بالرغم من التقدم الرهيب في صناعة الأدوية، إلا أن الأعشاب والنباتات الطبيعة تعد الأفضل لخلوها من الآثار الجانبية وعدم احتوائها على مواد كيماوية خطيرة تؤثر بالسلب على صحة الإنسان. هذا ما أكده الدكتور مجدي بدران عضو الجمعية المصرية للحساسية والمناعة وزميل معهد الطفولة بجامعة عين شمس، في حديث خاص ل"محيط"، مشيراً إلى أن أطباء الفراعنة استخدموا الثوم والبصل في قوائم الأغذية المقوية التي كانت توزع على العمال الذين اشتغلوا في بناء الأهرامات، كما وصفوه مغذياً ومشهياً ومدراً للبول. وأكد أن السر في ذلك يكمن في مادة "اوليسين" التي تتكسر فتنتج عنها مركبات الكبريت التي تجعل رائحة الفم كريهة عند أكل الثوم، وذلك لأن هذه المركبات تتفاعل مع خلايا الدم الحمراء فينتج عنها ثاني كبريتيد الهيدروجين الذي يعمل على ارتخاء الأوعية الدموية بما يسهم بانسياب الدم بسهولة فيها فينخفض ضغط الدم ويخف العبء علي القلب فيحمل القلب المزيد من الأكسجين ويوصله إلي الأعضاء الحيوية في الجسم. وأوضح بدران أن الثوم له تأثير واضح في تقوية القدرة الجنسية للذكور بما يفوق تأثير الفياجرا بمراحل، كما أن تناوله طازجاً يمنع الإصابة بسرطان القولون والمعدة وسرطان البروستاتا والمبيض عند المرأة، بل أنه يعمل علي تخفيض نسبة السكر الزائد في الدم والبول. كما قدر الإغريق الثوم وكان يستخدم كمنشط للرياضيين قبل إشتراكهم في البطولات الرياضية، أما الفراعنة فيعطوه لبناة الأهرام لزيادة قوتهم وحمايتهم من الأمراض، وقد وجد الثوم في مقبرة توت عنخ آمون لما له من فوائد عديده للصحة. أما في مولدوفيا, كان يزود الجيش جميع القوات بالبصل والثوم يومياً من أجل زيادة المناعة لديهم، كما تم استخدامه كمطهر للجروح لمنع الغرغرينا خلال الحرب العالمية الأولى والحرب العالمية الثانية. كما اكتشف لويس باستيرر عالم الميكروبات الفرنسي الشهير, في عام 1858 إلى أن البكتيريا تموت من الثوم، وقد اطلق الروس على الثوم "البنسلين" الروسي. وأشار بدران إلى أن الثوم يعمل كمضاد حيوي طبيعي، إضافة لكونه مضاد للفطريات، للفيروسات, طارد للبلغم, ويقي من السرطانات، كما أنه يرفع المناعة، ويفيد في التخلص من التسمم بالرصاص ويعتبر أكثر أماناً وبلا أُثار جانبية مقارنة بالعلاج بالأدوية التقليدية. وأوضح بدران أن مادة "الأليسين" الفعالة في الثوم تختفي بعد 6 ساعات من الحفظ في الماء وساعة من الحفظ في الزيت، لذا يفضل الثوم الطازج أو المحفوظ في الثلاجة عند درجة حرارة 6 مئوية. البصل يعادل الفياجرا أكد بدران أن البصل يعد عاملاً رئيسياً في زيادة فاعلية القدرة الجنسية، كما أنه مضاد قوي للأكسده يحمي من الملوثات الخارجية والجزيئات الضارة التي تتكون داخل الجسم، ومضاد للحساسيه يمنع إفراز "الهيستامين". وأوضح أن البصل يمنع التجلط في شرايين القلب ولذلك فانه يعتبر من الأدوية الوقائية الهامة للمحافظة على سلامة القلب ومنع حدوث الأزمات والذبحة الصدرية. وقد أثبتت الدراسات العلمية أن البصل يخفف السكر لدى مرضى السكري فقد وجد أن البصل يحتوي على مادة "الجلوكوزين" وهي مادة شبيهة بهرمون الانسولين، ولها مفعول مماثل أو قريب من مفعول الانسولين، حيث تساعد على تخفيف نسبة السكر في الدم. وأشار بدران إلى أن البصل يفيد مرضى الربو، ويخفف الإحساس بالتعب، كما أنه غني بفيتامين "سي" المضادة للأكسدة، فيتامين "ب 6" الذي يسبب نقصه التهابات جلدية والتهابات اللسان والإكتئاب والقئ والتشنجات. ويوصي بدران بالتقشير الخفيف للبصل لأن التقشير المغالى فيه يفقده حوالي 20% من مادة "الكيورسيتين" المضادة للأكسدة.