أفاد نشطاء سوريون اليوم الأحد، أن اتفاقا أبرِم بين مسئولين حكوميين ومسلحي المعارضة لتخفيف الحصار الذي استمر لأسابيع على بلدة "قدسيا"، التي تسيطر عليها المعارضة، والواقعة بالقرب من العاصمة السورية دمشق، للسماح بوصول الغذاء إلى المدنيين هناك للمرة الأولى منذ أسابيع. وذكرت شبكة "إيه بي سي نيوز" الإخبارية الأمريكية أن الهدنة هي الأحدث والتي يتم الاتفاق عليها بين الحكومة السورية وجماعات المعارضة المسلحة في جميع أنحاء سوريا الممزقة بفعل الحرب. وتأتي تلك الهدنة أيضا في الوقت الذي بدأ فيه الائتلاف الوطني السوري المعارض اجتماعه لليوم الثاني على التوالي في العاصمة التركية اسطنبول لاتخاذ قرار بشأن المشاركة في المؤتمر المقرر عقده عن السلام في سوريا والمعروف باسم "جنيف 2" والذي تحاول كل من أمريكا وروسيا عقده، في حين طالب الائتلاف بالالتزام بالنوايا الحسنة ومنها رفع الحظر عن المناطق الواقعة تحت سيطرة المعارضة. ولم يعلق المسئولون السوريون أو حتى المعارضة المسلحة على ذلك الأمر حتى تلك اللحظة خشية أن ينظر إلى ذلك الأمر أن الطرفين يعترفان ضمنيا ببعضهما البعض، فيما أكد مجموعة من الناشطين في الفريق الإعلامي الخاص ببلدة قدسيا على التوصل إلى تلك الهدنة في بيان دون الإشارة إلى المزيد من التفاصيل، غير أنهم أشاروا إلى نفاد الأسواق المحلية من الطعام وأصبح سكانها يتضورون جوعا. من جانبه، قال رامي عبدالرحمن من المرصد السوري لحقوق الإنسان (ومقره لندن) أن ذلك الاتفاق سيسمح بمرور الأغذية والدقيق للبلدة الواقعة على مشارف العاصمة دمشق والتي تتعرض لحصار منذ أكتوبر الماضي حيث يستعين المرصد بشبكة من الناشطين الذين يعملون على الأرض داخل شتى المناطق السورية لمراقبة الأوضاع. وتتعرض العديد من الضواحي والمدن السورية لحصارات خانقة بهدف الضغط على المقاتلين المتحصنين بها، غير أن المتضرر الأكبر من ذلك الحصار هو الفقراء الذين يناضلون من أجل شراء الطعام والمسنون والمرضى والأطفال الصغار، في الوقت الذي تتعرض فيه الحكومة السورية لضغوط من المجتمع الدولي للسماح بمرور الطعام والإغاثات الطبية إلى المناطق المحاصرة ولاسيما بعد ورود تقارير عن انتشار المجاعات في معضمية الشام (إحدى ضواحي ريف دمشق) خلال العام الجاري.