اعتبر الكاتب البريطاني، ديفيد بلير، أن يوم الجمعة الماضي كان حافلاً بالنسبة لوزير الخارجية الأمريكي جون كيري، حيث استمع إلى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو حول التوصل إلى اتفاق مع إيران بشأن برنامجها النووي. وأضاف بلير خلال مقاله المنشور بصحيفة "التليجراف" البريطانية، اليوم الإثنين، تحت عنوان "لماذا تحتاج أمريكاوإيران بعضهما البعض"، أن كيري توجه بعد ذلك إلي جنيف ليقضي خمس ساعات من التفاوض مع ممثل أكبر دولة عدو للولايات المتحدة، وزير الخارجية الإيراني. ويرى الكاتب أنه في جنيف، قضى كيري وقت مع عدوه الإيراني على - حد وصفه- لم يمضها على مدار 34 عامًا، من أجل الاتفاق بشأن برنامج إيران النووي، معتبرًا أن بعد مرات لا تعد ولا تحصى من الجهود الدبلوماسية الفاشلة من أجل حل أخطر أزمة في العالم بدا في الأفق حل لها. وأشار بلير إلى أن كيري ونظيره الإيراني محمد جواد ظريف، لم يحاولا تسوية كل شيء في جنيف، بل كانا يعملان جاهدين للتوصل إلى "اتفاق الخطوة الأولى"، التي من شأنها أن تجمد البرنامج النووي الإيراني في مقابل بعض التخفيف من العقوبات الغربية. ولفت بلير إلى أن ظريف الذي أصبح محل الأضواء في الدبلوماسية الإيرانية بعد سنوات من التغييب في عهد الرئيس السابق محمود أحمدي نجاد يفهم ذلك وهو على استعداد لمقايضة بعضا من الطموحات الإيرانية النووية في مقابل الحصول على "جائزة". ويرى الكاتب أن كيري وظريف يفهمان بعضهما البعض تماما، موضحًا أن كيري يرغب في وقف البرنامج الإيراني النووي الذي يتطور شهرا عن شهر، كما أن ظريف يرغب في إنقاذ الاقتصاد الإيراني المتهاوي.