لم يكن مستغربا أن يستنفر المصريون جهودهم للحفاظ على الوحدة الوطنية بين المسلمين والأقباط ، في أعقاب أحداث ماسبيرو التي أسفرت عن سقوط 25 قتيلا وأكثر من 300 مصاب. في محافظة أسوان، قرر ائتلاف القبائل العربية بالتعاون مع الإتحاد الإقليمي للجمعيات الأهلية عقد مؤتمر موسع بعد غد " الأربعاء " لمناقشة تداعيات احداث قرية "المريناب " التابعة لمركز ادفو مسرح الأزمة والأحداث الدامية تحت شعار "أسوان وإقامة دولة القانون " يشارك فيه منظمات المجتمع المدني والجمعيات الأهلية والهيئات الحكومية والإعلامية ، إلى جانب رموز من القوى السياسية والحزبية.
وقال الدكتورعبد الله علي رئيس الاتحاد الإقليمي للجمعيات الأهلية بأسوان إن الهدف من عقد المؤتمر توحيد الجبهة الداخلية للمجتمع المحلي لمواجهة تحديات المرحلة الراهنة ومحاولات تمزيق الصف وتشتيت الجهود لبناء دولة مدنية حديثة.
وأضاف أنه سيتم خلال فعاليات المؤتمر الموسع تشكيل لجان تضم كافة أطياف أهالي أسوان والتي ستتنوع بين لجان شعبية وأخري دينية وإعلامية، علاوة على لجنة لإعادة الانضباط للشارع الأسواني.
من جانبهم، قام ممثلو القبائل العربية والأسوانية بتنظيم مسيرة جابت مدينة أسوان للتأكيد على أن المسلمين والمسيحين يد واحدة.
وفي محافظة دمياط ، عبر الأهالي عن استيائهم الشديد جراء الأحداث التي وقعت أمام مبنى ماسبيرو أمس ، وأجمعوا على رفض مثل تلك الأحداث.
وطالبوا المجلس العسكري باتخاذ كافة الإجراءات التي من شأنها الحفاظ على البلاد وحمايتها في الداخل والخارج وإصدار مرسوم يمنع جميع المظاهرات والوقفات الاحتجاجية حتى تستقر الأوضاع قبل الانتخابات البرلمانية القادمة.
وفي محافظة السويس، أكد اللواء عادل رفعت مدير الأمن أن الأحداث التي وقعت أمس استهدفت تأجيل الانتخابات ، مشيرا إلى أنها ليست من قبيل الصدفة أن يحدث ذلك قبل يومين فقط من فتح باب الترشيح لانتخابات مجلس الشعب.
وأضاف أن محافظة السويس أنهت استعدادتها لإجراء الانتخابات البرلمانية لمجلسي الشعب والشورى.
وأكد أن جميع الكنائس ودور العبادة داخل محافظة السويس مؤمنه تماما وتم اتخاذ إجراءات أمنية دقيقة لتأمينها بشكل دائم طوال اليوم.
وفي محافظة الفيوم، استنكرت الأوساط الشعبية والتنفيذية والقوى الوطنية بالمحافظة أحداث الشغب التي شهدها مبنى اتحاد الإذاعة والتليفزيون (ماسبيرو) مساء أمس الأحد.
واتهم المهندس أحمد علي محافظ الفيوم من أسماها ب "آياد خفية" تقف وراء الأحداث بهدف إحداث وقيعة بين الأمة الواحدة مسلميها ومسيحييها ، وللعبث بوحدة وأمن الوطن والتخطيط للنيل من أمن واستقرار وسلامة مصر.
وأكد أن الطائفية من أخطر المشاكل التي تحرق الأخضر واليابس وتوقف عجلة التنمية في أي مجتمع ، منبها إلى ضرورة الحفاظ على سلامة الوطن والمواطنين لتجنيب البلاد المخاطر والحفاظ على مكاسب الثورة.
وطالب بالحد من المظاهرات الفئوية والاعتصامات التي توقف الإنتاج، داعيا إلى توحيد الجهود للارتقاء بمصر ، وتفوبت الفرصة على المندسين لتحقيق أغراضهم الخبيثة.
وأبدى بالغ حزنه لمأساة الأمس ، وقدم باسم شعب الفيوم خالص العزاء لأسر الشهداء واحتسابهم عند ربهم والدعاء للمصابين بالشفاء.
وقال إن القيادات التنفيذية والشعبية والقوى الوطنية بالفيوم عقدت عدة اجتماعات مساء أمس لحث المواطنين على ضبط النفس والوقوف صفا واحدا ووأد الفتنة ودفع عجلة الانتاج والتنمية بالمحافظة.
وفي محافظة الغربية ، صرح اللواء مصطفى باز مدير الأمن بأن المديرية اتخذ كافة الإجراءات والتربيات الأمنية لتأمين دور العبادة على مستوى المحافظة ، وذلك منعا لحدوث أى تجاوزات من المندسين والذين يحاولون أشعال نار الفتنة بين المسلمين والأقباط.
وأضاف أنه تم إلغاء الراحات لجميع الضباط ، والتصدى بكل حزم لمن يتجاوز، مشددا على أن كل من تسول له نفسه الاعتداء على هيبة الوطن سيقع تحت طائلة القانون.
وشدد على ضرورة التلاحم من أجل وطننا الغالي مصر ، والتضحية بالدماء في الذود عنها.