ساعات قليلة وتغرب شمس عام 2013 ، الذي شهد الكثير من المشاكل والمآسي التي شهدتها مناطق عديدة في العالم، وعلى رأسها المنطقة العربية، التي شهدت على مدى العامين الماضيين مآسي إنسانية، ربما لم تشهدها في تاريخها، من صراعات وقتال ودمار وخراب وإرهاب، وعشرات الآلاف من القتلى، وملايين من الجرحى واللاجئين، واقتصادات دول عربية كبيرة تنهار، وأحوال اجتماعية تتدنى، وفي ظل هذا المشهد المأساوي الذي غطى عام 2013 من بدايته حتى آخر لحظة فيه، كانت تعيش دولة الإمارات حالة من إشراقات الأمل والسعادة والنجاح، والتقدم والصعود إلى الآفاق. وذكرت صحيفة "البيان" الإماراتية لم يختلف عام 2013 في دولة الإمارات عن الأعوام التي سبقته كثيراً، فقد كان استمراراً لمسيرة التنمية والبناء والتطور الحضاري الكبير، الذي تشهده الدولة على مدى أربعين عاماً مضت، إلا أن هذا العام تميز بإنجازات عظيمة في كافة المجالات، تكللت بنجاحات عملاقة، كان أبرزها التقدير العالمي لدولة الإمارات، بمنح دبي حق استضافة "إكسبو 2020". عروس إكسبو ففي منافسة قوية مع دول عظمى وكبرى، كانت تحلم بهذه الاستضافة، وتحشد لها أكبر الإمكانيات، ولكن تحقق هذا الحلم لدولة الإمارات. ففي 27 نوفمبر 2013، فازت إمارة دبي بشرف استضافة "معرض اكسبو الدولي 2020"، وذلك بعد منافسة شرسة مع مدن " ايكتانبيرغ" الروسية، و"إزمير" التركية، و"ساو باولو" البرازيلية بعد ثلاث جولات حبست أنفاس المشاهدين في مختلف قارات العالم. واستطاعت "دبي محمد بن راشد" أن تكون "عروس إكسبو 2020" بعد الفوز بثلثي الأصوات من أصل 165 صوتًا في اجتماع الجمعية العمومية للمكتب الدولي للمعارض في العاصمة الفرنسية باريس، من أصل 168 دولة أعضاء في المكتب الدولي للمعارض. وكانت عملية التصويت معقدة ومتشابكة جداً وجرت على ثلاث جولات. وتصدرت دبي المركز الأول في الجولة الأولى من التصويت بعد حصولها على 77 صوتًا من جملة 163 صوتًا بعد امتناع دولتين عن التصويت، وذلك بنسبة تصل إلى 48%. ومن ثم تأهلت الإمارة إلى الجولة الثانية للتصويت ترافقها مدينة "سان بطرسبورغ" الروسية التي حصلت على المركز الثاني ب39 صوتًا، ومدينة "أزمير" التركية التي حصلت على المركز الثالث ب33 صوتًا، وبقية الأصوات حصلت عليها مدينة "ساو باولو" البرازيلية التي خرجت من المنافسة في مفاجأة من الجولة الأولى، بعد تذيلها ترتيب المدن في التصويت وحصولها على أقل عدد من الأصوات. وفي الجولة الثانية من التصويت تمكنت دبي من الفوز بالمركز الأول بعد فوزها ب 87 صوتًا بنسبة 52%، مقابل 42 صوتًا لمدينة "سان بطرسبورغ" الروسية التي حصلت على المركز الثاني، فيما خرجت من المنافسة مدينة "أزمير" التركية بعد حصولها على أقل الأصوات وهي 36 صوتاً. وفي الجولة الثالثة والأخيرة والحاسمة تمكنت دبي بقيادة الشيخ محمد بن راشد من حسم الموقف لصالحها تمامًا، واستطاعت أن تكون "عروس إكسبو 2020" عن جدارة واستحقاق بفوزها بثلثي جملة الأصوات على منافستها القوية مدينة "سان بطرسبورغ" الروسية لتعم الأفراح والاحتفالات المستمرة في كافة ربوع الإمارات. ويعد اختيار دبي لاستضافة معرض إكسبو الدولي لعام 2020 هو الخبر الأهم في الإمارات لعام 2013، حيث من المتوقع أن يدر المعرض ما يقرب من 23 مليار دولار، إضافة إلى تعزيز مكانة الإمارات الاقتصادية والعالمية. "شمس 1" كما شملت الانجازات أيضا محطة "شمس 1" التي تعد أكبر مشاريع الطاقة الشمسية المركزة العاملة على مستوى العالم، وتسهم في إنتاج 100 ميجاواط من الطاقة الكهربائية النظيفة بما يكفي لإمداد 20 ألف منزل في دولة الإمارات. ففي مارس افتتح في أبوظبي رسميا مشروع "شمس 1" الذي يعد أكبر محطة للطاقة الشمسية المركزة في العالم والذي بلغت كلفته 600 مليون دولار. وقام بافتتاح المشروع رئيس دولة الإمارات الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان في احتفالية حضرها نائب رئيس الدولة رئيس الوزراء وحاكم دبي الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، كما حضرها عدد من كبار المسئولين في الدولة. ومن المتوقع أن يؤمن المشروع تغذية كهربائية لعشرين ألف منزل. وتهدف أبوظبي إلى تامين 7% من حاجاتها في مجال الطاقة عبر مصادر متجددة بحلول العام 2030. مطار آل مكتوم وفي أكتوبر من عام 2013، افتتح الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم رسميًا مطار آل مكتوم الدولي الذي يتوسط مدينة دبي العالمية للطيران "دبي ورلد سنترال" أمام حركة الطائرات والمسافرين بطاقة استيعابية تقدر ب7 ملايين مسافر سنويًا. ومن المتوقع أن تصل طاقته الاستيعابية عند اكتماله بشكل نهائي إلى 160 مليون مسافر، و12 مليون طن شحن سنويًا. وسوف يصبح مطار آل مكتوم الأكبر في العالم عند اكتماله. ومن المتوقع أن يستقبل المطار نحو 100 مليون مسافر عام 2020 عند استضافة دبي "اكسبو 2020"، هذا وسيرت أول رحلة طيران عبر المطار شركة "ويز إير" المجرية. وكان الدافع الأكبر لبناء المطار هو وصول مطار دبي الدولي إلى أقصى طاقته الاستيعابية خلال الأعوام القليلة المقبلة مع 75 مليون مسافر. دولة الإمارات، التي لا تتوقف لحظة عن البناء والتنمية والتطور، والتي تحصد أعلى المراتب والدرجات والتقديرات العالمية، لا تنسى أبداً أنها جزء لا يتجزأ من وطنها العربي، وأمتها الإسلامية، وعالمها الإنساني الكبير. فعلى الصعيد الخارجي، قدمت الإمارات مساعدات تقدر بملايين الدولارات للدول التي عانت من كوارث طبيعية من زلازل وفيضانات وسيول وأعاصير وظروف طقس قاسية. وبقدر ما كان العام 2013 مأساوياً ومضطرباً لدى الآخرين، بقدر ما كان لدولة الإمارات عام خير ونجاح، وتقدم وتألق، على المستوى العالمي في ظل التلاحم والولاء المتبادل بين الشعب والقيادة .
