علقت صحيفة "جلوبال بوست" الأمريكية عن الإحداث المصرية منذ اندلاع ثورة الخامس والعشرين من يناير عام 2011 وخروج الشعب المصري إلى الشارع للمطالبة بإنهاء نظام قمعي وتعجيل الانتقال إلى الديمقراطية. وقالت الصحيفة، إن الهتافات التي خرجت من المتظاهرين يوم الجمعة الماضي لم تكن من اجل الإطاحة بالرئيس الأسبق حسني مبارك كما حدث في 2011 كما أنها لم تكن قاصدة الرئيس المعزول محمد مرسي الذي يعد أول رئيس مصري منتخب ولكنها استهدفت رحيل وزير الدفاع المصري عبد الفتاح السيسي قائد الانقلاب الذي أطاح بمرسي, "حسب زعم الصحيفة". وأشارت الصحيفة إلى ما قالته مجلة "التايم" الأمريكية عن المتظاهرين المصريين منذ اندلاع الثورة واصفة إياهم ب"أفضل متظاهرون في العالم, وأسوء ديمقراطيون في العالم". وذكرت "جلوبال بوست"، أنه بعد مرور عامين على الثورة التي أطاحت بالديكتاتور مبارك, واجهت السلطات المدعومة من الجيش والمرؤوسة من قبل السيسي اتهامات بخنق المعارضة المصرية والقيام بما وصفته منظمة "هيومن رايتس واتش" انه "أخطر حادث من أعمال القتل الجماعي غير المشروع في التاريخ المصري الحديث". وأكدت الصحيفة، أن الاحتجاجات هذه الأيام ضد السلطات قليلة مقارنة بثورة 2011، مشيرة إلى أنه يبدو أن الشعب المصري يدعم الانقلاب المصري ضد مرسي ويرى أن الحملة العسكرية ضد مؤيدي الإخوان ثمن ضروري للديمقراطية. ونقلت الصحيفة عن إيساندر العمراني, محلل مقيم في القاهرة ومدير مشروع شمال أفريقيا في مجموعة الأزمات الدولية أن هناك هوس بقوة شخصيته السيسي، وأن المناخ العام مؤيد للجيش المصري بطريقة لم نراها في 2011 . وأيدت الصحفية رأي العمراني، مشيرة إلى صور السيسي التي تملا القاهرة ومطالبة البعض بترشيحه للرئاسة. وأكد العمراني أن خلال 2011 كان غالبية المصريين لديهم صورة ايجابية عن الجيش المصري في حين أنه كان يسود شعور قوي بعدم الرغبة في استمراره في السلطة, أما الآن فهناك قبول لدور الجيش النشيط في السياسة. وزعمت "جلوبال بوست"، أن الرئيس المصري المؤقت عدلي منصور والحكومة المؤقتة دورهم ثانوي وان السيسي هو المسئول عن كل شيء, حيث أكد العمراني أن الحكومة المصرية تتكون من ثلاثة أركان هما الأمن والاقتصاد والسياسية وكل منهم منفصل عن الأخر ولكن السيسي الذي يرأس الركن الأمني لديه حق الفيتو في القرارات الأخرى. وعلى صعيد آخر قالت الصحيفة، إن انخراط الإسلاميين في الاضطرابات الأخيرة في القاهرة أدى إلى وصف الحكومة لحملتها عليهم بالحرب على الإرهاب خوفا من عودة الإرهاب المسلح الذي ساد في التسعينات، مؤكدة أن حملة القمع الأخيرة أهلكت القدرات التنظيمية للجماعة ودفعتهم إلى العمل السري. ونوهت صحيفة "جلوبال بوست" الأمريكية، إلي أن الثوريين الذين قاموا بثورة الخامس والعشرين يقولون أن الدولة البوليسية التي كافحوها تظهر ظلالها مرة أخرى مشيرين إلى أنهم يريدون حكم سياسي ثالث لا يتمثل في الإسلاميين أو حكم الجيش.