ينتظر الشعب المصري غدا مشاهدة الرئيس المعزول محمد مرسى في قفص الاتهام بعد اختفاء عن الساحة السياسية استمر على مدى 4 أشهر بموجب إرادة شعبية باركها الجيش وعزلته من منصبه، حيث بدأ العد التنازلي لمثوله أمام المحكمة داخل القفص ليحاسب على ما اقترفه وجماعته فى حق مصر وشعبها ، وعندما تسقط الشرعية والحصانة فلا احد فوق القانون الكل سواء ، مهما فعلت جماعته من عنف فى الشارع وفوضى فى الجامعات ومحاولات لترويع الآمنين وضرب الاستقرار الداخلي لإنقاذه فلن يجدى ذلك. استنفار شعبي وأمنى بدأ قبل يومين ويصل ذروته خلال ساعات عندما يمثل الرئيس المعزول محمد مرسى فى القفص ، ليواجه بالتهم المنسوبة اليه ، ويستمع لقرار الاتهام وامر الاحالة ، مرسى بالأمس عمل بلا حساب، واليوم حساب على العمل، اسقط الشعب عنه الحصانة التى منحها لنفسه ضد المحاسبة بقرار جمهورى لم يحميه ، فمنصب الرئيس لم يعد حجة للحصانة ولاسببا للهروب من المحاسبة ، وهذا يظهر جليا فى محاكمة رئيسين لمصر خلال عامين . محاكمة مرسى غدا هى محاكمة لمؤامرة على مصر كان هدفها الشعب المصرى الذى قسم الى فريقين ،تمهيدا للقفز الى المنطقة العربية بأسرها ، ونجاح الجلسة الاولى لهذه المحاكمة هو تأكيد للارادة الشعبية المصرية ، ونجاح الشعب المصرى فى معركته مع التاريخ ضد حقبة الاخوان المسلمين . تستحق جلسة محاكمة مرسى ان تنافس محاكمة الرئيس المخلوع مبارك فى شعبيتها وفى لقب "محاكمة القرن" ، وهى اختبار لاجهزة الدولة فى تأمين الشارع المصرى ، ومناهضة العنف ، وفى سحب الشرعية من رئيس منتخب وضع الشعب ثقته فيه فتآمر عليه وخرج على القانون وخان وطنه . أوراق القضية المتهم فيها مرسى و14 آخرين تصل الى مايقرب من 4 الاف ورقة ونجاح اختبار الجلسة الاولى تنقل مصر نقلة نوعية فى مواجهة الارهاب ، سيدخل مرسى القفص مهما فعلت جماعته من عنف وارهاب عنقودى هدفه ضرب الاستقرار الداخلى ولن يتمكن هذه المرة من استخدام هاتف الثريا المتصل مباشرة بالقمر الصناعى والذى اخرجه من معتقله بسجن وادى النطرون إبان ثورة 25 يناير 2011. غدا ينتظر المصريون من جميع الاطياف ، فيما عدا اهله وعشيرته ، سقوط ماحصن به نفسه مرسى ، فلم يحميه تحصين نفسه ضد المحاسبة بقرار جمهورى ، سقوط حاجز الصمت الذى كان من اهم ثمار ثورة 25 يناير ، ادى الى خروج الملايين فى الميادين فى 30 يونيو مطالبة بعزل مرسى . قضية مرسى جنائية وحضوره وجوبى وخصمه الشعب المصرى الذى فرط مرسى فى حقه ، وهى قضية تعيد للاذهان ذكرى يوم 3 اغسطس 2011 حيث مثل مبارك في جلسة محاكمته الأولى أمام محكمة مدنية، في سابقة هي الأولى من نوعها في العالم العربي أن يمثل رئيس سابق أمام محكمة غير استثنائية، وقد مثل معه في القفص أيضا نجلاه علاء وجمال ووزير الداخلية الأسبق حبيب العادلي وستة من مساعدي الوزير ، ولهذا لقبت إعلاميا بمحاكة القرن. اما دوافع محاكمة الرئيس مرسى فهى اشد حيث ان جرائمه طالت وطنيته ، وانتمائه لبلد اؤتمن عليه ، وفساد ، ومحاباه لكل من هو فصيله بصرف النظر عن كفاءته ، ومحاولاته لهدم الدولة ، سواء استحقت محاكمة مبارك أو محاكمة مرسى لقب محاكمة القرن ، إلا ان الشعب المصرى هو بطل جميع القرون منذ الفراعنة.