ناصر حاول استمالة نجم ولم ينجح "حلاويلي" قصيدة هجاء كتبها الشاعر في لطفي الخوفي "أوقة المجنون" كتبها للسادات .. و"كأنك مفيش" لمبارك و"ملعون" لمرسي "حين تصافح شاعر فإنك تصافح دماءه" .. نيرودا اعتبر الدكتور أحمد الخميسي أن خسارة مصر برحيل الفاجومي كبيرة خاصة مع ندرة أصحاب المواقف الحقيقيين في الوسط الثقافي . وقال أنه استعصى على أي محاولات للإغراء والاحتواء من قبل السلطات ناهيك عن الزج به في السجون لإخراسه. وتعود علاقة الخميسي بأحمد فؤاد نجم لعام 1965؛ وقد كتب مؤخرا عن ذلك حيث جمعها العمل المشترك بمنظمة التضامن الآسيوي الإفريقي، وكان بصحبتهما الشاعرالراحل أمل دنقل، وهي منظمة كان يرأسها الأديب يوسف السباعي ، ويتذكر كيف كانت خفة ظل الفاجومي تخرجهم دائما من مآزق الفصل وما شابهها فقد قال للسباعي "لو فصلتني بعد هذه المرة الثالثة لن أعود بغير محلل" . وقد صادقه الخميسي فيما بعد واعتقل معه عام 1969 وانتقلا من معتقل طرة لسجن القناطر فاستقرا بصحبة الشيخ إمام عيسى مع جماعة الكتاب المتهمين بالشيوعية والماركسية، وكان نجم له مواقفه الطريفة التي تخفف وطأة السجن عليهم جميعا، ومن ذلك أنه رفض على آخر لحظة المشاركة بالإضراب عن الطعام قائلا "عاوزين تموتوني" ! ول"محيط" أكد الخميسي، الكاتب والقاص المصري البارز، أن الشاعر أحمد فؤاد نجم استعصى على نظام عبدالناصر رغم الإغراءات الكثيرة للنجومية وحماية النظام والظهور بوسائل الإعلام ومديح مشاهير الفنانين لموهبته والشيخ إمام رفيقه، ومنهم موسيقار الأجيال محمد عبدالوهاب، لكن كل ذلك لم يجعل نجم يتحول عن موقفه في نقد نظام عبدالناصر، رغم حبه له كزعيم وطني، وفضل "نجم" الاحتفاظ بمساره الثوري وقال بعد نكسة يونيو "الحمد لله خبطنا تحت بطاطنا .. يا محلا رجعة ضباطنا من خط النار" ولعل قصيدة "أوقه المجنون" التي وصف بها أحمد فؤاد نجم الرئيس الراحل محمد أنور السادات خير دليل على أنه لم يكن يخاف بطش الأنظمة، فقد غنا الشيخ إمام من كلمات نجم يقول : اوقة المجنون ابو برقوقة , بزبيبة غش وملزوقة !! نصاب ومنافق وحرامى ودماغه مناطق موبوءة !! والنكتة كمان انه حلنجي وعامل لي فكاكة وحندوقة على ان الجحش افهم منه والعالم فاهمه ومفلوقة أما الرئيس مبارك المخلوع فقد هاجمه نجم في قصائد كثيرة منها "كأنك مفيش" وقصيدته التي قال في مقطع منها : نبوس ايد سيادتك و رجلك كمان تخليك معانا يا ريس عشان وجودك ضرورة فرضها الزمان و من غير وجودك حقيقي نضيع دي مصر بتاعتك واحنا ضيوفك كفايا علينا يا ريس نشوفك و عاذرين سيادتك و فاهمين ظروفك عليك بس تؤمر واحنا نطيع في جزمة سيادتك كلابك يبوسوا و فوق الغلابة بجزمهم يدوسوا و شعبك ليلاتي يا ريس غموسه مذلة و مهانة و حوجة و مر ويواصل د. أحمد الخميسي بقوله : في عهد مرسي كتب الفاجومي أشعارا كثيرة يدعوه فيها للرحيل، وقال : ملعون جنابك ملعون كمان اللى جابك ملعون قطيعك، على اللى فكر فيوم يطيعك يرى الكاتب "الخميسي" أن نجم كان زجالا شعبيا من طراز خاص، وأن هذا لا يقلل من شأنه لدينا نماذج عبقرية في الزجل المصري الساخر بعادته من فساد الأحوال، كبديع خيري أو بيرم التونسي ويونس القاضي وغيرهم. وقال أنه ينطبق عليه بيت الشعر الذي كتبه "نيرودا" "حين تصافح الشاعر .. فإنك تصافح دمه" وهذا يعني أن الشاعر الحقيقي لا يأبه إلا بالحقيقة وفقط حتى لو كان الثمن دمه. وقد تعرض أحمد فؤاد نجم للاعتقالات المتوالية ولم يأبه لذلك بل وظل يكتب كلمات نارية من محبسه ويتغنى بها. يتذكر الخميسي من ذلك قصيدة "حلاويلا" وقد كتبها أصلا في لطفي الخولي، ولكز الشيخ إمام ليغنيها أمام الخولي بلا تردد وتقول في مطلعها : حلاويلا يا حلاويلا .. يا خسارة يا حول الله ده الثوري النوري الكلمنجي .. هلاب الدين الشفطنجي قاعد في الصف الاكلنجي ... شكلاطة و كاراميلا .. يتمركس بعض الايام ... يتمسلم بعض الايام و يصاحب كل الحكام .. و بسطعشر ملة ..