مكالمة جديدة بين هيجل والسيسى وتأكيد أهمية الشراكة الاستراتيجية مع مصر والتعاون العسكرى من أجل الأمن القومى للبلدين. وكيرى يبحث مع آشتون الأوضاع فى مصر ويواصل اتصالاته من أجل ضمان المشاركة الإقليمية فى التعامل مع برنامج إيران النووى وإيجاد حل سياسى للحرب الأهلية فى سوريا. ولم يتوقف الجدل حول مغزى وجدوى القرار الأمريكى الخاص بالمساعدات العسكرية لمصر، والنقاش المحتدم يثير مزيدًا من التساؤلات التى لا إجابة لها. أما «وول ستريت جورنال» فتسلط الأضواء على بوب برادلى مدرب الفريق المصرى لكرة القدم باعتباره «الأمريكى الوحيد المحبوب» فى مصر! وقد ذكر «البنتاجون» أن اتصالًا هاتفيًّا جديدًا أجراه تشاك هيجل وزير الدفاع الأمريكى، أول من أمس (الإثنين)، بنظيره المصرى الفريق أول عبد الفتاح السيسى، وذلك للتهنئة بعيد الأضحى مبارك والحديث عن أهمية العلاقة بين البلدين من أجل أمنهما القومى وأيضا أمن المنطقة. وقال بيان من جورج ليتل، السكرتير الصحفى لوزارة الدفاع، إن «الوزير هيجل تحدث هاتفيًّا، صباح الإثنين (بتوقيت واشنطن)، مع وزير الدفاع المصرى الجنرال السيسى، وإن الوزير هيجل اتصل بالجنرال السيسى ليقدم له أحر التمنيات بمناسبة عيد الأضحى. وقد ناقش الاثنان أهمية العلاقة الأمريكية المصرية للأمن القومى لكلا البلدين وللمنطقة. وناقشا أيضا أهمية التعاون الأمنى الإقليمى، خصوصا فى سيناء»، واختتم البيان بالقول: «كما ناقش الوزير هيجل والجنرال السيسى التزامهما بدفع وتعزيز العلاقة الثنائية بين الولاياتالمتحدة ومصر». وحسب بيان آخر صادر أيضا يوم الإثنين من البنتاجون (وزارة الدفاع الأمريكية) وخلال اتصال هاتفى أكد هيجل من جديد لنظيره الإماراتى وولى العهد محمد بن زايد آل نهيان «التزام الولاياتالمتحدة تجاه الشراكة الاستراتيجية مع مصر. وقد ناقش معه القرار الأخير حول المساعدات الأمنية الأمريكية لمصر» كما ذكر فى البيان، الذى أشار كذلك إلى أن الاثنين ناقشا قضايا أمنية إقليمية، خصوصا إيران، وأيضا التعاون الأمريكى -الإماراتى، والتعاون الأمريكى - الخليجى من أجل مبادرات دفاعية إقليمية. وكانت الخارجية الأمريكية قد ذكرت (الأحد) أن الوزير جون كيرى اجتمع فى لندن مع كاترين آشتون، الممثلة السامية للاتحاد الأوروبى، ولمدة 20 دقيقة قبل أن يتناولا معا طعام الغداء. وأنه خلال لقاء الغداء تمت مناقشة القضايا المطروحة فى جنيف هذه الأيام بخصوص برنامج إيران النووى، وأيضا الأوضاع الراهنة فى مصر، بالإضافة إلى سوريا وإمكانية التوصل إلى حل سياسى لإنهاء الحرب الأهلية فيها من خلال اجتماعات جنيف المزمع عقدها قريبًا. كما ناقش كيرى وآشتون المفاوضات المباشرة الجارية حاليا بين الإسرائيليين والفلسطينيين. واتفق الاثنان على زيادة الجهود المشتركة من أجل دعم الاقتصاد الفلسطينى. وبما إن إيران وما تبديه واشنطن من «تقارب منها» أو «تودد إليها» فى الفترة الأخيرة، وهذا الأمر يثير «شكوك» و«مخاوف» وأيضا «غضب» إسرائيل بشأن تخفيف العقوبات على إيران وتخفيض الحصار المفروض عليها، ولذلك حرص كيرى وهو فى لندن أن يتحدث هاتفيا مع قيادات «إيباك» (أقوى لوبى مؤيد وداعم لإسرائيل) فى الولاياتالمتحدة لشرح وجهة نظر وموقف أمريكا فى هذا الأمر، وتأكيد أن امتلاك طهران السلاح النووى هو أمر مرفوض تمامًا. وعلى صعيد آخر لم يتوقف الجدل الدائر حول تعليق المساعدات العسكرية لمصر أو «إرجائها لحين»، خصوصا الانتقادات الموجهة إلى الإدارة الأمريكية والرئيس أوباما، على أساس أن القرار الأخير «لم يكن قاسيًّا بما فيه الكفاية» كرد على الممارسات الأمنية للحكومة الجديدة والتى «جاءت مع الانقلاب وأطاحت بمرسى الرئيس المنتخب ديمقراطيًّا، وقمعت أعوانه من الإخوان المسلمين» كما يقال ويتردد كثيرًا من هؤلاء الذين «تبنوا وما زالوا يتبنون» وجهة نظر الإخوان أو المتعاطفين معهم و«الباكين على الديمقراطية التى ذهبت مع قدوم العسكر والجيش». وهؤلاء ليسوا قلة قليلة ولهم صوتهم المسموع وكلماتهم التى تُقرأ. ومن هؤلاء جاكسون ديل، نائب مسؤول صفحة «الرأى» بصحيفة «واشنطن بوست»، والمهتم والمتابع عن كثب للشأن المصرى. إذ يرى فى مقال نشرته الصحيفة يوم الإثنين أن البيت الأبيض يهمل هؤلاء الذين يسعون إلى الديمقراطية، بخيارته السيئة عن مصر. ويكتب ديل أن الرئيس أوباما يميل إلى أن يصف مصر بأنها «نزاع بغيض بين العسكرية المستبدة ومؤيديها العلمانيين من جهة، والإخوان المسلمين من جهة أخرى، وهى التى فازت بالانتخابات الديمقراطية إلا أنها غير متسامحة مع الآخرين وتعادى الغرب»، ذاكرًا أن وجهة النظر هذه يتم تعزيزها بقوة من جانب السلطات القائمة فى مصر، والتى أغرقت واشنطن فى الأسابيع الأخيرة بموكب من «دكاترة تدوير الكلام» و«أساتذة الترويج والتلميع» المتحدثين بالإنجليزية والذين يجادلون بأن الجنرال عبد الفتاح السيسى، قائد انقلاب يوليو، أنقذ مصر من ديكتاتورية دينية». ومن ثَم يتساءل ديل كما فعل من قبل فى مقال آخر عن مصير أيمن نور ومحمد البرادعى وأسماء محفوظ وما حدث لهم عقب 3 يوليو؟ ثم أيضا عن حركة 6 أبريل. ويكتب فى مقاله: «ليس كل المصريين الذين حاربوا من أجل الديمقراطية قبل 2011 تحت الحصار. البعض منهم انضم إلى حركة السيسى. إلا أن الذين عارضوا انقلاب 3 يوليو، أو مَن صار لديهم منذ ذلك الحين رأى آخر وانقلبوا ضد العسكر يشعرون بأنهم مهددون أكثر ومنعزلون أكثر مما كانوا فى عهد مبارك»، ويتعرض ديل أيضا لبعض التفاصيل المنتقاة من المشهد المصرى الحالى أى «بعض الحقائق، ولكن ليس كل الحقائق» ليحذر فى النهاية مما هو آت بسبب وجود واستمرار وجود العسكر فى الحكم. من جهة أخرى صحيفة «وول ستريت جورنال» بعد أن سلطت الأضواء فى الأيام الماضية على القرار الأمريكى الخاص ب«تعليق» و«إرجاء مؤقت» للمساعدات العسكرية لمصر وتناولت تداعيات هذا القرار وردود الأفعال فى مصر والسعودية والإمارات وإسرائيل جاءت الصحيفة يوم أمس (الثلاثاء)، لتتحدث عن «قائد أمريكى احتضنه المصريون» هو بوب برادلى، مدرب الفريق القومى المصرى لكرة القدم، والذى يقود «الفراعنة» للوصول إلى نهائيات كأس العالم. ويشير مات برادلى، مراسل الصحيفة فى القاهرة، إلى أن هذا يحدث «بينما تدهورت العلاقات بين القاهرةوواشنطن وسط العنف والصراع الدبلوماسى»، وتنقل الصحيفة عن علاء عزت الكاتب الرياضى ب«الأهرام» قوله «فى هذه اللحظة برادلى هو الأمريكى الوحيد المحبوب فى مصر»، مضيفا «وإذا قاد الفريق المصرى إلى البرازيل 2014، فإنه سيكون بطلًا قوميًّا كبيرًا!». ولم تتردد الصحيفة فى تذكير القراء بأنه «منذ ثلاثة أشهر فقط، كان المصريون يعلقون دمى السفيرة الأمريكية السابقة آن باترسون فى ميدان التحرير بجانب بوسترات للرئيس أوباما يرتدى زيًّا مشابهًا لأسامة بن لادن، مع اتهامهما بالتآمر بدعم الرئيس المطاح محمد مرسى»، وحرصت «وول ستريت جورنال» على أن تتناول قصة برادلى، 55 سنة، مع مصر منذ خريف 2011 وكيف تعاطف المصريون معه واستطاع كسب ثقتهم وحبهم، وأنه يواجه ويتصدى إلى هجمات وانتقادات واتهامات بالتجسس وجهت إليه. وبرادلى كما قال فى التقرير يرى أن مصر تحتاج إلى الوصول إلى كأس العالم هذه المرة أكثر من أى مرة مضت. ويشير إلى أنه قد يكون هناك مصريون يقتلون مصريين و«لكن عندما ننزل الملعب لمدة 90 دقيقة نستطيع أن نظهر للمصريين ماذا يعنى أن يكون هناك فريق موحد»، كما قال برادلى. واشنطن.. عاصمة القرار الأمريكى بالتأكيد «مرتبكة» و«مزنوقة» هذه الأيام بالمواجهة الشرسة والصدام المستمر بين الإدارة والكونجرس، وتأمل فى أن تخرج من هذا المأزق السياسى والمالى والاقتصادى، والإغلاق الحكومى. وهى تدرك جيدا أن هذا المأزق يشلّ قدراتها ودبلوماسيتها ونفوذها وتأثيرها وقدرتها على تقديم الأموال أو «حتى النصائح»، فالكل يتساءل: «متى تحلين مشكلاتك حتى تلتفتين إلى مشكلات الآخرين؟»، ومع طرح السؤال تأتى علامات الاستفهام وعلامات التعجب أيضا.. بكل لغات العالم!