وجه الدكتور حازم الببلاوي رئيس مجلس الوزراء التهنئة إلى الشعب المصري بمناسبة ذكرى انتصارات حرب أكتوبر عام 1973 التي تعد من أغلى ذكريات مصر الحديثة يوم استردت كرامتها مع عبور الجيش المصري لقناة السويس إلى أرض سيناء الحبيبة. وقال الببلاوي في رسالة تهنئة للشعب المصري اليوم"السبت" إن هذا الانتصار لم يكن سهلاً أو ميسراً، بقدر ما كان محنه واختباراً ، دفعنا أثمانها في الجهد والإعداد مع العرق والدموع، كما روته دماء شهداؤنا الأبرار مع عزم وتصميم من الجنود والقادة. ويشاء العلى القدير أن يستشهد في ذكرى مثل ذلك اليوم رئيس البلاد وقائدها بأيد غادرة رحم الله شهدائنا وأسكنهم فسيح جناته. وأضاف الببلاوي ونحن نحتفل اليوم بالذكرى الأربعين لهذه الملحمة الرائعة، فإننا نستلهم روح أكتوبر المجيد لكي نعيد للبلاد أمنها واستقرارها ونمائها في معركة قد لا تقل ضراوة أو قسوة. وقال لقد خرجت جماهير مصر الثائرة في 25 يناير 2011، ثم في 30 يونيو 2013 إيذانا بعودة الروح لشعبنا العظيم، واستكمالاً لمسيرته في بناء الحضارة، واستعادة لدوره المفقود، وهذا كله هو، في نهاية الأمر، استعادة لروح أكتوبر المجيدة، مشيرا إلى إننا ونحن نحتفل اليوم بيوم انتصار الجيش، فإن الشعب المصري يؤكد لحمته مع جنوده الأبرار، لإعادة بناء دولتنا المدنية الديمقراطية، والمشاركة مع أشقائها في العروبة لاستعادة دورنا الخلاق في عالم جديد يؤمن بالحرية والعدل والسلام. وأضاف إننا نمر في هذه اللحظات بفترة دقيقة تتطلب من كل أبناء مصر التكاتف والتماسك، الأمر الذي يتطلب الثقة في النفس ، والثقة في الغير، والثقة في المستقبل والتفاؤل به فهذه هي أدوات النجاح والازدهار أما ثقافة الشك والريبة في كل شيء، والتربص بكل عمل، فهذه أدوات الهدم والشقاق. وقال لقد بدأت مسيرتنا الحالية في ظل أوضاع أمنيه بالغة القلق والاضطراب، وبفضل من الله عز وجل ومع جهود رجال الشرطة ومساندة القوات المسلحة ودعم الشعب، استعادت البلاد، إلى حد بعيد، الطمأنينة والأمان، وان ظلت اليقظة مطلوبة، كما ما تزال المخاطر تلوح بعناصرها الخبيثة، وأن فقدت الكثير من قواها. وأضاف إنه في نفس الوقت، فإن المسار السياسي لتحقيق خارطة الطريق يأخذ مجراه الطبيعي، ونأمل أن يستكمل دوره على خير وجه في القريب العاجل، ويطرح مشروع الدستور على الاستفتاء وينتخب البرلمان ورئيس الدولة. وقال إن الاقتصاد يظل هو مشكلتنا الكبرى، كما انه أيضا منقذنا وملاذنا الأخير. وأود بهذه المناسبة، أن أطمئن أبناء الشعب على أن الاقتصاد بدأ يتماسك ويستعيد صحته وهناك بوادر واضحة ومؤشرات مطمئنة ولكن الاقتصاد وانجازاته لا تتحقق بمنحة من السماء، وإنما بجهود الأفراد والحكومات، فالأوطان لا تبنى بالتمنيات والدعوات الصالحة، وإنما بالعمل الجاد والعرق وأحيانا بالدموع كذلك فإنه لا حقوق دون واجبات، كما أن الحرية بلا مسئولية هي عبث ودعوة للفوضى. فالاقتصاد يتطلب الجدية والصبر والمثابرة ومسيرة التقدم ليست نزهة، ولكنها بصعابها ومشاقها، أكثر إثارة وإرضاء للنفس كما هي مدعاة لاحترام الذات. وقال الببلاوي يقوم النجاح الاقتصادي على دعامتين: الكفاءة والعدالة فلا إنجاز اقتصادي دون كفاءة إنتاجية، وقدرة على العمل الجاد، مع الابتكار وتحمل المخاطر، ولكن الاقتصاد، من ناحية أخرى، لا يستمر أو يدوم دون شعور بالعدالة والإنصاف، وتكافؤ الفرص ومنع الاستغلال. وأشار إلى أنه وبعد أن استعاد الأمن الكثير من قوته وعافيته ، وبدأت مسيرة البناء الديمقراطي في طريقها، فإن الاقتصاد المصري قد بدأ بدوره في اليقظة وقد استعادت السوق تفاؤلها كما تظهره المؤشرات في زيادة الاحتياطي النقدي، واستقرار أسعار الصرف وتحسنها، وازدهار البورصة، ورفع القيود من الدول الأجنبية على حظر السياحة إلى مصر أو تخفيفها، وفى نفس الوقت فإن المساندة الجادة والمخلصة من أشقائنا في دول الخليج تدعم مسيرتنا، فضلا ًعن تحسن المناخ الدولي وكل هذه مؤشرات بالغة الدلالة. واختتم الببلاوي رسالته إن مصر تنادى أبناءها بالعودة إلى حضنها، بلا انقسام أو شقاق، مع التطلع إلى المستقبل. ولنا في روح أكتوبر الملاذ والخلاص وفقكم الله، وأعاد الله إلى أرض الكنانة الطمأنينة والاستقرار والازدهار.