تناولت صحيفة «لو فيجارو» الفرنسية، قرار تعليق جزء من المساعدات العسكرية المقدمة لمصر من قبل الولاياتالمتحدة، مشيرة إلى أنه ليس فقط عقوبة لتشجيع النظام المصري للعودة إلى مسار الديمقراطية وإنما هو أيضا حركة تراجع استراتيجي من جانب واشنطن من خلال الابتعاد عن الشرق الأوسط والتركيز أكثر على منطقة المحيط الهادئ بسبب النهضة الاقتصادية في آسيا. وقال الكتب الصحفي بيير روسلان خلال مقاله ب«لو فيجارو» اليوم الجمعة، إن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الذي استغل مؤخرا تراجع الدور الأمريكي ليثبت موقعه مجددا في الملف السوري جنبا إلى جنب مع حليفه بشار الأسد، يحلم الآن أن تعود مصر مرة أخرى إلى موسكو، كما كان الوضع خلال الحرب الباردة وحتى وفاة الزعيم الراحل جمال عبد الناصر في عام 1970، قبل سياسة التوجه للغرب التي اتخذها الرئيس الراحل أنور السادات . وأضاف روسلان إنه بصرف النظر عن الموقف الذي تتبعه مصر لوضع نهاية لحكم الإخوان المسلمين، ينبغي على الولاياتالمتحدة أن تدعم النظام المصري إذا كانت واشنطن تريد الدفاع عن أولوياتها الأساسية في المنطقة، والحفاظ على اتفاق السلام بين مصر وإسرائيل. وتابع روسلان، خلال مقاله، بصرف النظر عن روسيا، التي تتمنى أن تطلب منها مصر ذلك لتسهيل عودتها إلى البحر المتوسط، فمصر لا ينقصها الشركاء لتعويض الانسحاب الأمريكي في إشارة إلى تعليق المساعدات ، فالمملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة والكويت وعدوا بتقديم 12 مليار دولار مساعدات لتعويض المساعدات التي كانت قطر قد تعهدت بها لدعم جماعة الإخوان المسلمين. واختتم روسلان : إن موضوع وقف الإمدادات الأمريكية من الأسلحة الثقيلة لمصر يشبه إلى حد كبير قرار تركيا باللجوء إلى الصين لتوفير نظام للدفاع الجوي، ما يدل على أن الغرب يفقد نفوذه في هذه المنطقة الاستراتيجية من العالم.