أرفض إغلاق قناة الجزيرة وأتمنى توفير فرصة عمل للعاملين بها في قنواتنا . الحكومة الانتقالية تسير في الطريق الذي رسمه الشعب . مبارك نال عقابه ويكفي أن يذكر في التاريخ أنه حاكم أهمل شعبه . لست موالية لمبارك بل انتقدته في كثير من مقالاتي . أقولها بالدليل الحجاب ليس فريضة تنبئت بسقوط الإخوان قبل اعتلائهم سدة الحكم وهذا ما حدث. هي الصحفية اقبال بركة أحدثت مناقشاتها وحوارتها سابقاً مع الإسلاميين جدلاً كبيراً خاصة فيما يتعلق بوضع المرأة في الإسلام أو حقوق الإنسان . شاركت في تحرير عدة مجلات عربية منها مجلة صباح الخير، ومجلة روز اليوسف، ومجلة سيدتي، ومجلة اليقظة الكويتية، ومجلة الكواكب الفنية. لديها مقالات أسبوعية في عدة صحف مصرية مستقلة، منها جريدة الدستور، وجريدة نهضة مصر، وأيضا جريدة روز اليوسف، ولها عدة كتب أشهرها الحجاب الذى اثار ضجة كبيرة ضدها . إلتقتها شبكة الإعلام العربية "محيط" لتتعرف منها عن اّرائها وسبب الاشتباكات الدائمة مع بعض الاسلاميين، وتعليقها على ما حدث في 30 يونيو وما بعدها، واشتباك مصر مع الغرب وكيفية الخروج من الأزمة الراهنة في هذا الحوار التالي: بداية..ما هو تعليقك على خطوات المثقفين لمواجهة الهجمة الغربية على مصر؟ خطوات المثقفين مهمة جداً، ولكنها تأخرت كثيراً وكان من المفترض أن يحدث هذا الحراك منذ شهر، لكن من الجيد أن نستدرك مواقفنا، ونتحرك سريعاً لاظهار الصورة الحقيقية للأوضاع فى مصر . ولماذا نكون دائماً في موقف المدافع ولا نكن سبّاقين في اتخاذ المواقف؟ أخطأنا عندما شعرنا أننا على الطريق الصحيح، ولم ننتبه عقب ثورة 30 يونيو أن نخاطب العالم لإظهار حقيقة الموقف على عكس الطرف الاّخر -جماعه الإخوان- الذي سارع إلى وكالات الأنباء والغرب وشرحوا موقفهم، على الرغم أن موقف الغرب دائماً داعماً لهم، وقد رأينا مايبث فى وسائل الإعلام وخاصة قناة الجزيرة التي كانت تبث بثاً مباشراً من ميدان رابعة طوال الوقت، وتعطى الفرصة لخطابات البلتاجى وصفوت حجازى وكل الاصوات المتشددة أن تنتشر ويسمعها العالم أجمع . حرية الإعلام إذا هل تؤيدين من ينادي باغلاق قناه الجزيرة ؟ لا بالعكس أنا ضد إغلاق أي واجهة إعلامية، لكن على قناة الجزيرة أن تلتزم بالمهنية. وما رأيك بالعاملين بها من المصريين؟ بالنسبه للعاملين بها أنا قلبى معهم، وأقدّر ظروفهم، لأن ده أكل عيشهم وبياخدوا مرتبات عالية، وهم لا يستطيعون التدخل فى سياسات القناة وإلا تم اقصائهم تعسفياً، لكنى أخاطب المؤسسات الإعلامية المصرية، والقنوات الفضائية الخاصة أن تدعوا العاملين بها لترك القناة وتوفير فرص عمل مناسبة لهم . لكن ما هو وصفك للأحداث في مصر ؟ الامور والأوضاع متداخلة، ولكنى أرى أن الحكومة الانتقالية تتجه فى الطريق الذى أختاره الشعب، وهو ماجاء فى خارطة الطريق الذى رسمه الشعب بنفسه، وأعتقد أنهم سيحافظون على هذه الخارطة لأنه ليس لهم مصلحه فى غير ذلك، وأطالب الشعب أن يتابع كل الأوضاع ليرى بنفسه ماذا يتحقق . لا حكم فوق القانون تعليقك على الحكم بخروج مبارك؟ نحن مع القانون ولا نناقش رجال القضاء ماداموا قالوا كلمتهم، وأكره مناقشة اى قرارات قانونية، لكني أعتقد أن مبارك نال عقابه فهو محبوس منذ أكثر من عامين وهو رجل مسن، ويكفى حكم التاريخ القاسى عليه حيث سيذكره بأنه حاكم أهمل شعبه . البعض يتهمك أنكِ من مناصرى النظام السابق ما صحة ذلك؟ لم يحدث هذا على الإطلاق، وقد سبق وقلت هذا كثيراً، وأعلم أن هذا السؤال يتكرر دائماً، لذا قمت بتجميع كل المقالات التى انتقدت فيها مبارك فى كتاب اسمه فضفضة، طبع 3 مرات وكلها نقد شرس لنظام مبارك . لكن هناك اتهام بأن مقالاتك كانت بترتيب مع النظام ليُقال أن هناك من يعارض الرئيس؟ محصلش فالنظام كان يتفاجئ بهذه المقالات، وعلى الرغم من دعوتي لكل اللقاءات في عهد مبارك، لكن كان لى مواقفي الشديدة ضده، والدليل أنني أقدم رئيس تحرير فى دار الهلال، وخدمت كرئيس تحرير أكثر من 14 عاماً فى واحدة من أكبر المجلات، وبمجرد خروجى للمعاش وجدت أنني الوحيدة التى لم تعيّن فى مجلس الشورى، ولم تقدم لى أية جائزة من الدولة مثلما حدث مع اّخرين، أخذوا هدايا وجوائز وأوسمة من الدولة. أنا والحجاب لماذا تغضب اّرائكِ الخاصة بالحجاب الكثيرين ؟ وهل مازلتِ تعتقدين بأن الحجاب ليس فريضة؟ بالفعل درست جيدأ هذا الموضوع، وأصدرت كتاب به من الأدلة الكثير، لأثبت أن الحجاب ليس فريضة، والكتاب موجود واسمه الحجاب وقد تم طبع الكتاب خمس مرات، وللعلم هناك أحد السعوديين الذى حصل على الدكتوراه من الجامعة السعودية، أثبت صحة كلامى بأن الحجاب ليس فريضة لكن ألَم يؤثر في أفكارك هذا الهجوم الشرس من قبل معارضي رأيك؟ سبق ولجأ اثنين من المحامين إلى الأزهر للمطالبة بمصادرة الكتاب، لكن الأزهر لم يمنع اصداره لأنه لم يجد به خطأ واحداً، وحين نشرت الكتاب فى البدايات عرضته على الاستاذ محمد سعيد العشماوى، وقال "ده كتاب ممتاز"، وقد أهديت نسخة منه للاستاذ فتحى نجيب وأبدى إعجابه الشديد به. حقيقة الإخوان هل تحققت رؤيتك عن الإخوان التي ذكرتيها في مؤلفاتك؟ بالفعل أنا من أوائل من تنبهوا إلى الزيف الاخوانى الذى غيّب الإسلام الحقيقى والعقيدة الجميلة -التي كفلت الحريات للجميع- وخلقوا إسلاماً مريضاً غير حقيقى، وصوروا للناس الاسلام على شكل عقيدة مكبلة لهم، ويظنون بعد ذلك أن الهجوم عليهم هو هجوم على الإسلام . وقد تمنيت في برنامج مع الفنانة بسمة بحضور الداعية مبروك عطية أن يفوز الإخوان برئاسة مصر لينكشف زيفهم أمام المصريين وهذا ما حدث بالفعل وقد صدقت نبؤتى . هل أنتِ متفائلة للفترة المقبلة؟ نعم متفائلة، ولكن على الجميع أن يتكاتفوا لإكمال خارطة الطريق التى رسمها الشعب، ليتحقق ماخرج الشعب من أجله فى 25 يناير وفى 30 يونيو .