قال المدون المصري محمد دهشان، إنه مهما كان غرض الإدارة الأمريكية من القطع الجزئي للمعونة عن مصر فإنها ستفشل، مشيرا إلى أن تبريرها للقطع بأنه يدفع مصر نحو تقدم جاد للديمقراطية غير جاد وغير مقنع. وأضاف دهشان في مقال له بمجلة "فورين بوليسي" الأمريكية أن الولاياتالمتحدة لا تريد من كل ذلك سوى أن تبين أنها تفرض عقوبات على الحكومة المصرية التي يقودها الجيش وأن ما تفعله أمريكا لا يمثل رسالة مقنعة على الإطلاق، مستدلا على ذلك بأن المتحدث باسم الوزارة الخارجية كان يبحث عن أنسب الطرق ليقول أن الحكومة الأمريكية غاضبة مما يحدث في مصر في حين أن جون كيري وزير الخارجية أدلى بتعليقات مطمئنة إلى القاهرة، وأن الولاياتالمتحدة تلتزم بنجاح الحكومة المصرية وتعليق المساعدات لم يعنِ سحب العلاقة بين البلدين. وأكد دهشان أن قرار الولاياتالمتحدة ليس مقنعا لأن قطع المساعدات يلعب بشكل جيد في حملة العلاقات العامة للحكومة المصرية لأنه يسمح لحكام مصر التمرد ضد إرادة الإمبراطورية الأمريكية، مشيرا إلى أن وزير الدفاع المصري عبد الفتاح السيسي كان يريد توجيه رسالة للولايات المتحدة عندما قام بزيارة وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي كاثرين اشتون, وهي أن التهديدات الخاصة بالمساعدات لا تجدي بشئ لأن مصر لديها صداقات مع دول الجوار وقادرة على التغلب على أزمتها المالية بالإضافة إلى وصف نجيب ساويراس خطوة الولاياتالمتحدة بالمتغطرسة وتحذيره من عدم الاستهانة بكرامة المصريين. ونوه دهشان إلى أن قطع المعونة لا يمثل تهديدا للحياة أو إثارة لقلق قادة مصر خاصة وبعد أن غمر "البترودولار" البلاد حديثا وهو الأمر الذي ساعد الحكومة المصرية وجعلها في غنى عن قرض صندوق النقد الدولي. ورأى الكاتب أن سيكولوجية حكام مصر منذ عام 2011 تميل للتضحية بالمكاسب طويلة الأجل للحصول على الأخرى قصيرة الأجل التي يريدها الشعب حيث سد المجلس العسكري قرض صندوق النقد الدولي الذي لا يحظى بشعبية في عام 2011، ضد توصية من الخبراء في وزارة المالية وبدوره سيقوم المجلس العسكري الحالي بفعل ذلك ثانية لبناء صورة متمردة تحظى شعبية. واختتم الكاتب في نهاية مقاله أنه إذا كانت الولاياتالمتحدة بمثابة اتخاذ خطوة حقيقية من المعونة فإنها كانت ستلعب مع المجتمع المدني وليس الجيش.