أرجعت صحف لبنانية صادرة صباح اليوم إرجاء زيارة الرئيس اللبناني ميشال سليمان إلى المملكة العربية السعودية إلى رغبة المملكة في انتظار نتائج لقاء العاهل السعودي الملك عبد الله والرئيس الإيراني حسن روحاني وتأثيراته المنتظرة على الوضع اللبناني. ونقلت صحيفة"السفير" اللبنانية عن نائب وصفته بالمخضرم في "تيار المستقبل" أن كل طرف في اللقاء سيدخل لقاء عيد الأضحى حاملاً بيده "خريطة انتشاره" من سوريا إلى اليمن مروراً بالعراق ولبنان والبحرين.. ثم يبدأ تفاوض بين طهران والرياض سيكون صعبا على الأرجح مشيرا إلى لبنان سيكون على جدول أعمال اللقاء وأنه إلى إلى حين انعقاد التسويات الكبرى والصغرى في المنطقة، لا بد من إدارة المرحلة الانتقالية في لبنان بأقل الخسائر الممكنة. وبعكس ما يتردد، لا يربط هذا السياسي المخضرم نفسه بين الانفراج الأمريكي الإيراني والانفتاح السعودي على روحاني. وقال إن السعوديين "قرروا أن يحاوروا طهران بمعزل عن حليفهم الأمريكي، معتمدين على معطيات عدة عنوانها أولوية مصالحهم وأمنهم القومي، ومنها عدم قدرة المملكة على تحمل خيبات إضافية جراء السياسة الأمريكية التي خذلتها في أماكن عدة كالعراق والبحرين ومصر وسوريا." وأضاف: أن ثاني المعطيات يأتي بعد أن تعثرت العلاقة السعودية الإيرانية خاصة في عهد الرئيس السابق أحمدي نجاد، حيث يدرك السعوديون أن ظروف التسوية قد تكون أكثر نضجاً في زمن روحاني. وإذا كان النظام الإيراني قد كبل الإصلاحي محمد خاتمي، قبل نجاد، بخطوط حمراء لم يكن مسموحا له أن يتخطاها، فإن الأمور مع روحاني الذي هزم خمسة مرشحين محافظين تبدو مختلفة جذريا، فالرئيس الإيراني المنتخب قبل ثلاثة أشهر، يملك فترة سماح أطلقت يده خلالها للتفاوض على كل العناوين، في سبيل التوصل في النهاية إلى فك العقوبات الاقتصادية المؤلمة المفروضة على بلده وشعبه. ورأى أن أن شخصية روحاني، الذي سيسجل التاريخ له أنه أول رئيس إيراني يتواصل معه رئيس أمريكي هاتفياً منذ الثورة، تؤدي دوراً رئيسياً في زيادة نسبة التفاؤل، لافتا إلى استعانته بوزير خارجية كمحمد جواد ظريف الخبير في السياسة الأميركية والدولية، وجعل الملف النووي من اختصاص وزارة الخارجية بدلا من مجلس الأمن القومي، أعطيا "أعداءه" إشارة إيجابية لا بل جدية، لم تتردد الدول الأوروبية، إضافة إلى أمريكا، في تلقفها والبناء عليها. وأوضح النائب أن السعوديين، من جهتهم، لا ينسون أن روحاني هو مرشح هاشمي رفسنجاني صديق الملك السعودي الذي استطاع أن يفتح صفحة جديدة مع المملكة في عهده، بعدما كانت العلاقات بين البلدين مقطوعة منذ العام 1987، قبل أن تتدهور مجددا في عهد نجاد الذي يقول خصومه إنه حقق رقما قياسيا في رفع منسوب الخطوط المقطوعة بين بلده والعديد من عواصم المنطقة والعالم. أما في الضفة الإيرانية، فإن النظام في طهران متيقن من أن تحسين علاقته بالدول العربية يتطلب فتح البوابة السعودية أولا، ذلك أنه لم يعد بالإمكان الدخول إلى العالم العربي من احدى البوابتين السورية أو المصرية، اللتين تشهدان ظروفاً استثنائية تعطل دور كل منهما، على حد تعبير السياسي نفسه. ولفت السياسي اللبناني إلي أن نتائج التقارب السعودي الإيراني لاتعني حلا شاملا في لبنان، إنما عن تسهيل الأمور في الفترة الانتقالية المدخل الى ذلك يكون بعودة زعيم تيار المستقبل سعد الحريري إلى بيروت وتشكيل حكومة توافقية جديدة واعادة لم شمل المتحاورين، ما دام التفاهم على القضايا الأخرى وأبرزها رئاسة الجمهورية لم ينضج بعد، أما الحديث عن رسم خريطة سياسية جديدة للبلد، فذلك يتطلب انتظار تبلور الحل السوري، حيث سيكون لبنان جزءا من الخريطة الجديدة التي سترسم بأصابع أمريكية روسية. من جهتها، قالت صحيفة "الأخبار" اللبنانية إن دوائر القصر الجمهوري اللبناني التي كانت تعد لزيارة سليمان للرياض تلقت اتصالا رسميا سعوديا، يطلب إرجاء الزيارة إلى موعد يحدد لاحقاً، وأكد المسئولون السعوديون أن سبب تأجيل الزيارة "تقني" وليس سياسيا، بحسب مصادر الرئاسة اللبنانية. ورجّحت المصادر أن أحد أسباب تأجيل الزيارة هو انتظار السعودية زيارة الرئيس الإيراني الشيخ حسن روحاني ونتائجها، قبل البحث في أي شأن لبناني.