قالت صحيفة "دايلي بيست" الأمريكية، إن غضب القادة العسكريين في مصر من التعليق الجزئي للمعونة السنوية الأمريكية وانتقاد واشنطن المزعوم لانتهاكات حقوق الإنسان في القاهرة أدى إلى قيامهم بتقويم سياستهم الخارجية من خلال التأكيد على العلاقات مع المملكة العربية السعودية وبعض دول الخليج التي بادرت بإغداق المساعدات المالية للقاهرة. وأضافت الصحيفة، في سياق تقريرها أمس السبت، أن الإدارة الأمريكية لا تريد أن تبين أنها راضخة أمام الإطاحة بمرسي أو أنها توافق على حملة القمع التي مارسها الجيش المصري على الإخوان، حسب قولها، مشيرة إلى أن المسئولين الأمريكيين لا يريدون تفاقم العلاقات مع مصر لأن تدهورها قد يؤثر على الجهود الأمريكية لإحياء محادثات السلام الإسرائيلية الفلسطينية ويقوض نفوذ الولاياتالمتحدة في أماكن أخرى في المنطقة. ونوهت الصحيفة إلى أن من أولويات وزير الخارجية الأمريكي جون كيري خلال زيارته للقاهرة والمقررة يوم الأحد المقبل, هو التحدث مع القادة العسكريين في مصر عن التهديد الذي يشكله التمرد الجهادي المتنامي الذي ينتشر في شبه جزيرة سيناء . ووفقا لمسئول أمريكي رفض الكشف عن اسمه, فإن أحد الموضوعات التي سيناقشها كيري خلال زيارته هي تعاون مصر مع بلاده لمكافحة إرهاب الجماعات الجهادية المتصلة بتنظيم القاعدة مثل كتائب الفرقان وأنصار بيت المقدس. وأوضحت الصحيفة أن الجماعات الجهادية العاملة في سيناء يتظاهرون بالتطور المتزايد في عملياتهم من التصميم الفني للقنابل إلى استخدام شبكة الإنترنت للتجنيد والتواصل باستخدام البرامج المعقدة لإخفاء الهويات ومواقع تحميل أشرطة الفيديو أو المواقع عند دخول المنتديات. وكشفت الصحيفة أنه من بين الجماعات النشطة في مصر كانت جماعة محمد جمال الكاشف الذي اعتقل من قبل قوات الأمن المصرية قبل عام، والذي يتصدر اهتمامات أمريكا نظرا لربط أعضاء الشبكة بالهجوم على القنصلية الأمريكية في بنغازي في العام الماضي. وذكرت «الديلي بيست» أن الكاشف قد أخبر المحققين أنهم يعتبرون سيناء آفاق جديدة من الصراع مع الصهاينة والأمريكان كما أنه في أكتوبر الماضي حددت واشنطن شبكة جمال ومؤسسيها كإرهابيين عالميين متخصصين. وقالت وزارة الخارجية الأمريكية إن جمال أقام معسكرات تدريب للإرهابيين في كل من مصر وليبيا وتلقى تمويلا من تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية لتهريب الجهاديين الأجانب إلى معسكرات التدريب كما أقرت الأممالمتحدة مؤخرا الشبكة كجماعة إرهابية. ويرى المحللون أن استخدام كيري لكارت مكافحة الإرهاب لتحسين العلاقات المتوترة بين الولاياتالمتحدة ومصر لا يزال محل شك لأن القادة العسكريين المصريين ليسوا بحاجة لدعم واشنطن. ورأت الصحيفة أن مهمة كيري ستواجه صعوبة تجاه إدارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما, الذي يصر على الحفاظ على ربط المعونة بالإصلاح الديمقراطي واحترام معايير حقوق الإنسان.