قال الكاتب الأمريكي جاكسون ديل إنه على الرغم من مناضلة أقلية من الناخبين المصريين للتصديق على دستور جديد يكرس دولة بوليسية وبالرغم من أن وزير الدفاع عبد الفتاح السيسي يستعد ليعلن أنه سيتكرم وسيصبح الرئيس القادم وبالرغم من آمال وزير الخارجية الأمريكي جون كيري في أن يكون وعد النظام العسكري الحالي للانتقال إلى الديمقراطية على المسار الصحيح إلا أن أنصار النظام الليبرالي العلماني محبوسين في سجن طرة الآن، على حد قوله. وأضاف الكاتب في مقال له نشرته صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية اليوم الاثنين، أنه تم سجن الرجال الأربعة أحمد ماهر ومحمد عادل وأحمد دومة وعلاء عبد الفتاح في أواخر نوفمبر لجريمة احتجاجهم على قانون التظاهر وبعد فترة ليست طويلة أعلن كيري أن "خارطة الطريق" للديمقراطية "يجري تنفيذها بأفضل مفهوم وفي 22 ديسمبر، حكم على ماهر وعادل ودوما بالسجن ثلاث سنوات". ورأى ديل أن الجريمة الحقيقية معروفة للجميع في مصر حيث إنهم كانوا الأساس الفكري لثورة يناير 2011 التي أسقطت نظام الرئيس الأسبق حسني مبارك و كرسوا حياتهم للدفاع عن حقوق الإنسان كما يتصورها الغرب من حيث حرية التعبير والانتخابات الحرة والمساواة بين الجنسين والتسامح الديني. وأشار ديل إلى أن هؤلاء في السجن الآن لأن الجنرالات والشرطة السرية الذين خلعوهم من السلطة سابقا، عادوا مرة أخرى للانتقام الحرفي. ومن ناحية أخرى انتقل الكاتب إلى موقف الإدارة الأمريكية من الأحداث المصرية مؤكدا أن موقف إدارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما واضحا وضوح الشمس حيث إن كثيرا ما تحدث وزير الدفاع تشاك هيجل مع نظيره المصري عبد الفتاح السيسي في حين أيد كيري مزاعم الجنرلات المصريين ببناء الديمقراطية. وأوضح ديل أن الإدارة الأمريكية ببساطة شديدة تحاول إقناع الكونجرس بتمرير تشريعات تعفيها من حظر حرج للمساعدات الأمريكية لمصر لذلك من الممكن أن تستمر المعونة للسيسي. وقال الكاتب إن ماهر وعادل ودومة ليسوا مؤيدين للولايات المتحدة وكذلك الشعب المصري ولكنهم على الأقل يشاركوها في القيم الأساسية مشيرا إلى أنه لو من مثل هؤلاء هم من تولوا السلطة كانت مصر ستصبح نموذجا يشابه الهند والبرازيل في ديمقراطيتهما وهذا هو سبب دخول هؤلاء السجن. وتساءل الكاتب عن سبب دعم إدارة أوباما لقادة مصر من مبارك ثم مرسي وأخيرا السيسي في حين أن عادل وماهر ودوما وعبد الفتاح لم يتصدروا أولوياتها ولم تساعدهم على تنظيم حركة جماهيرية ديمقراطية حقيقية. وقال ديل إن البلاد تعود إلى الحكم الاستبدادي الذي يظهر النظام القديم والإسلاميين، حسب قوله. وتساءل في نهاية مقاله أليس من المعقول أن تصحح الولاياتالمتحدة ذلك؟