أثارت تصريحات الدكتور نادر نور الدين أستاذ الموارد الزراعية بجامعة القاهرة بشأن وجود طماطم اسرائيلية بالأسواق المصرية ، بلبلة كبيرة للمستهلك المصري بوجه عام وربة المنزل بوجه خاص. وقد أشار د. نور الدين أن الطماطم الإسرائيلية نتيجة تهريب كميات هائلة من بذور طماطم محورة وراثيًا ، تؤثر سلبا على صحة الإنسان وتفتك به ، فالطماطم يتم معاملتها بالهرمونات لإكسابها اللون الأحمر من الخارج فقط وبداخلها مادة "السولانين" الخضراء شديدة السمية من الداخل. وأوضح د.نور الدين أن هناك انتشارًا لمبيد الهرموني وهو "مبيد إسرائيلي" منتشر منذ 3 سنوات وهو يعمل علي مقاومة الآفات وفي نفس الوقت معدل هرمونيًا في غياب من الرقابة علي المنافذ الحدودية والتي نتج عنها تهريب التقاوي الإسرائيلية، وغياب دور وزارة الزراعة في الرقابة علي أسواق بيع مستلزمات الإنتاج من تقاوي ومبيدات إسرائيلية غير مصرح بتداولها داخل مصر. وبالتزامن مع هذه التصريحات التى نشرتها جريدة الأهرام لدكتور نورالدين ، انتشرت بالأسواق المصرية طماطم غير كاملة النضج وتحمل نفس المواصفات الشكلية التي أشار إليها د.نور الدين وحذر من تناولها حيث تحمل اللون الأحمر من الخارج والأبيض والأخضر من الداخل ، لكن مع كل ذلك كيف لربة المنزل أن تضمن الأمان لأسرتها إذا ثبت صحة هذا الأمر ، وخاصة لم يقدم د.نور الدين براهين تؤكد سمية الطماطم. إجراءات مشددة وقال الدكتور أيمن فريد أبو حديد وزير الزراعة بحسب وكالة أنباء الشرق الأوسط أن بذور وتقاوي الطماطم المسرطنة دخلت مصر فى عهد حكومة الدكتور هشام قنديل قبل 5 أشهر على الاقل ولا دخل للحكومة الحالية فيه. وأوضح أن الطماطم الموجودة بالسوق حاليا مزروعة بالمشاتل منذ أشهر لافتا إلى أن اى صنف من الطماطم يتم تسجيله فى وزارة الزراعة يتم مراقبته. ولفت أبو حديد إلى أنه تم اتخاذ إجراءات مشددة لمنع أى تسريب تلك المبيدات والبذور ومستلزمات الإنتاج المغشوشة فى المستقبل حيث ستتم مراقبتها عن طريق جهاز جديد تم إنشاؤه فى وزارة الزراعة منذ شهرين وتم ارسال أسماء إلى وزير العدل لمنحها الضبطية القضائية حتى يتمكنوا من مصادرة الأسمدة والتقاوي والمبيدات المغشوشة. وزارة الزراعة غير مسؤولة ورداً على اتهامات البعض لوزارة الزراعة بأنها المسئولة عن الأمر ، قال د. علي سليمان مستشار وزير الزراعة خلال برنامج مانشيت على قناة " أون تي في " : ربات البيوت أصبن بالهلع من التشكيك من المواد الغذائية بين الحين والآخر ، ولكن مسؤولية الوزارة تنحصر فيما يتم استيراده بأوراق رسمية من منافذ الوزارة المختلفة ، وهم 36 منفذاً لأي منتج زراعي من الخارج ، وأي منتج يتم استيراده يحتوي على شهادة زراعية مكتوب بلد المنتج ، وحتى هذه اللحظة لم يتم استيراد أي طماطم من إسرائيل بالمنافذ الرسمية". ولم ينفِ د.سليمان احتمالات الدكتور نادر نور الدين ، وعلق قائلاً : بأن قد يكون كلامه وتوقعاته صحيحة ، ومن الممكن أن يتم تداول إسرائيلية بالسوق تضر بصحة الإنسان ، لكن لم تحدث هذه المخالفة من جهة الوزارة ، ولو فرضنا صحة هذا الكلام ، فمن الممكن أن يتواجد في السوق المحلي بين أيادي المستهلك بطريقة غير رسمية ، وهذا لا يعد مسؤولية وزارة الزراعة ولكنه يقع على عاتق جهات رسمية أخرى. أما عن شكل الثمرة غير المألوف ، يوضح د. سليمان أن أكثر من 3/4 الطماطم الموجودة في السوق بها جزء كبير أخضر من الداخل ، نتيجة مواد كيميائية غير كاملة النضج أو مواد سامة ، وهذا توقع علمي معقول ولكن السموم لا تؤخذ بالتوقعات ، ولا نستطيع أن نجزم الأمر بالنظر ، ولا يتم الكشف عن صحة ذلك إلا بالتحاليل الكيميائية ، فإذا كانت الطماطم تحتوي على مواد سامة على المتحدث أن يتقدم بشهادة من تحاليل معملية حتى لا يصاب المواطنون بالرعب ، وفي حال الشك في أي ثمرة يمكن تحليلها بمعمل تحليل "المتبقيات والعناصر الثقيلة في الأغذية" التابعة لوزارة الزراعة للتأكد إذا كانت تحتوي الطماطم على مواد سامة او لا. ويطمئن د.سليمان ربات البيوت مؤكداً أن وجود طماطم في السوق بها جزء أخضر لا يعني سميتها ، ويرى أن الحل في عمل تحليل الطماطم المشكوك بأمرها وشهادة تثبت صحة ذلك ، لافتاً الانتباه إلى أن الطماطم المصرية لا تستطيع الوزارة السيطرة عليها ، لأن الفلاح يجمع المحصول نصف سواء ويطرحه في السوق وبالتالي تحتوي الطماطم على اللون الأخضر من الداخل ، مؤكداً في نهاية حديثة على أن وزارة الزراعة المصرية لا تستورد أي منتج غذائي من إسرائيل. تباين شكل الثمرة لكن مع تضارب الأقاويل ، وعدم التأكيد أو النفي الجذري لوجود الطماطم المسرطنة في الأسواق أولا ، هل كل ثمرة تحمل اللون الأبيض والأخضر دليلاً على عدم صلاحيتها للأكل ؟ د. أحمد عبد المنعم أستاذ الخضر بكلية الزراعة يشير إلى أنه لا يوجد علاقة بين شكل الطماطم الموجودة بالسوق والإصابة بالسرطان أو الكبد ، ولكن شكل الطماطم الغير مألوف سواء كان أبيض أو أخضر ظاهرة معروفة من فترة طويلة جدا ، ويطلق عليها "النضج المتلطخ" هذه الحالة تسببها حشرة صغيرة جدا تسمى "الذبابة البيضاء" ، فعندما تتغذي على الطماطم تفرز سموم خاصة للنبات "غير مؤذية للإنسان" وتجعل نضج ثمرة الطماطم متلطخ ولونها غير طبيعي ، وخاصة عند الجزء الذي تم تغذية الحشرة عليه فيظهر بألوان مختلفة يميل إلى الأصفر والأبيض والبرتقالي ، وقد يمتد عنق الثمرة بداخلها من 1 :3سم أحيانا بلون أبيض. وأكد د.عبد المنعم أن الذبابة البيضاء تنتشر بأعداد فلكية في الفترة من سبتمبر إلى نصف ديسمبر ، وتختفي تماماً عندما تبدأ درجة الحرارة في الانخفاض ، وفي خلال هذه الفترة تظهر هذه الأعراض على الطماطم ، وهي غير ضارة بصحة الإنسان إلا إنها تصنف ضمن المحاصيل "الردئية" و"المشوهه" وطعمها سيئ ،مشيراً إلى أن مصر لدينا اكتفاء ذاتي من محصول الطماطم يفيض حتى شهر فبراير القادم. كيف ننتقي الطماطم دولت إسماعيل - مهندسة زراعية لها وجهة نظر أخرى في هذا الأمر ، ولفتت الانتباه إلى أن تغير شكل ولون الطماطم لا يعني الحكم عليها بأنها تلك المسرطنة التي تصيب المصريين بالفزع ، مشيرة إلى أن هناك حيل يقوم بها الفلاحين للتحايل على السوق وجمع الطماطم قبل أوانها وخاصة مع ارتفاع أسعار المحصول ، حيث يقوم الفلاح برش الطماطم بالخميرة ، وبالتالي يحمر لونها في يومين وتظل خضراء من الداخل ، ومن المألوف وجود هذا الشكل من الطماطم في مصر منذ فترة ، وهذا النوع يفسد بسرعة. ولتمييز الطماطم تقدم المهندسة دولت إسماعيل مجموعة نصائح سريعة " للهن " لتفادي الحيرة ، ونضمن سلامة الطماطم قبل الأكل ، من خلال بعض الفروق البسيطة. الطماطم الطبيعية : عند شراء الطماطم احرصي أن يكون شكلها طبيعي وحجمها متوسط ، دائرية الشكل لونها أحمر ، ولكن ابتعدي عن اللون الفاتح المائل إلى البرتقالي أو الأحمر القاني ، ويفضل استبعاد الطماطم "الناشفة". الطماطم المرشوشة خميرة : يمكن تمييز هذا النوع من الطماطم ببساطة ، حيث يكون لون الثمرة أحمر قاني من الخارج ، ويمكن ملاحظة بدرة بيضاء خارج الثمرة من أثر الرش ، وأحيانا تكون رائحة الخميرة واضحة على الثمرة. الطماطم الهرمونية : أي شكل غريب لثمرة طماطم ، اعلمي ان الطماطم تم التعامل معها بالهرمونات ، أبرزها تلك المائلة إلى الطول ولها بروز من الطرف ، هذا الشكل تم التعامل معه أثناء الزراعة بأقراص تسمى " جبرلين " وهي عبارة عن أقراص كبيرة سوداء اللون يخرج منها غاز محمل بهرمون النمو ، وهو ما يجعل الطماطم تتخذ بروزاً من أسفل. الطماطم الملسوعة من الشمس : وهي ثمرة طماطم طبيعية ، ولكنها مصابة من الخارج ببقعة بيضاء بأحد الجوانب بفعل الشمس الحارقة وارتفاع درجة الحرارة. الطماطم الإسرائيلية أو المهجنة وراثياً : وهي ما أثير اللغط حولها ، ويسهل التعرف عليها ، لأنها ببساطة صعبة الأكل كونها صلبة جدا ، حمراء من الخارج ومن الداخل "متليفة" تميل إلى اللون البرتقالي أو الأخضر ، وربة المنزل نفسها ستحكم عليها أنها غير صالحة للأكل.