختار نظام يقوده قائد عسكري مثل السيسي.