كشف مصدر قضائي، اليوم الثلاثاء، أن التسجيلات التليفونية التي تم رصدها للمتهم عادل حبارة قائد التنظيم الإرهابي منفذ مجزرة قتل 25 مجندا برفح، كانت بإذن مسبق من النيابة العامة، لكن قوات الأمن لم تدرك دوره في جريمة رفح الثانية وأنه المخطط لها إلا بعد تلقيه مكالمات تهنئة بقتل المجندين، فأمرت النيابة بضبطه وتولت التحقيق معه. واجهت نيابة أمن الدولة العليا برئاسة المستشار تامر الفرجاني المتهم، بمقطع صوتي من المكالمات المسجلة له، وأقر بأنه صاحب تلك المكالمات، وبسؤاله عن مضمون أقواله، قال إنه لا يذكر تفاصيل المكالمات لكنه لا ينكر أنها بصوته. وعلم "محيط" بمضمون ما جاء في تلك التسجيلات، وتمثل في حوار بعبارات مشفرة يفهما أفراد التنظيم، باصطناع موضوعات غير ذات أهمية للتحدث فيها، على أن تتضمن التجهيز للعملية وتحركات المتهمين وأماكن لقائهم و"الموعد الأخير" الخاص بتنفيذ العملية. وكشفت التحقيقات عن عجز وقصور أمنى بالغ في التعامل مع الجماعات والعناصر الإرهابية، حيث لم يتم إدراك دور حبارة وجريمته البشعة، على الرغم من مراقبة مكالماته واستعراض كافة تفاصيل الجريمة البشعة بها، ولم يتنبه رجال البحث والتحري إلى انطباق الأماكن ومواعيد اللقاءات والأمر بالتنفيذ في المكالمات على أحداث مجزرة رفح الثانية، إلا بعد تنفيذ عملية إعدام المجندين رميا بالرصاص واتصال أحد المنفذين بقائد التنظيم الإرهابي "حبارة" وتهنئته بقتل المجندين. والأدلة على العجز الأمني في التعامل مع جماعة حبارة الإرهابية، أنه لم يتم رصد المتهم بناء على معلومات أمنية، ولكن بناء على عدة بلاغات رسمية من مواطنين بشأن نشاط حبارة وغيره في الأعمال الإرهابية والتكفيرية، ولهذا السبب أصدرت النيابة إذن بمراقبته وتتبعه، ولم تنتبه قوات الأمن لمضمون التسجيلات إلا بعد وقوع المجزرة. ويضم تشكيل حبارة الإرهابي 13 متهما مقبوض عليهم، تولت النيابة التحقيق معهم، ومن المقرر إحالتهم قريبا إلى محكمة أمن الدولة العليا بتهمة الإرهاب وقتل المجندين العزل، خلال أيام قليلة، بعد إتمام النيابة التحقيقات واستيفاء أوراق القضية.