من الغريب واللافت للانتباه أن تتكرر هزة أرضية في نفس اليوم ونفس الساعة والدقيقة ولكن اخف وطأة، حيث نقلت وكالة رويترز للأنباء إن زلزلا بقوة 6.7 ريختر ضرب منطقة البحر المتوسط، على بعد 80 كيلو غرب خانيا في جزيرة كريت اليونانية، وشعر سكان مدينة القاهرة بهزة أرضية حدثت في الساعة الثالثة و17 دقيقة. في مثل هذا اليوم 12 أكتوبر 1992 ومن عشرون عاما، في تمام الساعة الثالثة و 9 دقائق عصراً تقريباً أصيبت القاهرة بهزة أرضية "زلزال" بقوة 5.9 درجة على مقياس ريختر وكان مركزه جنوب غربي القاهرة بالقرب من الفيوم والجيزة، واستمرت هذه الهزة لمدة دقيقتين وثلاثة وعشرين ثانية تقريباً. أصابت هذه الهزة معظم بيوت شمال مصر- وخاصة القديمة منها- بتصدعات ونتج عنها وفاة أكثر من خمسمائة نسمة وإصابة قرابة ستة آلاف وخمسمائة شخص وشهدت مصر عدة توابع لهذا الزلزال استمرت على مدار أربعة أيام، والذي يعتبر أسوء زلزال شهدته مصر. وتسببت هذه الكارثة في فضح الحكومة المصرية التي لم تكن مؤهلة للتعامل مع الأزمات، حيث تعرضت العديد من المنازل للانهيار والتي بلغ عددها 398، وأصبح 8000 منزل غير صالحة للسكن بكل من القاهرة والجيزة والقليوبية والفيوم، والتي كانت تعتبر أكثر المناطق تضررا، بالإضافة إلى تضرر عدد من المدارس والأبنية التعليمية، وتم نقل أغلبية المتضررين من الزلزال في مساكن الإيواء بالمقطم. وعلى إثر هذه الهزة قدمت الدول العربية المساعدات لمصر للخروج من هذه الأزمة، وهو ما تم فيه اتهام الرئيس السابق حسني مبارك عقب ثورة 25 يناير، بالاستيلاء على أكثر من مليار و420 مليون جنيه التي تلقتها مصر من بعض دول الخليج العربي في أعقاب هذا الزلزال المدمر.