بعد تلقى منظمة اليونسكو من 22 دول عضواً تابعة للمجموعة العربية رسالة أعربت فيها هذه الدول عن قلقها من أن المعرض المزمع تنظيمه المعنون "شعب، كتاب، أرض - للشعب اليهودي علاقة تعود إلى 500 3 عام مع الأراضي المقدسة" قد يؤثر سلباً في عملية السلام والمفاوضات الجارية حالياً في الشرق الأوسط. لذا قررت اليونسكو تأجيل المعرض ، و أوضحت فى بيان لها أنها تعاونت مع مركز سيمون فيزنتال للتخطيط لهذا المعرض. وثمة عناصر تتعلق بهذا الحدث لا يزال ينبغي التوصل إلى اتفاق بشأنها، بما في ذلك القضايا العالقة المرتبطة بمضامين تاريخية نصية وبصرية قد تكون موضع اعتراض ويُحتمل أن تنظر إليها الدول الأعضاء على أنها تهدد عملية السلام. وإن أمانة اليونسكو ملزمة بموجب القواعد والأنظمة السارية في المنظمة بأن تراعي على نحو تام الشواغل التي تثيرها الدول الأعضاء فيها أو أي مجموعة إقليمية بشأن المعارض أو الفعاليات المزمع تنظيمها. وفي موقف يتماشى تماماً مع الجهود التي تبذلها منظومة الأممالمتحدة ككل، تلتزم اليونسكو التزاماً راسخاً بنجاح عملية السلام كي يتحقق الاستقرار والسلام في المنطقة. ويتجلى هذا الالتزام داخل اليونسكو نفسها في الجهود الدؤوبة التي تُبذل للتوصل إلى توافق في الآراء بين الدول الأعضاء بشأن جميع القضايا التي تندرج في نطاق مهام اليونسكو في مجالات التربية والعلم والثقافة. وقد شكل توافق الآراء بشأن جميع قرارات اليونسكو المتعلقة بالشرق الأوسط عاملاً بالغ الأهمية في تجنب المواجهة والتسييس ، وأظهرت أعمال دورة المؤتمر العام الأخيرة التي عُقدت في نوفمبر الماضي أنه من الممكن اعتماد قرارات خاصة بمنطقة الشرق الأوسط بتوافق الآراء، على الرغم مما يوجد من تحديات. ويُعد السعي إلى بناء توافق في الآراء ركيزة تستند إليها جميع أنشطة اليونسكو. وينطبق ذلك مثلاً على الندوة الدولية التي نظِّمت بنجاح تحت رعاية اليونسكو في يومي 12 و13نوفمبر 2012 وتمحورت حول مبادرة "استمرارية اللغة الييدية" الخاصة بهيئة "بناي بريث" التمثيلية التي تُعد أيضاً شريكاً رسمياً تربطه باليونسكو علاقات تشارك، وتمت بمشاركة "مركز اللغة الييدية في باريس - مكتبة ميديم". كما يوجّه مبدأ توافق الآراء الأنشطة التي تنفذها اليونسكو اليوم في شتى أنحاء العالم لترويج التعليم في مجال حقوق الإنسان والسلام، بما في ذلك التثقيف بشأن محرقة اليهود، وهو ميدان تؤدي فيه اليونسكو دوراً فريداً وريادياً في إطار منظومة الأممالمتحدة. وتعمل اليونسكو كل يوم لتعزيز احترام حقوق الإنسان وكرامته ولمكافحة جميع أشكال التمييز والعنصرية ومعاداة السامية. ويمثل ذلك أيضاً أساس الاحتفال المقبل الذي سينظَّم في اليونسكو، في 27 يناير، بمناسبة اليوم الدولي لإحياء ذكرى ضحايا محرقة اليهود، وهو حدث تتعاون اليونسكو في إطاره مع مجموعة واسعة من الشركاء، بما في ذلك "موقع محرقة اليهود التذكاري"، و"المؤسسة المعنية بمحرقة اليهود" التي أنشأها ستيفن سبيلبرغ في جامعة جنوب كاليفورنيا، ومعهد جورج ايكرت. وتبقى اليونسكو ملتزمة التزاماً شديداً بمعالجة ما يتبقى من قضايا عالقة مع مركز سيمون فيزنتال الذي يُعد شريكاً رسمياً تتعاون معه اليونسكو منذ زمن طويل في إطار علاقات شراكة. كما تبقى اليونسكو ملتزمة بالتعاون مع الدول الأعضاء والشركاء بنشاط لتنظيم المعرض في ظروف تعزز التعاون والحوار.