ندد سياسيون لبنانيون وعرب ودوليون، بعملية الاغتيال التي استهدفت وزير المالية السابق محمد شطح، صبيحة الجمعة، بالعاصمة اللبنانيةبيروت، حيث توالت المطالبات بضم عملية الاغتيال هذه للمحكمة الدولية. محكمة دولية فمن جانبها، طالبت قوى 14 آذار بضم اغتيال شطح للمحكمة الدولية، مشيرة إلى أن قاتل شطح هو نفسه الذي "يوغل" في الدم السوري واللبناني. وربطت قيادات في قوى "14 آذار" بين الاغتيال وبدء المحاكمات في مقتل رفيق الحريري، والد سعد الحريري رئيس الحكومة السابق، الذي اغتيل في فبراير 2005 في انفجار ضخم وسط بيروت على بعد مسافة قصيرة من موقع الانفجار اليوم. وتبدأ المحاكمات في المحكمة الخاصة بلبنان التي تتخذ من لايدشندام قرب لاهاي في 16 من يناير مقراً لها. ووجهت المحكمة الدولية الاتهام في الجريمة التي أودت أيضاً بحياة 22 شخصاً آخرين إلى عناصر في حزب الله. تنديد دولي وقد أثارت هذه العملية استياء وتنديد لبناني وعربي ودولي، حيث استنكرت ونددت الولاياتالمتحدة باغتيال شطح، وأكدت دعمها للبنان حتى تقديم المسئولين عن هذا العمل للعدالة. وقال وزير الخارجية جون كيري، في بيان: "باسم الرئيس أوباما والولاياتالمتحدة، أدين بأشد العبارات الممكنة التفجير الإرهابي البغيض واغتيال الوزير في الحكومة اللبنانية السابقة محمد شطح في بيروت"، مضيفاً: "هذه خسارة فادحة للبنان والشعب اللبناني وللولايات المتحدة". وتابع: "سيفتقد وجوده، لكن رؤيته للبنان موحد وخال من العنف الطائفي والتدخل المزعزع للاستقرار ستستمر في قيادة جهودنا.. النهاية المأسوية تذكرنا جميعاً لماذا تبقى رؤيته ضرورية". وأكد وزير الخارجية الأمريكي في بيان بأن إدارة أوباما تدعم لبنان فيما يعمل قادته على جلب المسئولين عن هذا الفعل الفظيع والجبان أمام العدالة تحت طائلة القانون". ومن جانبه، دان الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند، باتصال مع الرئيس اللبناني ميشال سليمان الانفجار الذي أدى إلى مقتل الوزير محمد شطح في بيروت، وأكد له دعمه التام للحفاظ على أمن لبنان واستقراره. العنف مرفوض هذا وقد استنكر رئيس الحكومة نجيب ميقاتي، اغتيال شطح، وقال: "ندين هذا الاغتيال الذي استهدف شخصية سياسية وأكاديمية معتدلة وراقية آمنت بالحوار ولغة العقل والمنطق وحق الاختلاف في الرأي". وأشار موقع "العربية نت" الإخباري إلى أن رئيس الوزراء أدان أيضاً كل أعمال العنف والقتل التي لا توصل إلا إلى المزيد من المآسي والخراب والإضرار بالوطن. وفي السياق ذاته، أدان وزير الصحة في حكومة تصريف الأعمال اللبنانية علي حسن خليل، انفجار بيروت، معتبراً أن هذا العمل الإجرامي إرهابي استهدف استقرار الوطن ويصب في ضرب قوة ومناعة لبنان، داعياً إلى الإسراع في تشكيل حكومة وحدة وطنية قادرة على مواجهة المرحلة التي نمر بها، ولمواجهة هذا الإرهاب الذي يضرب الوحدة في لبنان. وأعلن خليل أن الجرحى قد تم توزيعهم على مستشفى الجامعة الأمريكيةوبيروت الحكومي وكليمنصو. ورأى رئيس المجلس النيابي نبيه بري، أن جريمة اغتيال الوزير السابق محمد شطح "تهدف إلى إبقاء لبنان في ساحة التوترات، وهي حلقة في سلسلة لتحويل لبنان إلى ساحة لتصفية الحسابات ومحاولة لإيقاع الفتنة بين طوائفه ومذاهبه". مؤامرة وقال رئيس الوزراء المكلف سلام فياض: "إن اغتيال شطح دليل على أن لبنان يتعرض لمؤامرة". من جهته، أدان الدكتور نبيل العربي، الأمين العام لجامعة الدول العربية، بشدة التفجير الإرهابي الذي وقع وسط بيروت، وأودى بحياة وزير المالية اللبناني السابق الدكتور محمد شطح والعديد من الضحايا والمصابين من المدنيين الأبرياء. واعتبر الأمين العام أن جريمة اغتيال شطح في هذا التوقيت بالذات إنما هي استهداف لما عرف عنه من مواقف وطنية وفاقية معتدلة وانفتاح سياسي ودور مميز في الدفاع عن وحدة لبنان واستقلاله وسيادته. ودعا الأمين العام جميع القيادات السياسية اللبنانية إلى اليقظة والحذر وممارسة أقصى درجات ضبط النفس لتفويت الفرصة على العابثين بأمن لبنان واستقراره. أما العلامة علي فضل الله فقد دان اغتيال شطح، قائلاً: "ندين بشدة هذا الاغتيال وكل أعمال التفجير السابقة التي نرى فيها خدمة لأعداء البلد، الذين يريدون العبث بأمن البلد واستقراره وسلمه الأهلي. كما أدان السفير السعودي في لبنان عملية الاغتيال، قائلاً: "اغتيال شطح عمل إرهابي مدان يستهدف الاعتدال في التراب اللبناني". حزب الله وعلى صعيد متصل، وفي أول رد فعل من حزب الله اللبناني، دعا الحزب اللبنانيين إلى الحكمة والعقلانية في مواجهة الأخطار، مشيراً إلى أن هذه الجريمة يستفيد منها أعداء لبنان، معتبراً اغتيال شطح ضمن سلسلة الجرائم التي تهدف إلى تخريب البلاد. ومن جهته، قال سمير جعجع رئيس حزب القوات اللبنانية، تعليقا على حادثة الاغتيال، إننا "لن نلين مهما حدث"، موجها كلامه إلى من اغتالوا محمد شطح قائلا: "إنهم يعتقدون أنهم أصابوا جملة أهداف.. لكننا لن نسمح بسقوط الدولة والمؤسسات، سواء بالشلل أو بالتعطيل أو بالفراغ السياسي". وأضاف جعجع أن وجود دولة وكنموذج وكدولة بات على المحك.. ومن يراهنون على تغيير معطيات إقليمية لن يجعلنا نلين، ولن نتراجع حتى إشراقة لبنان جديد. رسالة للأصوات المعتدلة وتعقيبا على ذلك أيضا، صرح الكاتب الصحفي أمين قمورية، أن استهداف شطح هو رسالة للأصوات المعتدلة في لبنان، بأن يلملوا أوراقهم ويغادروا، ورسالة أيضا لأصوات الخارج أن يمكثوا في مكانهم دون أن يبرحوه، حتى تكون البلاد مسرحا للمتطرفين. وأكد أن المكان الذي استهدف فيه شطح، وهو ذات المكان الذي قتل فيه الحريري، رسالة أخرى لمدة قدرة المنفذين على التحكم في هذه العمليات. وقال: "يجب أن يكون هذا الحادث الماسأوي حافزا كبيرا للسياسين اللبنانيين لتناسي خلافاتهم واتخاذ خطوات أن تعبر عن الوئام وأعتقد أن الأمور في البلاد ستزداد هشاشة، وأن الحكومة ستكون في خبر كان".