اعتبر السفير السوري لدى الصين عماد مصطفي أن الذهاب إلى مؤتمر "جنيف 2" المقرر انعقاده في جنيف بعد غد الأربعاء، له جانبان أحدهما فيه الكثير من الوعود والآمال، والآخر فيه الكثير من الصعوبات والتحديات، مجددا موقف دمشق بأنها "لن تذهب لتسليم السلطة إلى المعارضة. وجاء ذلك خلال ندوة أقيمت بمركز الدراسات الدولية بمقر وكالة الأنباء الصينية "شينخوا" بالعاصمة بكين، مع اقتراب موعد انعقاد مؤتمر جنيف 2 الذي من المرتقب أن يجمع الحكومة والمعارضة السورية حول طاولة التفاوض للمرة الأولى منذ اندلاع الصراع السوري حيث سارعت دمشق فور تحديد موعد عقد المؤتمر الدولي إلى إعلان ترحيبها ومشاركتها فيه بوفد رسمي. ونقلت وكالة أنباء الشرق الأوسط، عن السفير السوري قوله: "نظرا لكون الولاياتالمتحدة اللاعب الرئيس وشبه الأوحد في الطرف الآخر من الأزمة السورية، فإن قبول الولاياتالمتحدة بمؤتمر جنيف يعنى أنها قد قبلت بفكرة الجلوس والتفاوض مع حكومة بشار الأسد ويعنى تخليها عن أن النظام سينهار وأنه سيرحل"، وفق رأيه . وفي معرض حديثه عن وجود اختلافات كبيرة جدا بين جانبي الصراع السوري، أوضح السفير: "أن الجانب الحكومي يذهب إلى جنيف وهدفه الأول والأساسي هو وقف الإرهاب ووقف القتل والتدمير وسفك الدماء في سوريا، ولكن المعارضة تأتي إلى جنيف وهدفها الأول والرئيسي هو أن يتخلى بشار الأسد عن السلطة وأن تشترك هي في السلطة". وأضاف أن "وفد الحكومة السورية يذهب إلى جنيف وهو يقول نحن نمثل شريحة كبيرة جدا من المجتمع السوري، الدولة ومؤسساتها والجيش والشعب والأحزاب، أما المعارضة فلا نعرف من يمثلونها، إذ أنهم ظهروا فجأة في فنادق باريس ولندن، وأول مرة رآهم فيها العالم كانت في قطر". واعتبر السفير أن هؤلاء ليس لهم أي تمثيل على الأرض في سوريا ولا يعرفهم الشعب السوري ولا يحترمهم ، بل وما يدعو إلى السخرية هو أنه حتى الجماعات الإرهابية التي تقاتل على الأرض لا تعترف بهذه المعارضة - وفق قوله . وحول موقف الحكومة السورية وهي متجهة للمشاركة في جنيف 2، قال السفير: "إذا استطعنا بالحوار مع هؤلاء إقناع من يقف وراءهم إيقاف إمداد الجماعات الإرهابية المسلحة بالسلاح والمال والدعم السياسي والدعم الإعلامي، فإن مهمتنا في القضاء على الجماعات الإرهابية المسلحة داخل الأرض السورية ستصبح أسهل ، وإذا لم نستطع إقناعهم، فلن نخسر شيئا، وسنحارب هذه الجماعات حتى القضاء عليها". وأضاف: "نحن مستعدون لتقديم بعض التنازلات ، فمؤتمر جنيف الأول تحدث عن ضرورة وجود شكل من أشكال تقاسم السلطة، فإذا كانت الدول الراعية لهؤلاء الذين يجلسون معنا تتعهد لنا بأنها ستوقف دعم المجموعات الإرهابية بالسلاح والمال والإعلام ، فلا بأس من حصولهم على بعض الوزارات، وفيما عدا ذلك، لا أعتقد بأن هناك أي وهم بأن الحكومة السورية ستذهب إلى جنيف لكي تتخلى عن السلطة لهم". وقال السفير السوري: "إن الحكومة السورية تذهب إلى جنيف 2 بشعارين أولهما : سنقول للولايات المتحدة التي تقود الحرب ضد الإرهاب في العالم، تعالى وحاربي الإرهاب في سوريا معنا، وثانيهما "سنقول للولايات المتحدة التي تصف نفسها بأنها زعيمة الديمقراطية في العالم، نريد انتخابات في سوريا"، مؤكدا أنه سيكون أكبر انتصار للحكومة السورية في جنيف2 إذا وافقت الولاياتالمتحدة على إجراء انتخابات فورا في سوريا. وشدد السفير السوري لدى بكين على أن هناك قوى هائلة فيسوريا الآن تقف مع الدولة السورية من جيش ومن شعب ومن الشرطة ومن الموظفين وأساتذة الجامعات والمهندسين والطلاب. وأوضح "أنه في حقيقة الأمر، كلما اقترب موعد انعقاد جنيف 2 تزداد حدة الخلافات بشكل عميق بين الجماعات المسلحة على كل المستويات ، فعلى الأرض، تقاتل الجماعات المسلحة بعضها البعض بعنف، وعلى المستوى السياسي، تعلو حدة الخلافات أيضا "، ودلل على ذلك بأن القتال بين الجبهة الإسلامية وتنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام أدى إلى مقتل خمسة آلاف شخص فيما بينهم الشهر الماضي. وحول النظرية الأمريكية التي تقول إنه إذا كان الطرف الموالي لنا قوى على الأرض، فعند التفاوض السياسي يحصل على أحسن النتائج، رأى السفير السورى أن هذه النظرية صحيحة في أي موقف تفاوضي، فالقوة على الأرض تترجم إلى موقف تفاوضي قوى، ونحن أقوياء جدا على الأرض، وهم يكادون أن يكونوا على حافة الهاوية، وإذا أرادوا حلا سياسيا يقوم على صندوق الاقتراع ، فنحن مستعدون ، نحن نقبل أي حل يختاره الشعب السوري". وأوضح أن "الشعب السوري يشعر بألم شديد جراء الجرائم التي ترتكبها العصابات الإجرامية المسلحة وشهد الدمار الذي حل بسوريا على أيدي هذه العصابات ، والحكومة السورية مرتاحة لأية عملية اقتراع تتم عبر صندوق الانتخاب يعبر فيها الشعب السوري بشكل ديمقراطي عما يريده .. مؤكدا أن الحكومة السورية تشعر بالارتياح للتطورين على الأرض وفي المجال السياسي الدولي، ولكنها لا تقلل من حجم التحديات الصعبة التي لا تزال تواجهها. وأكد السفير السوري لدى بكين: "أن سوريا وقفت بشكل قوى وصامد أمام هجمة عالمية لا مثيل لها، علاوة على أنها تحارب على أرضها عشرات الآلاف من المسلحين الذين تقف وراءهم دول إقليمية قوية وغنية ، وخلف الأيديولوجيا الإسلامية المتطرفة والأموال النفطية الخليجية، تقف القوة السياسية العظيمة للولايات المتحدة ، وعند أخذ كل هذا في الاعتبار، سيحق لكل مواطن سوري أن يشعر بالفخر أن سوريا لم تنهار أمام هذا الهجوم ، فنحن في الحقيقة صامدون وواثقون من الانتصار"، قائلا: "إن الجيش العربي السوري يقاتل من أجل بقاء سوريا".