التزم بآراء والدي حتى ولو كنت غير مقتنعٍ بها. انفق من تجارتي على بيتي واسرتي لأن دخل الإنشاد لا يكفِ. الإنشاد بدون موسيقى لا يلقَ دعماً من الدولة وهدفي نشر هذا الفن. على المصريين أن يفرقوا بين الطيب والخبيث ولا يعمموا الحكم على كل القنوات. اصادق بعض الفنانين لشخوصهم وليس لأعمالهم. الغناء حلاله حلال وحرامه حرام وعلى المشاهد والمستمع أن يحكم. هو شاب حسن الصوت حصل على شهرة واسعة بسبب والده الشيخ محمد حسان، وبسبب ظهوره المتكررعلى بعض القنوات الدينية ومنها قناة الرحمة الفضائية التي يملكها عمه محمود حسان، حفظ القرآن وختمه في سن العاشرة، وأصبح منشداً دينياً ومقرئاً في سن السابعة عشر، يؤم المصلين في صلاة التراويح في رمضان في كثير من دول العالم على الرغم من عمره الذي لا يتجاوز الرابعة والعشرين. أنه أحمد محمد حسان، الذي التقته شبكة الإعلام العربية "محيط"، ليتحدث معها عن بداياته في عالم القران والانشاد وعلاقته بالفنانيين، وتعليقه على ما يحدث في الساحة المصرية من قبل بعض الدعاة والشيوخ، والسبب وراء الدويتو الغنائي الذي قدمه مع حمادة هلال، نتعرف عليه وعلى تفكيره أكثر في الحوار التالي... بداية.. كيف كانت بداياتك مع القران الكريم ؟ بدايتي مع حفظ القرآن كانت في قريتي التابعة لمحافظة الدقهلية، وقد ختمته في سن العاشرة، على يد الشيخ عبد الخالق المراكبي، وبدأت حكاية الترتيل من صغري في سن السابعة، ولا أنس بالطبع والدي فهو السبب في هذه النشأة الطيبة، فالوالد صوته جميل وقراءته للقران مميزة، فالحكاية بفضل الله بدأت بوالدي مرورا بالشيخ المراكبي، ثمالمدرسة التي أنتمي إليها في الترتيل أعني الشيخ مصطفي اللاهوني، وبعد ذلك سمعت المشايخ كلهم. وماذا عن الإنشاد الديني؟ بالنسبة للأناشيد بدأت فيها من صغري، فقد كنت أتابع المبتهلين والمنشدين، لكن بشكل احترافي، وكنت اردد الاناشيد بإيقاع من حوالي 7 سنوات، وبدأت أتعامل مع ملحن في المجال الديني اسمه سيد جاد، وبدأت معه تسجيل الإنشاد، ثم تطور الموضوع مع الملحن محمد بدرخان. لكن لم تحدثنا عن دراستك أم انك اكتفيت بالقراّن والإنشاد؟ أنا درست أصول الدين في الأزهر الشريف، بجانب دراستي لإدارة الأعمال والتسويق من جامعة فيرجينيا الأمريكية. رسالتي من الإنشاد وهل اهتمامك بالإنشاد الديني ورائه رسالة تريد أن توصلها أم ماذا ؟ هدفي تعميم فكرة الإنشاد الديني الذي يخلو من الموسيقى والإيقاع، فهو غير موجود في مصر بشكل كبير، كما أنه لا يوجد منشد مميز في مصر ومعروف في الوطن العربي مثل الشيخ مشاري، لذلك أريد أن يصبح في مصر منشد مميز مثله، ليس شرطاً أن أكون أنا، ولكن فقط أريد أن يكون هناك شئ اسمه إنشاد ديني في بلدنا. قدمت دويتو غنائي مع الفنان حمادة هلال كيف جاءت الفكرة؟ الفكرة لم يكن مرتباً لها، فهو له مجاله وأنا في مجال مختلف، ولكن تربطني به صداقة منذ فترة، وهو شخص محترم على المستوى الشخصي ومتدين، ومعرفتي به بدأت عن طريق الممثل محمد نجاتي، الذي تعرفت عليه في أحد المساجد في صلاة التراويح، والموضوع جاء بقدر الله، فهلال كان يريد تقديم عملاً دينياً فاقترحنا أن نفعل ذلك سوياً، وبالفعل تم الدويتو الغنائي لكن بدون موسيقي. لكن هل الإنشاد بدون موسيقى سيكون له صدى عند الناس؟ اؤكد لك ان هذا العمل على الرغم انه بدون موسيقى، لكنه كان عملاً مميزاً وقد سَعد حمادة بهذا الاداء وكان مرتاحاً جداً، وللعلم الإنشاد بدون سيكون مميزاً وقد يكون أكثر من العمل الموسيقي، لكن للأسف الإعلام لا يعطِ هذا حقه. لست مفتنياً وهل غنائك بدون إيقاع يعني أن الموسيقى حرام؟ عندما أقول الموسيقي حرام أو حلال فأنا أفتي، لذلك لا أحب أن أخوض في هذا الأمر، وهناك علماء متخصصون وهم أهل الفتوى في ذلك، لكن ما اعتقده كما يقول بعض العلماء أن الأغاني حلالها حلال، وحرامها حرام، وهذا جواب شافي على ما نسمعه وما نراه اليوم من كليبات والكلمات يندى لها الجبين. علمنا أن لديك أصدقاءً من المطربين والممثلين الا يخالف هذا توجهاتك؟ ليس لي علاقة بالأعمال الفنية التي يقدمونها، لكنهم أصدقائي على المستوى الشخصي، وأنا تعلمت من والدي عدم التشتت والتزمت، وأرى أنه لا مانع من ذلك، فالنبي -صلى الله عليه وسلم- كان يتعامل مع اليهود، فكيف لا أتعامل مع مسلم بغض النظر عن كونه ممثل أو مغني، وهذا هو الإسلام الوسطي. والدي الشيخ وهل هذا الأمر مرجعه والدك وهل تستشيره في كل خطواتك؟ بالتأكيد أي حاجة لازم استشير والدي فيها، وألتزم دائماً برأيه، حتى وإن كنت في بعض الأحيان غير مقتنع بها، لكني أعلم أن خبرته وتفكيره أفضل مني، ويعلم أموراً قد لا أستوعبها، والجميع يشهد أنه رجل حكيم لذلك لا أختلف معه . وما هي أبرز الامور التي تعلمته منه؟ تعلمت منه حسن الخُلُق وأحاول أن أقتدي به حتى مع المخالف، كذلك تعلمت منه أن يكون باطني مثل ظاهري، وأن أكون على قرب من الله، وأن أختلي بنفسي ولو مرة في الأسبوع لاحاسبها، وأسال الله الثبات على الحق لأننا في زمن فتن. تقديم البرامج ألا تفكر في دخول مجال تقديم البرامج؟ قدمت أكثر من برنامج على القنوات الدينية، والآن أحضر لبرنامج اّخر عن الاسرة ويركز على الشباب بشكل كبير، لكن احب أن أقول "اني لا أحب أن أحصر نفسي في تقديم البرامج لاني في الأصل قارئ ومرتل وإمام مسجد بجانب الإنشاد. لكن هناك دعاة مثل مصطفي حسني ومعز مسعود ولهم قبول عند الشباب ألا تحب أن تكون مثلهم وتصنف معهم؟ هذا المجال شرف بالتأكيد، وأي شخص يتمنى أن يكون داعية، ولكني لا أحب أن أتمادى في تقديم البرامج أو أسير في هذا الطريق، ولكني قارئ للقرآن ومنشد، وهذا هو أهم شئ بالنسبة لي وهو ما أريد أن أستمر فيه. ما رأيك في الإنتقادات الموجهة للقنوات الدينية؟ وهل أن منها من خرج عن النص؟ هناك قنوات نعلمها جميعاً ونعلم أنها تخرج عن النص، وتقدم أشياءً لا ينبغِ أن تخرج من دعاة وعلماء، لذلك لا نرضَ عنها، لكن هناك في القوت ذاته القنوات التي يجمع عليها الناس ولا تقدم إلا ما يفيد المجتمع، لذلك علينا ان نفرق بين الطيب والخبيث وألا نعمم الحكم. من وجهة نظرك إلي أين سيصل الخلاف بين التيارات الدينية والمدنية؟ هذه هي سنة كونية لن تتبدل أو تتغير، ودائماً الصراع بين الحق والباطل قائماً، لكن الحق هو الغالب، وأقول مثلما يقول الوالد "إذا انحصرت مسائل الخلاف في بوتقة الخلاف بأدب الخلاف فلا خلاف" لكن أعلم أنه لن يكون هناك توافقاً كاملاً، وهناك يأتِ دور التقارب. تسافر دائماً للخارح هل ترى أنهم يطلبون أحمد حسان لشخصه أم لوالده؟ بالفعل تأتيني دعوات في شهر رمضان من دول مختلفة سواء عربية أو أجنبية لإمامة المصلين، وهم من يطلبوني، ولا أعرض نفسي على أحد لأنه لا يوجد رجل قرآن يعرض نفسه، ولا يشكل طلبي من أجل والدي عائقاً، لأنه شرف لي أن أنتسب للوالد. ذكرت أنك درست إدارة الأعمال فهل ستعمل بها؟ نعم أنا أعمل في التجارة، وهذا عملي الأساسي، لأن الإنشاد والقراءة ليست دائمة، كما أن لي بيت وأولاد ويجب أن يكون لي دخل ثابت، ودخل الإنشاد وحده لن يكفِ، لأنه من النماذج التي لا تلقَ دعماً أو اهتماما من الدولة.