رئيس حى الأزبكية: الكتابة على الجدران منظر غير حضاري المؤيدون: ذاكرة شعب وتشبه المشاركة في المظاهرات. المعارضون: تشوه المنظر العام وسلوك مستفز. الرسوم الجرافيتية بين المعقول واللامعقول أصبح الرسم على الجدران سمة من سمات الثورة المصرية، وتعبير عن مكنونات الصدور وما يعجز عن قوله اللسان، تزايدت بدرجة كبيرة بعد ثورة 25 يناير، ولعل شارع محمد محمود أحد الشهود على ذلك، فى فترة حكم الإخوان حولها البعض لعبارات مؤيدة لهم وأيضاً هناك المعارضة، وبعد 30 يونيو تحولت إلى كتابات ضد الجيش والشرطة أو معهم. يراها البعض نوع من التعبير عن الرأي أو التنفيس عن شحنات مكبوتة داخل، بينما يصفها اّخرون بأنها سلوكاً غير أخلاقي وغير أدبي، لأنها -من وجهة نظرهم- تضر بالممتلكات العامة والخاصة، من جهتها تؤيد الدولة هذا الرأي وتقوم بحملات مستمرة لازالة هذه الكتابات. من جهتها قامت شبكة الإعلام العربية "محيط" بجولة فى بعض أحياء القاهرة لمعرفة اّراء المسئولين والمواطنين فى هذا السلوك المنتشر بكثرة في شوارع وأحياء مصر. سلوكيات خاطئة يرى عبدالعزيز الزيات - رئيس حي الأزبكية - أن الكتابة على الجدران من السلوكيات الخاطئة، التي يقوم بها البعض لأنها تعمل على تشوية المنظر العام في الشوارع، موضحاً أن المحافظة أعطات توجيهاتها للأحياء لإزالة هذه العبارات أياً كان شكلها ومضمونها، وتم رصد الاماكن الموجودة بها وتصويرها قبل وبعد الإزالة، كما تم تشكيل مجموعات عمل من الأحياء لإزاتها. وأضاف، أن الشباب كان لهم دور حيوي في هذا العمل، لانهم يريدون بيئة جميلة ونظيفة، لذلك نطالب الحكومة بتطبيق عقوبات طبقاً لقانون البيئة على من يقوم بهذا السلوك السئ -بحسب تعبيره- ونناشد المواطنين بالإبلاغ عندما يرون من يقوم بهذا العمل. السيسي ومرسي ومن حى السيدة زينب يقول محمد عبد العزيز شربينى صاحب بقالة "أحب الفريق السيسي ولا أقبل شتمه أو أن يُكتب عليه كلام وحش، بس برضه مارضاش أن راجل كان فى يوم رئيساً لمصر يتشتم ويتقال عليه كلام وحش" مضيفاً فى مرة مسكت 3 شباب كانوا جايبين بوية سوداء وعايزين يكتبوا على حيطة البيت، وجريت وراهم بالشومة. وينتقد محمود سويفي - مدرس لغة انجليزية - هذا السلوك قائلاً "هذه التصرفات تشوه المظهر الحضاري لبلدنا، وبدل الفلوس اللى بتتصرف على الكتابة والبوية يشتروا بيها أحسن بوية ويدهنوا ويجملوا بيها الاماكن اللى محتاجة تجميل". وأكد محمد سيد - طالب بكلية الفنون الجميلة - أن لهذه العبارات مميزات وعيوب، فمن مميزاتها أنها تخرج الكبت الموجود داخل الصدور وتوصل اصواتهم واّرائهم ،كما أنها تعتبر نوعاً من أنواع الدعاية والإعلان، ومن عيوبها إننا نجبر الناس على مشاهدة رأي مخالف لتوجهاتهم، لذلك كانت أكثرعبارة استفزتني عبارة "السيسى قاتل" الموجودة على وزارة الدفاع. فيما أشار رامي كمال - أدمن صفحة أنا من الضاهر- إلى أنه قام بحملة تنظيف في شوارع رمسيس والظاهر، بقيادة رئيس الحي المهندس مصطفى وهبة، وبالتعاون مع وزارة الشباب والرياضة، وازالوا كل الشعارات المكتوبة على جدران المنازل والمساجد والكنائس، وذلك في مبادرة "وطن واحد وشعب واحد ". وأضاف قائلاً "أنهم قاموا بكتابة ورق صغير عُلّق على الشجر في رسالة لحب مصر". رسوم معبرة بينما أيدت رهام محمود -فنانة تشكيلية- هذه الرسوم الجرافيتية بكل أشكالها وبكل معانيها الثورية كالتى كانت في ثورة 25 يناير كصور الشهداء والرسومات المعبرة عن الثورة وعن الظلم الموجود، قائلة "هي وسيلة إعلان توصل وجهة نظر معينة". وعارضت العبارات المسيئة للأشخاص، والخادشة للحياء والرسوم التى تعبر عن غضب الشارع ضد الرئيس المعزول، حيث أنها تعمل على تشوية المنظر العام ولا تعتبر نوع من التعبير عن الرأي والحرية -بحسب رأيها. ذاكرة شعب أما إسلام رجب - فنان تشكيلي- فأكد أن الرسوم الجرافيتية تعمل على تجميل المنظر العام وليس تشويهه، لأنها عنصر من عناصر التعبير عن الرأي، كنزول الناس إلى الشوارع، وتعبر عن العقل الجمعي للشعب فهذه شرعية ثورية، مثل رسومات الألتراس وأيضا الرسومات التي توجد فى ميدان التحرير -التي تؤرخ لثورة يناير العظيمة- وكل هذا يأتى فى إطار المحافظة على جمال بلدنا.