ذهبت لحضور عرض الأفلام الروائية القصيرة ضمن فعاليات الدورة ال 17 للمهرجان القومي للسينما المصرية التى يشارك بها هذا العام 118 فيلماً روائياً وتسجيلياً من إنتاج عامي 2010 - 2011 يتنافسون على جوائز تبلغ قيمتها 572 ألف جنيه ، فتحت باب القاعة و إذا بالعرض قد ابتدأ و كان الظلام دامس حتى بدا لى أنه ليس هناك فى القاعة سواى ، و بعد أن تقدمت قليلا وجدت أن هناك عدد قليل من الجمهور يعد على الأصابع متناثر هنا و هناك ، فتعجبت هل هؤلاء فقط هم جمهور الأفلام الروائية القصيرة ؟! برغم الحضور القليل و لكن كان العرض شيقا ، كانت البداية مع عروض أفلام الرسوم المتحركة ، كانت أغلب الأعمال المقدمة هى مشروعات تخرج لشباب المبدعين فى معهد السينما ،التى أجاد فيها الشباب رسم شخصياتهم و التنقل بين الأبيض و الأسود و مختلف الألوان فى صنع أفلامهم الذى كان يحمل كلا منها فكرة أو حكاية . فيلم " أنا مين " صاحبتنا المخرجة رشا مجدى عثمان فى رحلة داخل الذات لتسدل نهاية الفيلم برباعية : ليه شكلى عامل كده قوليلى يا مرايا وشى كتاب مفتوح والجسم برايه نظرات عيون الجمال سابت فى قلبى ألم وكل سن اتقصف ساب نقطه جوايا و عجبى ! أما المخرجة نسرين عبد الحليم فدمجت فى " رقصة القمر " بين شخصيات الرسوم المتحركة و ممثلين حقيقين و كأنها تجسد حلم الفتاة بالرقص تحت القمر إلى حقيقة . كما استمتعنا بعرض " الغابة " للمخرج عادل عصام الدين و الذى يدور حول رجل أراد أن يجد السلام فى حياة الغابة ! ، و من العروض أيضا " فيلم قصير ashort movie " إخراج نور أبيض ، و فيلم " خيط وتر " إخراج "منصور محمد" و الذى حصل علي جائزة الإبداع التجريبي. و فى " نفسي " عشنا حلم النجاح مع المخرجة ماهيتاب خالد ، التى شاركت أيضا بفيلم " السيرك " و الذى فيه يحزن الطفل لعدم تمكنه من حضور عرض السيرك ، و لكنه استطاع بخياله أن يتخيل العالم حوله سيرك كبير . anti.tuktuk"" إخراج عمرسامى كان من الأفلام خفيفة الظل الذى شاهدنا فيه مولد بطل جديد "محارب التكاتيك" ، و فى فيلم "بدون إشارة " الحائز على الجائزة الأولى للأفلام القصيرة إخراج كريم محمد محمود ، تعى أنه قد حان الوقت لنترك مقاعدنا أمام التلفاز و نخرج للعالم . و فى عرض الصلصال من إنتاج التلفزيون المصرى استمتعنا بقصة " الفاروق عمر بن الخطاب" إخراج د. زينب زمزم . أما عن عروض الأفلام التسجيلية فعشنا مع المخرجة هبة يسرى حكاية عشقها ل " ستو زاد .. أول عشق " ، هبة أحدثت ضجة مع أول فيلم صنعته و هى طالبة بمعهد السينما باسم " المهنة امرأة " و مع " ستو زاد " تحكى لنا هبة قصة حياة جدتها المطربة الشهيرة فى الخمسينات " شهرزاد " التى تميزت بحنجرة قوية و لقبت ب " مطربة الثورة " لأنها غنت فى حفلة الجيش ليلة 23 يوليو 1952 و التى اعتذرت عنها أم كلثوم ، كما كان مشروع تخرج هبة أيا عن جدتها و عائلتها فى " عشق آخر" . فالجدة كانت السبب فى حبها للفن و كانت ترى انها مصدر القوة و التأثير فى البيت ، و كانت الفكرة المحورية للفيلم " الفن لما بيدخل عيلة بيحدد علاقتهم ازاى " ، أخذ الفيلم عاما فى صنعه و بعد عن الصورة التقليدية للأفلام التسجيلية ، تضمن الفيلم تسجيلات صوتية و فيديوهات و صور قديمة للعائلة و الجدة ، كما صورت هبة مع عائلتها و جدتها لتنقلنا بين عالم اليوم و الزمن الجميل لفتاة شبت على أن الموسيقى هى الحياة . و فى الفيلم التسجيلى " الشارع لنا " إخراج نيفين شلبي ، يرصد الفيلم حركة الشارع المصري من مظاهرات و اعتصامات و وقفات احتجاجية قبل ثورة 25 يناير ، كما يحلل حركة الشارع المصري بداية من حركة كفاية مروراً بأعتصامات المحلة ثم تتابع الوقفات و الاعتصامات و الاضرابات مثل وقفات قضية مقتل خالد سعيد و تزوير انتخابات مجلس الشعب في 2010 ، و ينتهي الفيلم ببداية الثورة و كأنها نهاية طبيعية لما يحدث في مصر . و صاحبنا محمد السباعى مع فيلمه " يوميات مراسل"آخر 6 سنين من حكم الطاغية " ، السباعى تخلى عن عمله الخاص ليصبح مراسل من قلب الأحداث و يشهد عن قرب أسباب تدهور الوضع المصرى ، و لمهاجمته للنظام كان يطرد من كافة القنوات التى يعمل بها ، و بعد الثورة جمع يومياته التى سجلها كمراسل ليحيك لنا أحداث هذا الفيلم بسبب الهجوم الإعلامى الشديد على الثورة ، فأراد أن يذكر الجميع كيف كان الحال أيام مبارك بادئا بانتخابات الرئاسة الهزلية فى 2005 و التى نجح فيها مبارك بالأغلبية المزعومة ، و صور انحدار الوضع السياسى و الاقتصادى و الاجتماعى داخل مصر حتى وصلنا لاشتعال ثورة يناير 2011 . و قال السباعى فى مقدمة فيلمه : تكالبت أبواق الثورة المضادة التى أتهمت الثورة الشعبية المصرية و ثوارها الشرفاء بالعمالة و الخيانة و ذلك للتأثير على عقول البسطاء و إقناعهم بأن الثورة هى سبب توقف بسكلتة الإنتاج و قطع أرزاقهم أحداث هذا الوثائقى للتذكير بان حياتنا بأكملها كانت " مستنزفة و مسروقة " فى عهد النظام الفاسد البائد و ليعلم الجميع أن الثورة مستمرة حتى يتحقق العدل .