أمر زعيم تنظيم القاعدة أيمن الظواهري في تسجيل صوتي، بُث الجمعة بإلغاء "الدولة الإسلامية في العراق والشام"، وتعرف اختصارا باسم "داعش"، والتي نشأت بفعل دمج "دولة العراق الإسلامية" و"جبهة النصرة" وتقاتل داخل سوريا، مؤكدا أن "النصرة" وحدها هي الفرع السوري للتنظيم الإسلامي المتطرف. وقال الظواهري في تسجيل صوتي بثته قناة "الجزيرة" القطرية: "تُلغى دولة العراق والشام الإسلامية، ويستمر العمل باسم دولة العراق الإسلامية"، مؤكداً أن "جبهة النصرة لأهل الشام فرع مستقل لجماعة قاعدة الجهاد يتبع القيادة العامة". وأوضح أن "الولاية المكانية لدولة العراق هي العراق، والولاية لجبهة النصرة لأهل الشام هي سوريا". وكان أبو بكر البغدادي، زعيم الفرع العراقي للقاعدة، أعلن في التاسع من أبريل توحيد "دولة العراق" وجبهة النصرة التي تقاتل نظام الرئيس السوري بشار الأسد. إلا أن المسئول العام للجبهة، أبو محمد الجولاني، سارع في اليوم التالي إلى التنصل من الإعلان، معلناً مبايعة الظواهري، في خطوة كانت الأولى من نوعها في الربط بين تنظيم القاعدة والجبهة. وتسبب إعلان البغدادي في إحداث بلبلة بين المقاتلين المتطرفين، وأحدث انقسامات بين المنضوين تحت لواء جبهة النصرة التي كان نفوذها في تصاعد مستمر. ويتهم الناشطون المعارضون "داعش" باعتقال العديد منهم، إضافة إلى محاولة إسكات الناشطين الإعلاميين وخطف الصحافيين الأجانب. ويقول محللون إن "الدولة الإسلامية" تعمل على طرد أي خصم محتمل من مناطق وجودها. وشهدت الأسابيع الماضية معارك ضارية بين مقاتلي "الدولة الإسلامية" ومسلحين أكراد طردوا المقاتلين الإسلاميين من مناطق واسعة في شمال شرق سوريا. وبحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان، يتعاون مقاتلو "الدولة الإسلامية" وجبهة النصرة في العديد من المعارك، إلا أن اشتباكات عدة وقعت بينهم، أبرزها في سبتمبر بمنطقة الشدادي في محافظة الحسكة.