علق السفير الإسرائيلي السابق لدى واشنطن مايكل أورين, على أن الخيال هو المكون الأساسي لسياسات واشنطن في الشرق الأوسط قائلا: لو نظرنا إلى التورط الأمريكي في الشرق الأوسط منذ 200 سنة حتى الآن سنلاحظ الاندفاعات المتنافسة حول مصالح القوة والنفط وتحديد المواقع الإستراتيجية والحرب الباردة وإسقاط القوة العسكرية. وأوضح أورين في لقاء له مع صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية، أن هناك إيمان داخل أمريكا بأن الديمقراطية والحرية من أهم القيم الأساسية للسياسة الخارجية للولايات المتحدة، مؤكدا أن هذا خيال وأن أحداث الشرق الأوسط تعكس ذلك. وأشار إلى إن هذا الخيال لعب دورا قويا في رد الفعل الأمريكي على الربيع العربي في الأشهر الأولى من عام 2011حيث كان هناك نوعا من الإثارة في أمريكا في حين لم تنشغل إسرائيل بتلك الخيال لأنها تدرك أن القوى المتطرفة هي التي ستتولى السلطة. وعن الرئيس الإيراني الجديد حسن روحاني قال أورين إنه جزءا من النظام الإيراني تم اختياره لتولي السلطة من قبل المرشد الأعلى, واتهم إيران بانتهاك أربعة من قرارات مجلس الأمن الدولي, معتقدا أنه يمكن التوصل إلى حل دبلوماسي في حالة اتخاذ إيران خطوات فعلية. كما نوه أن البرنامج النووي الإيراني قضية وجودية بالنسبة لبلاده، لأنه إذا تمكنت إيران من الحصول على القنبلة النووية ستضعها فوق صاروخ وتطلقها على إسرائيل و"نحن بلد صغير وقنبلة واحدة تزيله من الوجود". وقال أورين إن إيران ليست وحدها من تسعى للقنبلة النووية ولكن الكثير من دول الشرق الأوسط بدءا المملكة العربية السعودية ليصبح الشرق الأوسط بأكمله مسلح نووي منوها إلى أن قدرة إيران على الاختراق ستمنع قوة الردع الإسرائيلية إلى حد كبير. وأضاف أن إيران بتلك المحاولات تضعهم في اختبار نظرا لأنه في حالة تحرك إسرائيل ستقوم إيران بصنع وإطلاق السلاح النووي لذلك فقد أصبح التهديد الإيراني تهديد استراتيجي وليس تكتيكي ولذلك يجب الحفاظ على قوة الردع لدى إسرائيل ليصبح هامش الخطأ صغير. وعن محادثات السلام مع الجانب الفلسطيني توقع أورين احتمالية هذه المحادثات التي يتولاها وزير الخارجية الأمريكي جون كيري, وذلك نظرا للضربة التي تواجهها حماس جراء الإحداث في سوريا ومصر وسقوط نظام الإخوان المسلمين والذي بدوره أدى إلى إضعاف حماس وتمكين السلطة الفلسطينية. وتابع "ما يهمنا هو القضية الأمنية على حدودنا مع لبنان وإسرائيل ولذلك فان انهيار دولة فلسطين وعدم تماسكها سيؤثر بالسلب علينا إذا لم تتمكن من تأمين حدودها". وبخصوص الجانب السوري أكد أن بلاده ليست لديها أي نية للتدخل في تغيير النظام في سوريا مشيرا إلى أن الرئيس السوري بشار الأسد هو مصدر لزعزعة استقرار الشرق الأوسط. وأعرب أورين عن قلقه بشان ضجر العالم من أمريكا معتقدا أن العالم لا يحتاج واشنطن والتي تمثل قوى لا غنى عنها, شاعرا بالحزن لغرقها في مستنقع الانقسام السياسي. وعن العلاقة الأمريكية الإسرائيلية المترابطة قال إنه بالرغم من تلك الترابط إلا أن هناك خلافات سياسية وهيكلية.