الدكتور شاكر عبدالحميد هو الأمين الجديد للمجلس الأعلى للثقافة، وله باع كبير في العمل الثقافي والأكاديمي فهو مدرس للإبداع وناقد شهير، وهو يميل لتحويل المجلس لحديقة للمثقفين، تضم كل أطيافهم وألوانهم، وليس حظيرة كما حاول النظام القديم .. السطور التالية تقترب من الكاتب والمسئول .. محيط : لماذا سافرت للبحرين فترة طويلة من حياتك ؟
- كنت أبحث عن مناخ أكثر صحية من مصر لتحقيق طموحاتي، وتحقيق ذاتي عبر القراءة والكتابة ، وقد نشرت ثلاثة كتب في هذه الفترة هي "الفنون البصرية وعبقرية الإدارك"، "الفن والغرابة"، "الخيال من الكهف إلى الواقع الافتراضي"، بالإضافة إلى كتاب تحت الطبع بعنوان "الأدب والغرابة".
كما ترجمت كتابا بعنوان "قبعة فيرمير وبدايات العولمة". وكتاب آخر عن علم نفس النمو. فأنا لم اذهب إلى البحرين لمجرد الهروب بل لإنجاز جزء من مشروعي، وحينما آن الوقت عدت إلى مصر.
محيط : كيف ترى مشهد مصر بعد ثورة يناير ؟
- المشهد المصري بشكل عام أرى به غرابة، وهذا ما كتبت عنه قبل الثورة حيث أصدرت كتاب "الفن والغرابة"؛ فهناك أشخاص وجماعات عديدة يريدون جذبنا للوراء بدلا من الانطلاق نحو المستقبل ، ولابد أيضا من الاهتمام بالشباب وإعداد كوادر جديدة، وخاصة أننا لم نقدم كثيرا للحضارة العربية أو الإنسانية منذ عشرة قرون أو أكثر وأصبحنا أشبه بماكينات للكلام والقمع .
محيط : ما سبب ندرة القيادات الماهرة في حقل الثقافة بمصر ؟
- لدينا ندرة قيادات في كل الوزارات وليس الثقافة فحسب، وذلك لأن كل مسئول لا يربي الكوادر الجديدة للقيادة ويشجعها على الصعود . ولكن بخصوص تجربتي الشخصية فأنا ضد هذا المبدأ ، وأسعى وغيري من القيادات لتشجيع الكوادر المميزة للصعود .
محيط : ما أولوياتك في الفترة المقبلة بالمجلس ؟ - نحن بصدد الإعداد لمؤتمر دولي عن "الثورة والثقافة" في يناير المقبل ، ويصاحبه معرض كتاب خاص بالثورات ومعرض تشكيلي لإبداعات الثورة وعروض سينمائية ومسرحية وموسيقية . كما أسعى لتشكيل لجنة لثقافة سيناء بالمجلس . وهناك مشروع للنشر وإصدار كراسات ثقافية مبسطة حول المفاهيم الإجتماعية والسياسية الهامة في مرحلة بناء مصر ، مثل الليبرالية والعلمانية والدولة المدنية وغيرها .
محيط : هل لك انتقادات على أداء المجلس قبل توليك مسئوليته ؟
- معظمها متعلق بطبيعة النشاط الثقافي، فأحيانا نرى مثلا مؤتمرات ليست مهمة ، كما أسعى لترشيح لجان جديدة للمجلس كان يفتقر إليها من قبل .
محيط : هل أنت مع لجنة للشباب بالمجلس ؟
- لا أراها فكرة صائبة ، من جهة لأن الشباب مرتبط بالقدرة وليس العمر ، كما أنني لا أميل لحصر الشباب في لجنة وإنما دمجهم في كل اللجان بشكل أساسي فاعل . محيط : هل تفضل انفصال المجلس عن وزارة الثقافة ؟ - بالطبع ، لأن استقلال المجلس يجعله يؤدي دوره بشكل فعال دون معوقات .
محيط : وما رأيك بفكرة هيئة لتنظيم النشر بين قطاعات الثقافة ؟
- ليس لدي مانع ، والمجلس بطبيعته ينشر أعمال المنح الإبداعية والأعمال الأولى والفائزة بالجوائز. لكنني أرى أن تختص إصدارات هيئة قصور الثقافة بالنشر لمبدعي المحافظات، وبطبيعة الحال ينشر المركز القومي للترجمة الأعمال المترجمة فقط. وهيئة الكتاب تقوم بالنشر العام أو الثقيل.
محيط : هل تميل لعملك الأكاديمي أم الثقافي العام ؟
الجانبان يكمل كل منهما الآخر ، فتخصصي في علم نفس الإبداع، والعمل العام يتطلب التعامل بشكل إنساني مع الناس؛ لأنك في النهاية تعمل على خدمة أفراد يعملون ضمن مؤسسة ونظام ولوائح وقوانين. ولكنهم أيضا افراد لهم سماتهم الشخصية ودوافعهم وأفكارهم وطموحاتهم وتطلعاتهم التي ينبغي أن توضع في الحسبان.