عاد الهدوء أمس السبت، إلى مدينة غرداية جنوبي الجزائر بعد أن أصيب 26 شخصا بجروح أغلبهم من عناصر الشرطة ليل الجمعة إلى السبت إثر مواجهات إثنية. وتصاعد التوتر في الآونة الأخيرة بين شبان من أقلية بني مزاب الأباضية المتحدرة من أصل بربري، التي تعد نحو 200 ألف يقيمون خصوصا في ولاية غرداية، وبين شبان عرب من قبيلة الشعانبة- حسبما افادت سكاي نيوز. ووقعت مواجهات بين شباب الطرفين ليل الجمعة السبت قبل تدخل قوات الأمن لإنهاء أعمال العنف لتصبح هي نفسها هدفا للشبان بحسب وكالة الأنباء الجزائرية. وأصيب 26 شخصا معظمهم من قوات الأمن بجروح إثر رشقهم بمقذوفات وحجارة في المدينة التي تقع على بعد 600 كلم جنوبي العاصمة. واستخدمت الشرطة الغاز المسيل للدموع لتفريق الفريقين اللذين تواجها بالزجاجات الحارقة. ويتبادل شباب الطرفين الاتهام بالتسبب في المواجهات. وجرى إحراق ونهب 15 متجرا ومسكنا وأغلق تجار محالهم "احتجاجا على انعدام الأمن" في المدينة. وقالت الوكالة إن مناوشات متكررة تدور بين شباب الطرفين في أحياء غرداية تغذيها الإشاعات والدعوات للكراهية عبر شبكات التواصل الاجتماعي. وأصيب 200 شخص بجروح نهاية ديسمبر 2013 في مواجهات بين عصابات شبابية قبل أن تفرقهم الشرطة مستخدمة الرصاص المطاطي والغاز المسيل للدموع، فيما توفي أحد المصابين لاحقا متأثرا بجروحه. وفي بداية يناير استقبل رئيس الوزراء الجزائري عبد المالك سلال ممثلين عن الجانبين. وتم اتخاذ قرارات حينها لإعادة الهدوء إلى غرداية بينها بالخصوص إنشاء مجلس حكماء في البلديات المعنية "للتحكيم والمصالحة".