ألمحت صحيفة "السفير" اللبنانية إلى إمكانية عودة زعيم تيار المستقبل سعد الحريري إلى بيروت بنهاية سبتمبر المقبل إذا حدث توافق إقليمي بين المملكة العربية السعودية وبين إيران في عهد رئيسها الجديد حسن روحاني. وقالت الصحيفة في عددها الصادر اليوم الجمعة إن هذه العودة إذا تمت بعد غياب عامين ونصف سوف تكون عودة سياسية ، وبقوة دفع أمريكية ، ثم بمباركة سعودية ، ولن تكون منفصلة عن المناخ الاقليمي واللبناني المتحرك بسرعة على ايقاع الحدث السوري. ودعت الصحيفة كلا من تيارالمستقبل وحزب الله باعتبارهما القوتين الأكثر تأثيرا في المعادلة اللبنانية إلى إعادة بناء الثقة المفقودة منذ سنوات بين حسن نصرالله وسعد الحريري ، وفتح صفحة جديدة في العلاقة بينهما ، مؤكدا أن ذلك يحتاج إلى أن يخوض الطرفان غمار مراجعة نقدية شاملة لكل التجربة الممتدة من العام 2005 حتى يومنا هذا. وأشارت إلى أن استشهاد رئيس الوزراء اللبناني الراحل رفيق الحريري شكل ضربة كبيرة للشراكة التي كانت قائمة بين "مشروع هانوي هونغ كونغ " (المقاومة ل"حزب الله" والاقتصاد والاعمار للحريري) ، وشكل الخروج السوري من لبنان فاتحة مرحلة جديدة، سمتها الأبرز غياب المنظم الاقليمي للعلاقات والتوازنات الداخلية اللبنانية منذ ولادة الطائف ، وهي سمة ، أظهرت أن اللبنانيين ، لم يبلغوا بعد سن الرشد السياسي، بدليل تكرار اثبات عجزهم عن حد أدنى من الصياغات والتفاهمات الداخلية، لا بل اتخاذ أصغر القرارات وأتفهها. وقالت إن لبنان ، بارادة القوتين الوازنتين فيه حزب الله وتيار المستقبل ، جزء لا يتجزأ من الاصطفافات الاقليمية ، فاذا اتفق أهل الاقليم ، وخاصة أهل الرياض وطهران ودمشق ، أصاب وفاقهم أهل لبنان بالخير، واذا اختلفوا ، شاركهم اللبنانيون في أثمان خصومتهم. هذه هي الحال في المنطقة ولبنان منذ ثماني سنوات. وأشارت في هذا الصدد إلى مبادرة الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله للدعوة للحوار ، ورأت أن صمت الحريري حتى الآن ، ازاء مبادرة "حزب الله " الحوارية ، تم تفسيره إيجابيا ، مشيرة الى أن الدعوة التي أطلقها رئيس مجلس النواب نبيه بري لترؤس الحريري حكومة انقاذية جديدة لم تأت من الفراغ. واعتبرت أن فوز الشيخ حسن روحاني بانتخابات الرئاسة الإيرانية، فتح ، نافذة اقليمية جديدة يعول عليها الجانبان الايراني والسعودي، وقد زاد منسوب التفاؤل مع اعلان السعوديين مشاركتهم في حفل تنصيب "الرئيس الاصلاحي "، وكذلك مع اعلان روحاني تدشين زياراته الاقليمية والدولية من البوابة السعودية، واضعا نصب عينيه مهمة تبديد المخاوف الخليجية وتحديدا السعودية من "الدور الايراني". في موازاة ذلك ، ستبدأ مجموعة "5+1 " محادثاتها الجديدة مع إيران في سبتمبر المقبل المتحدة بمشاركة روحاني ، ويقول تقرير أمريكي أن المجموعة تأمل أن يقدم ذلك لروحاني فرصة اظهار وجه إيران الآخر، لتبدأ بعد ذلك خطوات بناء الثقة، ولكن الخوف يبقى في أن يصرح روحاني بما هو مطلوب ، ولكن من دون أن يغير شيئاً في السياسة ، وبالتالي، فإن المسؤولين الأميركيين (وليس فقط الإسرائيليين) يعتقدون أن ذلك سيؤدي إلى الحد من العقوبات الدولية.