انطلقت أعمال القمة العربية - الأفريقية اليوم في الكويت تحت شعار "شركاء في التنمية والاستثمار"، بحضور عدد من قادة الدول العربية والأفريقية، وسط تطلعات بتحقيق القمة أهدافها الاقتصادية والتنموية في ظل الأوضاع والتحديات الراهنة. وانطلقت القمة، التي تعقد في قصر بيان بالكويت، بمشاركة 34 رئيس دولة و3 نواب رؤساء و7 رؤساء وزراء إلى جانب هيئات ومنظمات دولية أخرى. ويشمل جدول القمة الذى يستمر ليومين، كلمة افتتاحية للشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح أمير الكويت، يليها كلمة نورى أبوسهمين رئيس المؤتمر الوطنى العام بليبيا، والذى يسلم رئاسة القمة للكويت. وتحظى القمة الثالثة بأهمية خاصة في ظل التطورات التي تشهدها بعض الدول العربية والأفريقية والتحولات السياسية التي طالت بعض تلك البلدان، وما ترتب عليها من آثار اقتصادية فرضت تحديات جديدة أمام خطط التنمية ومواجهة البطالة وتحقيق الأمن الغذائي. ويفرض الجانب الاقتصادي نفسه بقوة على أجندة المؤتمر الذي انعكس على شعاره "شركاء في التنمية والاستثمار"، مما دعا الصندوق الكويتي للتنمية الاقتصادية العربية صاحب اليد الطولى في دعم مشاريع التنمية في معظم دول القارة الأفريقية إلى تنظيم منتدى اقتصادي عربي أفريقي في إطار الاستعدادات للقمة العربية الأفريقية. ودعا مسئولون في جامعة الدول العربية ومفوضية الاتحاد الأفريقي خلال المنتدى الاقتصادي إلى الإسراع في تعزيز مفهوم التضامن العربي الأفريقي من خلال بناء أرضية تعاون اقتصادي مشترك وإعطاء الأولوية لعجلة التنمية المستدامة في أفريقيا والعالم العربي. ويرى مراقبون أن العلاقة بين المجموعتين يجب أن تقوم على أساس التكامل بينهما من خلال الاستفادة من الإمكانات المادية لدى بعض الدول العربية في الاستثمار في الموارد الطبيعية لدى القارة الأفريقية، بما يحقق الشراكة الاستراتيجية المنشودة التي تحقق تطلعات شعوب المنطقتين. وأكد المدير العام للمركز الدولي للأبحاث الزراعية في المناطق الجافة محمود الصلح في ورقته حول «التحديات المشتركة وفرص إنتاج الحبوب» خلال المنتدى الاقتصادي العربي الأفريقي، الأسبوع الماضي، أن دول أفريقيا جنوب الصحراء تتمتع بأكبر قدر من الأراضي الصالحة للزراعة وبوفرة من موارد المياه والظروف المناخية مقارنة بالدول العربية، في حين تتوافر لدى بعض الدول العربية الموارد المالية للقيام باستثمارات واسعة النطاق في مجال الأمن الغذائي. ويعكس ما طرحه الصلح أهمية فكرة التكامل بين المنطقتين للاستفادة من الموارد المتاحة في كل منهما ودعم بعضهما بعضاً، إلا أن ذلك التكامل واستقطاب رؤوس الأموال في الاستثمار بحاجة إلى تشريعات وضمانات لحماية الاستثمار وهو ما نبه إليه بعض المراقبين. ويقول المدير العام للمنظمة العربية للتنمية الزراعية في جامعة الدول العربية طارق الزدجالي في ورقة عمل أمام المنتدى الاقتصادي إن التعاون بين الدول العربية ودول أفريقيا في مجالات الأمن الغذائي والتنمية السمكية يجب أن يكون تكاملياً وشفافاً ويأخذ بعين الاعتبار الموارد المتاحة بجميع الأشكال والبنى التحتية والهيكلية، وإيجاد الضمانات والحماية المناسبة للاستثمار. وبينما ركّز مراقبون ومسئولون عرب وأفارقة على فكرة وأهمية مشاركة القطاع الخاص والمنظمات الأهلية ودورها في المساهمة بخطط التنمية في الدول العربية والأفريقية بعد وضع الضمانات اللازمة لاستقطاب رؤوس الأموال للاستثمار في أفريقيا، أكد الزدجالي ضرورة التركيز على القطاع الخاص في المنطقتين، بحيث تكون الحكومات راعية من خلال التشريعات التي من شأنها المضي بالاستثمار في هذه المجالات وبما يحقق المصالح الاستراتيجية. في موازاة ذلك، يرى الأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي أن مسار التعاون العربي الأفريقي يرتكز على العمل لخلق فضاء للتواصل ما بين رجال الأعمال والمتعاملين الاقتصاديين العرب والأفارقة يتم من خلاله تبادل المعلومات والتجارب الإحصائية ومصادر التمويل. ويتفق مفوض الشئون الاقتصادية في الاتحاد الأفريقي أنتوني ماروبينغ مع ما ذهب إليه العربي، حيث دعا إلى التركيز على الاستثمار وتعزيز دور المنظمات الأهلية غير الحكومية في مجال التعاون العربي الأفريقي. وقال وكيل وزارة الخارجية الكويتية خالد الجارالله خلال اجتماع كبار المسؤولين إن تركيز الكويت على الجوانب الاقتصادية وإطلاق "شركاء في التنمية والاستثمار" شعاراً للقمة العربية الأفريقية يأتي استشعاراً منها بأهمية الانطلاق بالعمل العربي الأفريقي المشترك إلى آفاق تحقق تطلعات الشعوب. وأكد الجارالله أن تحقيق التعاون الاقتصادي المنشود يحتاج خلق الأجواء الملائمة للاستثمار وسن التشريعات اللازمة لتشجيعه وتحفيز التجارة البينية والاهتمام بالبنى التحتية المشتركة، لا سيما المواصلات والاتصالات التي من شأنها زيادة حركة تبادل السلع والخدمات. وتضفي استضافة الكويت للقمة العربية الافريقية الثالثة زخماً إلى الجانب الاقتصادي في العلاقات العربية الأفريقية نتيجة اهتمام وحرص سمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد في المجالات الإنسانية والتنمية والاقتصاد، حرصاً منه على تحقيق التنمية المستدامة بما يحقق الأمن والاستقرار للمجتمعات. ووصل الى الكويت امس الرئيس ماكي سال رئيس جمهورية السنغال والوفد الرسمي المرافق له، وذلك للمشاركة في القمة العربية الافريقية الثالثة والتي تستضيفها الكويت. وكان على رأس مستقبليه على ارض المطار سمو أمير البلاد وسمو ولي العهد الشيخ نواف الاحمد ورئيس مجلس الامة مرزوق الغانم وسمو الشيخ جابر المبارك رئيس مجلس الوزراء والوزراء وكبار القادة في الجيش والشرطة والحرس الوطني. كما وصل الى البلاد الرئيس يحيى جامع رئيس جمهورية غامبيا والوفد الرسمي المرافق له، وذلك للمشاركة في القمة العربية الافريقية الثالثة والتي تستضيفها الكويت. وكان على رأس مستقبليه امير الكويت وولي العهد الشيخ نواف الأحمد ورئيس مجلس الامة مرزوق الغانم والشيخ جابر المبارك رئيس مجلس الوزراء والوزراء وكبار القادة في الجيش والشرطة والحرس الوطني. كما وصل الرئيس خورخيه كارلوس ديلميدا رئيس جمهورية الرأس الأخضر والوفد الرسمي المرافق له. وكان على رأس مستقبليه سمو امير البلاد وسمو ولي العهد الشيخ نواف الأحمد ورئيس مجلس الامة مرزوق الغانم وسمو الشيخ جابر المبارك رئيس مجلس الوزراء والوزراء وكبار القادة في الجيش والشرطة والحرس كما وصل نائب رئيس جمهورية اوغندا ادوارد سكاندي والوفد الرسمي المرافق. ووصل الى البلاد نائب رئيس جمهورية غانا اميسا ارثر والوفد الرسمي المرافق. كما وصل نائب رئيس جمهورية تنرانيا محمد غريب بلال والرئيس د. اكليل ظنين رئيس جمهورية جزر القمر المتحدة والوفد الرسمي المرافق له. ووصل الى البلاد أيضا وفد جمهورية الصومال الفدرالية رئيس البرلمان محمد شيخ عثمان الجواري والوفد الرسمي المرافق له. كما وصل رئيس وفد جمهورية الصين الشعبية وزير الشؤون المدنية لي لي قوه والوفد الرسمي المرافق له.