رغم نفي وزير الزراعة د. أيمن فريد أبوحديد بوجود طماطم إسرائيلية بالأسواق والتي تمثل خطرا كبيراً علي صحة الإنسان وتؤثر علي الكبد وتصيب بالسرطان. د. نادر نورالدين أستاذ بكلية الزراعة وخبير بورصات الغذاء والحبوب العالمية قال: بطبيعة عملي في مجال الزراعة والحبوب الغذائية هناك الكثير من المزارعين علي اتصال دائم بي وقد تلقيت اتصالات منهم سواء مزارعين أو مستهلكين بوجود صنف غريب من الطماطم بالأسواق غير كاملة النضج ولونها أحمر من الخارج وخضراء من الداخل وذلك بمنطقة الدقي وهذا غير طبيعي لأن الطماطم تنضج من الداخل أولا ثم من الخارج. أضاف أنه عند فحص الثمرة وجد بداخلها طبقة بلاستيكية بيضاء وعلمت أن هذه الطبقة لأصناف محورة وراثيا ونحن لا نستورد الطماطم ولكن نستورد البذور والتقاوي فقط وللعلم أكثر من نصف البذور الموجودة في مصر نحصل عليها من إسرائيل والأغرب أن جميع التجار يعلمون ذلك. وللعلم كانت هناك سابقة بوجود طماطم غريبة في الأسواق وقادمة من إسرائيل في مارس 2011 وحدثت ضجة إعلامية ولكن مع وجود المحصول الجديد في الأسواق وانخفاض سعر الطماطم توقف الحديث عن هذه الواقعة. أشار إلي أن هناك احتمالات أن تكون هذه الثمار مزروعة في مصر والبذور مهربة من الأنفاق في عصر النظام السابق وانفتاح الانفاق سداح مداح بلا رقابة أو تكون أصنافاً معتادة في مصر ونتيجة لارتفاع الأسعار ونشاط التصدير في الحقل ووصول سعر الكيلو إلي 4 جنيهات اضطر المزارعون لرشها ب"هرمون النضج" والذي يمثل خطورة علي الأطفال والشباب أو استخدام مبيد إسرائيلي متواجد في الأسواق خاصة في الأراضي الجديدة مثل النوبارية والصالحية و"المبيد الهرموني" الذي يحتوي علي مبيد حشري يقضي علي الذبابة التي تصيب الطماطم ومضاف إليه هرمون النضج ويجعلها صلبة وكبيرة الحجم وللأسف هناك إقبال من المزارعين علي هذا المبيد حتي أنه يباع بالسنتيمتر ويؤخذ بالحقن ويخلط بالمياه. الغريب أن هذا المبيد غير مسجل في مصر بأي صورة كمبيد أو هرمون ولا يستخدم أثناء أشهر الصيف. أضاف أن هذه الثمار بها مادة "التوماتين" شبيهة "السولانين" التي تسبب الإحساس بالإعياء ولها آثار تراكمية علي الكبد.. هذه المادة لا يتم قتلها بالغليان واللون الأخضر الموجود بداخلها يتحول بعد أسبوع إلي الأحمر المعتاد لذلك لا تعلم ربة المنزل أن هذه الطماطم التي تم التحذير فيها وتحول اللون يؤدي إلي زيادة تركيز الهرمون في هذه المرحلة. أشار إلي أن وزارة الزراعة ظنت أن هذه الهرمونات إشاعة لإسقاط الوزير ولكنها حملة للحفاظ علي صحة المواطنين. د. سعيد سعد سليمان أستاذ الوراثة والهندسة الوراثية بكلية الزراعة جامعة الزقازيق قال: يجب علي الجهات المختصة أن تتأكد من كيفية وجود هذا المحصول في الأسواق المصرية لأنه يكون التقاوي الخاصة بثمرة الطماطم هي التي دخلت للأسواق وتتم زراعتها وتم إجراء بعض المعاملات عليها جعلتها ضارة وبهذا الشكل جعلها الفلاح تنضج بسرعة من الخارج أي تكتسب اللون الأحمر من الخارج حتي يمكن بيعها في الأسواق خاصة بعد وصول سعر الكيلو إلي 5 أو 6 جنيهات ويحصل علي مكسب سريع. وقال: من الناحية العلمية هناك كثير من دول العالم تقوم بعمل هجين للمحاصيل حتي تتحمل درجات الحرارة المرتفعة والرطوبة والتخزين وتستطيع هذه الدول تصديرها للخارج عن طريق مادة الإيسيلين وهذا ليس ساما ولكن استخدام المبيدات بكثرة وبطريقة غير رشيدة أو بدون علم قد يسبب الأمراض السرطانية. الدكتور الغريب شبل البنا مدير معهد بحوث البساتين الأسبق وأستاذ متفرغ بالمعهد حاليا قال: هناك فرق كبير من الناحية العلمية بين الطماطم المهجنة والمحورة وراثيا فالمهجنة لا يوجد بها مشاكل لكن المحورة وراثيا بها العديد من المشاكل.. مشيرا إلي أن العديد من تقاوي الطماطم يتم الحصول عليها من إسرائيل ولكن يتم وضعها تحت الفحص والمراقبة من لجنة التقاوي ومن يسجل جودة عالية يتم استخدامه فورا. أضاف: ثمار الطماطم التي ظهرت حاليا في الأسواق قد تكون دخلت للبلاد مهربة كثمار كاملة أي ليست تقاوي وبسعر أقل وبالطبع مظهرها الخارجي لا يوجد به أي خطر. ولكن من يستخدمها يجد أنها غير مكتملة النمو من الداخل لذلك يجب أن يتم تحليل هذه الثمار بالمعامل.. وطالب بضرورة مراقبة أسواق الجملة بالعبور وغيرها لأنها التي تضخ هذه الكميات لتجار التجزئة ويتم سحبها من الأسواق وتكون هناك مراقبة جادة علي كافة الحدود. د. محمد محمود محيي أستاذ متفرغ بمعهد بحوث البساتين قال: لابد من وضع هذه الثمار تحت الاختبار وتحليلها في معهد السموم وبناء علي النتيجة يتم التعامل معها وإذا ثبت خطورتها يتم جمعها من الأسواق ومراقبة جميع المنافذ والمعابر خاصة في سيناء لأن الأوضاع الأمنية غير مستقرة ومن السهل أن تكون هناك عمليات تهريب. أضاف أنه من المعروف عمليا أن أي ثمرة غير مكتملة النضج تسبب الأمراض السرطانية بغض النظر عما إذا كانت مهربة أم لا ولابد من التأكد من تمام النضج لكن وجود هذه الثمار بهذا الشكل في أغلب الأحيان قد تكون مهربة وأقرب التقديرات أنها من إسرائيل عبر الأنفاق أو غيرها لأن من المتبع الحصول علي التقاوي فقط من إسرائيل وللعلم جميع تقاوي الخضر والفاكهة يتم استيرادها بنسبة 90% من الخارج. أضاف أنه لا نستطيع أن نقول إن هذه الثمار مهندسة وراثيا لأن أغلب الثمار المهندسة وراثيا موجودة في أوروبا فكيف يتم تهريبها عبر الحدود القريبة من مصر.