انقسمت اهتمامات الصحف اللبنانية الصادرة صباح اليوم الخميس، إذ أن الصحف القريبة لقوى 14 آذار أبرزت تهديدات حزب الله لخصومه السياسيين واتهامه لهم بطعن المقاومة عبر تهريب السلاح للمسلحين في سوريا ، بينما ركزت الصحف الحليفة ل 8 آذار على توسيع إسرائيل نطاق تجسسها على لبنان علنا. وقالت صحيفة "السفير": "إنه بينما ينشغل اللبنانيون بخلافاتهم الداخلية تعبث إسرائيل بأمن البلد، حيث أصبحت تجهيزات التجسس الإسرائيلية منتشرة على طول الخط الحدودي وهي تتضمّن أعمدة استقبال، وأجهزة تحليل معلومات، إضافة الى «روبوتات» أدخلت حديثاً إلى الخدمة كبديل عن وجود الجنود على الأرض". وقال وزير الاتصالات اللبنانية نقولا صحناوي للصحيفة: "إن الأبراج التي بناها الاسرائيليون على مقربة من الحدود مع لبنان تتيح لهم رصد كل ما يمكن ان يمر في الهواء، من موجات وذبذبات وصولاً الى خرق كابلات الهاتف، إذا كانت فوق الارض ومعرفة ما يسري عبرها"، معتبرا أن الأبراج القائمة تشكل خرقاً فاضحاً للسيادة اللبنانية وهي غير مقبولة بتاتاً وفق القوانين الدولية. وكشف عن إن الإسرائيليين حطموا إحدى الآلات التي كانت تستدخمها اللجنة التي تم تشكيلها لتقصي هذا الموضوع وتضم ممثلين عن الجيش ووزارة الاتصالات والهيئة الناظمة. واعتبر أن العدالة كانت تقتضي ان تنتشر قوات الاممالمتحدة في لبنان «اليونيفيل» على جانبي الحدود لضمان تنفيذ القرار 1701 بطريقة نزيهة ومتوازنة، وليس الانتشار فقط على الجانب اللبناني من الحدود. وقال رئيس لجنة الاتصالات النيابية النائب حسن فضل الله ل«السفير» انه دعا الى اجتماع طارئ للجنة يوم الاثنين المقبل، بحضور وزير الاتصالات وفريق العمل المختص، ووزارة الخارجية، للبحث في الخرق الإسرائيلي التقني للسيادة الوطنية. من جانبها ، نقلت صحيفة "الأخبار" اللبنانية عن مصادر لجنة الاتصالات قولها إن إسرائيل تحصل على كامل معطيات الاتصالات في لبنان. على الجانب الآخر، كانت تهديدات محمد رعد رئيس كتلة الوفاء للمقاومة التابعة لحزب الله لقوى 14 آذار هي محور اهتمام العديد من الصحف اللبنانية. واعتبرت صحيفة "المستقبل" أن هناك نوبة هستيرية تضرب "حزب الله" ، حسب تعبيرها ، معتبرة أن رعد يفتري على قرية عرسال السنية الواقعة بالبقاع، ويهدّد بقطع الأيادي ويهاجم السعودية وتيار "المستقبل". وركزت الصحيفة على قول رعد إن "من يريد أن يجعل من لبنان جائزة ترضية لأحد في العالم، سنقطع يده قبل ان يصل الى هذا الأمر". ورأت الصحيفة أن التصريحات تظهر أن الحزب يعاني من التوتر نتيجة انخراطه المتمادي في الدفاع عن نظام بشار الكيماوي والانضمام إلى حملة الإبادة التي يشنّها ضد شعبه. وأبرزت الصحيفة رد اللواء أشرف ريفي المدير السابق لقوى الأمن العام الذي اتهمه رعد بأنه زعيم ميليشيا، إذ قال ريفي ل "المستقبل" " لقد فات رئيس كتلة الوفاء أن العمل الميليشياوي الأبرز الذي مارسناه أثناء تسلمنا المسؤولية، كان تفكيك البنية التجسسية الاسرائيلية في لبنان، ومن هؤلاء متورطون بالعمالة داخل حزبه". وأضاف ريفي متهكما "بما أنكم بعيدون كليا عن الممارسات الميليشياوية، يكفيكم فخرا ما فعلتموه في بيروت والجبل في السابع من مايو (في إشارة إلى اقتحام بيروت من قبل مسلحي حزب الله وأمل في 7 مايو 2008 بعد أن حاولت الحكومة التي يقودها تيار المستقبل في ذلك الوقت تفكيك شبكة الاتصالات الخاصة بحزب الله). وتابع قائلا: ستسجل لكم دائماً الممارسات الأخوية الراقية، التي قدمتموها للشعب السوري الذي احتضنكم، إذ ناصرتم نظام الاستبداد وشاركتموه في تدمير المدن والقرى، وأجهزتم على الجرحى الأحياء، فهنيئاً للبنان ببطولاتكم". من جهته، استهجن رئيس بلدية عرسال علي الحجيري ما ورد على لسان رعد عن وجود مخيمات تدريب تكفيريين في عرسال، وقال "كيف يجرؤون على اتهامنا والجيش اللبناني موجود ولا نستطيع أن نمر وبحوزتنا خرطوشة واحدة دون أن نتعرض لكافة أنواع المساءلات والتدقيق، في حين ينسون أنهم يمرّون بمدافع من دون أن يعترضهم أحد".