اعتبر رئيس "حزب الشعب الجمهوري" التركي المعارض كمال كيليجدارأوغلو، أن رئيس الوزراء رجب طيب أردوغان بات عاجزاً عن حكم البلاد، بعد فضيحة الفساد المالي التي تطاول وزراء وساسة وبيروقراطيين مقرّبين منه. وقال لجريدة "الحياة" اللندنية إن "أردوغان لا يمكنه أن يحكم بعد الآن، وحتى لو أصرّ على البقاء في الحكم، سيكون مثل بطة عرجاء تحكم ولا تحسم وتعرقل تقدّم تركيا". وأشار أوغلو إلى أنه لم يُفاجأ بالفضيحة، مذكرا بأن حزبه يلاحق الحكومة منذ العام الماضي لكشف تقارير المراقبة المالية على مصاريف الوزارات والمناقصات العامة. وتابع "ارتكبت الحكومة مخالفة دستورية صريحة، من خلال إصرارها على إخفاء تلك التقارير وحجبها عن البرلمان، وما تسرّب من تلك التقارير يشير إلى حجم فساد مالي هائل". وقال "مشين ومؤسف أن الرجل الذي بدأ عمل أول حكومة له عام 2003 بتشكيل لجنة في البرلمان لكشف الفساد ومكافحته، وكنت أحد أعضائها، ينتهي به الأمر بأن يغرق في الفساد حتى أذنيه". وحول السياسة الخارجية، ذكر أوغلو أن حزبه سعى إلى التواصل مع دول الجوار والعالم، لإبلاغها أن ثمة توجهاً سياسياً ورؤية سياسية قوية ومتينة تخالف السياسة الخارجية التي ينتهجها حزب "العدالة والتنمية" وأن الشعب التركي لا يوافق على هذه السياسة، خصوصاً التدخل في الشؤون الداخلية لدول الربيع العربي ومساندة الاستقطاب الطائفي في المنطقة ودعم الأحزاب الدينية. ورأى أن تجارب دول الربيع العربي تشير بوضوح إلى "فشل ما يُسمى الإسلام السياسي أو الإسلام المعتدل، في تحقيق تطلعات شعوب المنطقة، وأن مستقبل هذه التجربة إلى زوال". وربط بين تلك التجارب وحكومة حزب "العدالة والتنمية" في تركيا، في إشارة إلى أنها قد تلقى مصير حكومات جماعة الإخوان المسلمين في المنطقة.